Thursday, January 31, 2008

استطمار للقمح


إست ـ طمار لقمح الاستعمار

بقيت لمدة أتساءل عن كلمة الاستثمار التي غالبا ما نرددها خلف ما يردده وزير الاستثمار السيد طمار!..وتمكنت أخيرا من معرفة هذا المعنى عندما "حضرت بعيدا"، عن منتدى المستثمرين العرب المنعقد مؤخرا في الجزائر الاستثمارية التي كانت ترزح تحت نير فرنسا الاستعمارية..!..تمكنت هكذا، لحسن طالعي..من الالتقاء بالوزير وهو هابط وأنا طالع!. قلت له: معالي الوز...! : أخبرنا عن معنى الاستثمار في الجزائر من وجهة نظر تمار !؟.. قال لي :الاستثمار، هو منهج لإخراج الاستعمار من الاستقلال! قلت له: فهمت! لكن، ألا ترى أن هذا المفهوم، مفهوم شاذ!..توليفة جزائرية تمارية؟. قال لي: لأننا في وضع غير اعتيادي!..قلت له: تقصد وضع شاذ، يقتضي مفاهيم وتعاريف شاذة؟..قال لي: الوضع ليس شاذا..الشذوذ عندنا هو شذوذ وضعي!..قلت له: فهم راسك مليح!.. أنت مفرنس ولابد أن تحسب الحساب لكل كلمة تقولها لأني سوف لن أترجم كلامك من عندي!. قال لي: لا تخف ..أنا أتكلم بمسؤولية..! عندنا شذوذ لكنه شذوذ شاذ..فهو شذوذ وضعي!..قلت له: فهم راسك!..قال لي: بمعنى أن الشذوذ عندنا له ما يبرره!..نحن نشذ عن القاعدة..! قلت له: نشذ عن القاعدة..في بلا المغرب الإسلامي أم .. نقعد عند الشدة في مسلمي بلا المغرب!..؟ قال لي: لا أفهم ما تقصد! قلت له: أنا اقصد ما أفهم..!.. الشذوذ الوضعي يؤدي إلى الشذوذ عن القاعدة الذي هو الآخر يؤدي إلى القعود عن الشدة..! إنها عملية متداخلة جدلية مادية تاريخية!!قال لي: فسر لي هذا الشذوذ الوضعي! قلت له: نحن بلد نشذ فيه عن كل الشواذ!: بلد النفط..والفقر..! بلد البطالة..والاستهلاك!..بلد التمور.. وقلة التمر!..بلد الفلاحة..وغياب الفلاح!..بلد الثورة...من أجل الثروة!..بلد الحقرة..والديمقرطية! بلد 70 مليون عين.. وقناة واحدة!..بلد التقرقيب.. وقلة النقيب..! بلد إسلامي.. والإسلام غير بالاسم!..بد عربي.. والفرنسية هي الأم.!. بلد تعددي.. والحزب واحد مثل الشامبوان 2 في 1!..أو واحد في 3!..قال لي: أفهم أنك في حزب لويزة حنون؟.. في المعارضة يعني؟.. قلت له: طبعا.. هذا وين عرفت؟.. علا أنت مش في المعارضة؟..أو أنك وزير في حكومة معروضة!..للبيع!..قال لي: من بين ميزات الشعب الجزائري أنه شعب شاذ موضوعيا: كلنا معارضة! حتى رئيس الجمهورية معارض! ولا واحد راض على الوضع..نحن نخرج عن القاعدة! قلت له: ها قد وافقتني في الراي..والحوزي ...!..نخرج عن القاعدة..ونتقاعد عند الخروج!. قال لي: بالفعل! نحن نتكلم أكثر مما نفعل..! قلت له: نهد..ولا نبادر بالفعل!.. ونفعل بدون مبادرة....! يأتينا العرب من كل مكان.. فيجد من يقف لهم من بيننا بالمرصاد .. في كل الإدارات وعلى جميع المستويات.. وكل واحد من المسئولين يريد أن يأخذ نصيبا من الجزية..في شكل رشاوى وعمولات تمتد من 10 إلى49 في المائة إلى أحيانا 51 في المائة.. ! شريكا أسياسيا أحيانا رغم أن الشريك الجزائري..لا يدفع أورو.. ولا حتى دورو..! وإذا لم يفعل.. فسيجد المستثمر نفسه قد خسر الملايين فيضطر إلى التنازل أمام هذه الابتزاز أو يغادر البلد غير مأسوف عليه..ويبقى الجزائري هكذا..لا شريك له!..نلعب إلا نحرم!.. هذا الأسلوب لا نقوم به إلا نحن! قال لي: لكن اليوم..الأبواب مفتوحة.. وقد قمنا بإصلاح الكثير من العراقيل التي كانت تواجه المستثمرين وهذا هو سبب تنظيم هذا المنتدى! قلت له: منتدى "دافوس"..لبيع الناموس؟.. ما معنى أن يستثمر عربي هنا في مشاريع سياحية مثلا..لا نجني منها إلا تنامي الدعارة السياحية والفجور العربي الإسلامي..! ماذا تشترطون على المستثمرين العرب؟. قال لي: لا شيء!..لا بد من منع كل الموانع! قلت له: فابشر بأن يأتوا إلينا بالعاملات الفليبينيات والأسيويات.. ويأتوا بكل العمال من أسيا..والمشكل الذي خفتم منه ستقعون فيه!..امتصاص اليد العاملة لن يحصل..وتجدون أنفسكم في حصلة.. لأننا شعب لا يعمل..إلا عندما يخرج!..قال لي: ولهذا نوفر لهم الآن كل شروط الهجرة..! نوفر لهم " البوطيهات".. والقوارب.. والزودياك..والبنزين ومحطات الانطلاق..ونوفر لمن لا يقوم بدوره ويحرق بنجاح المحاكمات والسجون حتى يتعلموا الاستثمار في "الموارد البشرية" التي هي الطاقة الحقيقية في كل مجتمع عاطل عن العمل والتفكير!
عندما أفقت من نومي..كانت المذيع يتحدث عن إنقاذ 13 حراقا جزائريا من طرف خفر سواحل اسبانيا..! قلت لزوجتي: أغلقي عني هذا الرهج!..إنقاذ.. إنقاذ!.. إنقاذ!..جبهة إنقاذ بكاملها ولم تنقذ حتى نفسها!..

خط ساخن ومباشر ما بين النار وجهنم


خط ساخن ومباشر ما بين النار وجهنم


من كثرة الحكايات عن الأموات في المستشفيات..الذين يدخلون أصحاء، فيخرجون بلا أرواح!.بقيت أسمع الحكاية تلو الحكاية حتى استوقفتني حكاية صديق طبيب أخبرني عن حالة " الاقتراب من الموت"،عاد المتوفي أكلينيكيا ودماغييا بعد ساعات من الإعلان الطبي عن وفاته.. إلى الحياة!
التقيت بصديقي الطبيب هذا في المقهى،فراح يشرح لي ما حدث قبل أن أطلب منه أن يدخلني على الرجل لأني مهتم بالبحث في هذه التجارب لكي أثبت أن بلادنا تحيي الموتى.. بإذن الله!:فهمت بعدها بعض التفاصيل أن الرجل أدخل لأجراء عملية لاستئصال الزائدة وبسبب خطأ في البنج والإنعاش..أعلن عن وفاته(صديقي قال لي: أن هذا شيء طبيعي في بلادنا!: أن تدخل لاستئصال الزائدة.. فيستأصل للمريض أعضاءه التناسلية أو أغيرها..عن طريق الخطأ.. فهذا أمر ليس فيه غرابة!) ..نقل بعدها للمشرحة بأمر قضائي بعد أن رفع ذووه دعوى ضد من قاموا بالعملية.. لتأكيد الخطأ الطبي!..فوجئ الفريق بتحرك الميت.. قبل أن يفتح عينيه!..ليشرع بعد ذلك في رواية كل ما رآه وما سمعه بالتفصيل وكأنه كان معهم حتى أثناء العملية..بل قال لهم: راكم نسيتوا لي بورطابل في الكرش..راه غير يفيبري!..(وكانوا منذ 24 ساعة بالفعل يبحثون عن هاتف محمول مسروق! الميت سرق!)
مرت سنة على هذا الحادث والرجل لا يجرؤ على الحديث عما سمعه ورآه حتى للمقربين منه مخافة أن يشكك الناس ومن حوله في قدرات الرجل العقلية ويتهم بالجنون!.. تمكنت اليوم..من لقاء الرجل.. بعد أن أخبره صديقي الطبيب الذي هو من عائلة الحي الميت..أني مهتم بمجال تجارب الاقتراب من الموت! وهكذا تمكنت من نيل ثقة الرجل بعد أن رحت أروي له عشرات الحالات التي قرأت عنها، فراح هو الآخر يقول لي بدون تحفظ لدى نحو 35 في المائة ممن عرفوا مثل هذه الحالات..!..
الرجل، حين دخلت عليه رفقة ابن عمه الطبيب، كان في صحة جيدة بعد أن أعيدت له العملية وأخرج البورطابل من بطنه..فوجد 20 appeles,en absence..و5 رسائل sms!....راح يقول لي: تصدق أو لا تصدق.. سوف أروي لك قصة سمعتها وأنا في الغيبوبة بغرفة حفظ الجثث!
سألته عما شاهده وسمعه أولا فأجاب: لم اشعر في أية لحظة أني مت!..كنت حيا.. لكن من حولي كانوا هم الأموات!.. هكذا بدا لي الأمر!..ففي لحظة شعرت أني أخرج من جسدي ويلتصق بطني بالسقف، ثم أستدير وأعطي ظهري للسقف لأشاهد جسدي والأطباء وهو يقومون بالعملية..حتى أني كنت أرى واسمع كل ما يقولون حتى عندما قال رئيس الفريق:il a passé!.. أي "لقد مات"!
قلت للرجل: راك مليح كيما غلطوش وقلعوا لك اللسان عوض الزائدة الدودية..باعتبارهما زائدتين دوديتين في بلد تهدر فيه أو لا تهدر..غير كيفكيف!..قال لي: يكفي أنهم نسوا البورطابل في كرشي 24 ساعة..: كنت أشاهدهم ولا أفهم كثيرا ما يحدث حولي..بل أني شاهدت مساعدة الطبيب الجراح تتهم الشغالة بأنها هي من سرقت لها الهاتف!وربما هي من كانت تتصل برقمها لمعرفة إن كان سيرن في حقيبة يد السارقة!..قلت له: دعنا الآن من هذا الأمر..ماذا حدث بعد ذلك.. الكثير ممن مروا بهذه التجربة، شعروا بأنهم دخلوا في شبه نفق مثل تلك الأنفاق التي يتحدثون عنها ما بين مصر وقطاع غزة لتخريب السلاح باتجاه المقاومة والتي تعمل مصر على إحباطها لضمان أمن الشقيقة إسرائيل!..نفق مظلم في نهايته نور أو ظلمة حسب أفعال الإنسان.. وأنهم رأوا أناسا يحبونهم والتقوا بأشخاص نورانيين كلهم حب وحنان.. فيما وجد بعضهم الله يستر وسط الحمأ.. وأحواض من البراز والعفن والدم واللحم النتن كلحم "نتن ياهو"، تنهش جلودهم حيوانات غريبة الأشكال والمعالم!..ماذا حدث لك... ماذا رأيت أنت كجزائري ميت ترزق؟. قال لي: أقول لك الصح؟.. كل ما أتذكره أني رأيت 3 أشخاص: أمريكي وبريطاني وآخر جزائري..بعدما قضوا في حادث مرور في سيارة قبل 5 سنوات وكانوا سكارى وماهم بسكارى..ولكنهم كانوا "مخلطين لها جد والديها": خمر وهيروين ودعاوي الشر..!!. قلت له: أين رايتهم؟..في الجنة أم في النار!؟. قال لي مستهزئا:في الجنة؟..علاه كانوا يصلون الفجر ويقومون الليل ويصومون الخميس والاثنين؟...! كانت النيران من كل جهة والصراخ والعويل وكائنات غريبة معهم..حتى إبليس لعنة الله عليه كان هناك.. إنما كان مثل الملك على هؤلاء..كان يحترق ويصرخ ولكنه كان يريد أن يتوب من خلال محاولة يائسة لتقديم خدمات خيرية. قلت له:كيف هذا؟.قال لي: جاءه الأمريكي وطلب منه أن يمر له مكالمة باتجاه الأرض ليسأل إن كان قد ألقي القبض على بن لا دن أم لا..فمرر له مكالمة في 3 دقائق!.. قلت له: الشيطان يدير الخير؟.. قال لي: .. بالدراهم!..3 ملايين دولار من أجل 3 دقائق!.. دفعها الأمريكي بدون نقاش!.. الإنكليزي فعل نفس الشيء.. طلب ليسأل عن الملكة إن كانت لا تزال على قيد الحياة وإن كان التحقيق حول مقتل ديانا قد وصل إلى نتيجة ما أم..لن يصلوا إليها أبدا..فدفع 4 ملايين دولار..مقابل 4 دقائق!.. ثم جاء زميلهم الثالث.. أخونا الجزائري..الذي عرفتنه من خلال لهجته وطريقة تصرفه وحديثه حتى مع الشيطان: خويا..فوت لي لا فامي.. نهدر معهم غير شوية!..إبليس اللعين، فعل معه نفس الشيء!.لكن أخونا.. راح يتحدث لمدة 3 ساعات عن الطرق إذا كانت ما زالت محفرة.. وعن الإرهاب إذا كان ما يزال يحصد أرواح الناس..وعن الغلاء والزيادات المستمرة في الأسعار بدون زيادة في الأجور.. وعن بوتفليقة إذا كان ما زال في السلطة.. وهل في نيته أن يزيد..وعن السراق الذين لا يزالون يقطعون الطريق في النهار القهار.. وعن الرشوة التي صارت لغة المعاملات والتعامل اليومي.. وعن البيروقراطية التي لا تنتهي.. وعن الكيف والزطلة.. والحراقة.... وعن...وعن..! وبعد الانتهاء.. سأل عن الفاتورة وهو ليس في جيبه دورو!..)ماذا سيفعل به؟.. غير النار؟.. هو فيها!(..فرد عليه إبليس: تكلمت 3 ساعات.. عندك 30 دينار فقط!..سأله الجزائري وقد كان يتوقع 300 مليون دولار..: لماذا؟....كيف هذا؟.. رد عليه الشيطان: لأن المكالمات من جهنم لجهنم .. تعتبر مكالمة داخلية!
عندما أكمل حكايته..كان هاتفي المحمول يرن.. لأن حكاية أخرى من أحد المعارف..كانت تنتظرني!: أتمنى ألا تكون مكالمة داخلية!

Sunday, January 13, 2008

دائرة التخلاط..في تدبير جنبلاط

دائرة التخلاط..في تدبير جنبلاط

بقيت لفترة أفكر وأقدر في أي مصير سيكون عليه وليد جنبلاط وجماعة جعجع (التي تسمع جعجعتها و يرى طحينها في الطحين السياسي اللبناني!)،وفي مصير لبنان ضمن فصول التجاذبات الطائفية والسياسية والدينية والعرقية والعقائدية..والمذهبية..والمصلحية..لأجد نفسي أنام قبالة التلفاز..ووليد أمام الميكروفون..عيناه شبه مغلقتين من فرط نعاس السكر..وهو يتمتتم بعبارات التوافق..! التوافق الكيدي!..
وأجد نفسي على التو..أسيح..لأجد نفسي أدخل عليه وهو في بيته بالجبل!.. وقد اجتمعت حواليه مجموعة "أربع زجاجات لهن هدير..ووليد يتمايل وكأنه يا سنيورة ، عليك أمير!"..(مع الاعتذار لتكسير بيت أبي نواس).. قلت له وأنا أهزه هزا... وهو يئز أزا..: أأربعة يا وليد!..أربعة؟؟؟..فقال لي: قليل؟.. هل أزيدكم!..(ذكرني هذا بالوليد، والي الخليفة عثمان رضي الله عنه في الكوفة عندما بقي مع نديمه النصراني الذي "سواديزان" أسلم..يسكر إلى إن سمع آذان الفجر.. فسارع لكي يصلي بالناس كالعادة.. وعوض أن يصلي ركعتين، صلى بهم أربعة.. فتقدم منه مستشاره هامسا: أأربعة يا وليد؟... فرد عليه الوليد هو في حالة انتشاء: ماذا؟.. قليل؟.. هل أزيدكم؟..).قلت له: لا تزد ولا تنقص!.أبق أنت وسكرك كما أنت ولتجبني على أسئلتي: قال لي:سؤالان أم أربعة؟.. قلت له: خمسة!..قال لي وهو يستهزئ: مثل الصلوات؟هئ هئ!. قلت له: بل خمسة في عين إبليس!..السؤال الأول: لماذا لم تتهموا هذه المرة سورية علانية وإن كنتم تتهمونها سرية.. بمقتل "الحاج موسى"؟ قال لي: اسمه "فرانسوا الحاج"!.قلت له:كيف كيف.. موسى الحاج.. والحاج موسى.. قاع حجاج.. وقاع فرانسوا!..حتى ميتران حاج!!..أجبني !: قال لي: لا نريد أن نتهم جهة مباشرة، خل التحقيق يجري!.. قلت له: لبنان.. هو البلد الوحيد في العالم الذي ليس فيه أية جهة تتبنى العمليات.. لماذا؟.. قال لي: أنا نفسي أتساءل هذا السؤال؟. ربما لأن قوة كبيرة ..دولة.. أو دول.. هي من تقف وراء هذه العمليات! قلت له: حتى الدول التي تقوم بهذه العمليات، لا تقوم بها باسمها بل باسم تنظيمات من صنعها وإنشائها..فلماذا لا يوجد هناك تنظيم يتبنى ذلك؟..قال لي: لست أدري!..قلت له: سورية؟.إيران؟. إسرائيل؟. عملاء إسرائيل من الداخل اللبناني؟..من؟... قال لي: بركاني من تكسار الراس.. راسي راه باغي ينفجر.. وأنت تزيد لي..! خليني..يرحم أبوك!..أنتم أيضا عندكم هذه الأنواع من الجرائم اذهبوا وابحثوا عنها..! من كان وراء مقتل بوضياف؟.. قلت له: الرجل الذي خرج من وراء الستار الله يستر!. قال لي: أنا أعرف أن بومعرافي هو من اعترف.. لكن من وراء بومعرافي؟.. قلت له: باغي تباصيني...؟ وين على بالي أنا؟..بالاك غير رشقتله!.. قال لي: هذه الأمور..هي أمور دول..! قلت له: السؤال الرابع..لماذا قتل الحاج فرانسوا؟.. قال لي: ولماذا فجرت عندكم السيارتان المفخختان في 11 من هذا الشهر..؟. قلت له: أنت ما رأيك؟ قال لي: أنا أربط المسألتين بمسألة واحدة: التشويش على الاتفاق والمصالحة والوفاق!.. قلت له: ومن يكون له مصلحة في عدم الوفاق عندكم أولا؟.. قال لي: ربما إسرائيل!.. سوريا؟؟.. لا أعتقد.!!. لأن لبنان عمق سوريا وسوريا لا تريد أن ترى لبنان يحترق لأنها ستحترق أيضا..! إسرائيل هي الرابح الكبير في ذلك! قلت له:رابح كبير؟.. واش دخل رابح كبير في هذه المسألة عاود؟.. معنى هذا أن اللعبة لعبة عدم استقرار وضعف لبنان..التي هي على المحك؟. قال لي: يبدو..لي الأمر كذلك.. لست أدري.. إن كان السكر هو من يصور لي الأمر على هذا النحو.. أم أن الحقيقة هي على هذا النحو من الإعراب!..قلت له: والجزائر؟.. لقد ربطت الوضع عندكم بالوضع عندنا.. كيف ذلك؟..الحاج موسى.. موسي الحاج؟.... قال لي: الرئاسيات المقبلة عندنا وعندكم.. وتعديل الدستور.. عندنا وعندكم... والمصالحة والوفاق .. عندنا .. وعندكم... هي السبب وراء هذه الأعمال التي تعمل على تقويض الاستقرار والمصالحة والوحدة والقوة..! قلت له: من خلال هذا التحليل ولو كان تحليلا ناتجا عن محلول أنت تشربه منذ الصبيحة..يفضي إلى شيء ما: الجزائر مشكلتها ليست لا مع سوريا ولا مع إيران..! فنحن لم نكن لا تحت الوصاية السورية ولا تحت التأثير الإيراني..نحن لا عندنا لا حزب الله ولا حركة أمل.. ولا ميشيل عون!..نحن عندنا..فقط.. الله.. والحزب..والأمل.. والعون.. أي أعوان الأمن والجيش!..فمن يكون وراء تقويض استقرار الجزائر!؟... قال لي: والله.. أنا سكران.. ولكن.. إسرائيل..وكوشنير..لا يمكن أن ننساهم!
عندما، أفقت من الإغفاءة السريعة .. التي استغرقت نحو ثلاث ساعات ونصف !..(هذه مش إغفاءة!..هذه موت !)..، كانت زوجتي تنادي: بلع علينا هذا الزبل!(تقصد التلفزيون!).. في الوقت الذي كانت فيه..رايس تتحدث في ندوة صحفية عن ضرورة انتخاب "رايس" لبنان!

!حج مجرور

حج مجرور

وجدت نفسي أتميز من الغيظ وأنا أتابع أطوار مأساة الحجاج الفلسطينين العالقين في صحراء مصر..(وهذا قبل أن
تفرج)..أحترقت من الغيظ من كلام أبو الغيط..حتى أني كرهت أن يقول لي أحدهم :عيط "مبارك"!..بقيت سهرانا أمام الأخبار المستجدة..بشأن ما سمي "بالملف"..(الحجاج.. تحولوا إلى ملف!.. ثم إلى "ميلقاي!"..).وفي سنة من نوم..أستفسر الأمر من وزير البناء والأشغال العمومية والشؤون الدينية والزراعة البحرية.. حول مشكل الحجاج الغزاويين الذين دخلوا مصر ـ وهم قد خرجوا منها ـ ليحجوا لا ليغزوا... كما فعل محتلوهم ومحتلونا جميعا..منذ أن قيل لهم : أهبطوا مصرا فإن لكم فيها ما سألتم!!..ففهموا من ذلك أن مصر لهم وحدهم.. وأن شعب الله "المخ ـ طار"، هو الوحيد الذي من حقه أن يختار أي شيء يريد أن يختاره!..
دخلت على الوزير إياه.. لأقول له بلهجة صعيدية: اسمع ياواد!َ.. مالكم أنتو والإسلام !.. أنتو في واد.. والإسلام في واد!.. أجاب من حيث لا يدري: هو آنت مين؟.. أنا مش شايفك!.. قلت له: لما حاتشوفني.. حتشوف النجوم في عز النهار!.. إنتم إزاي تسمحوا لأنفسكم بالانبطاح بهذا الشكل أمام الضغوطات الصهيونية بشأن الحجاج الفلسطينيين..؟.. أنتو تطلعوا إيه؟.. قال لي: مش عارف أقول ليك إيه.. أنت مين أولا؟.. قلت له وأنا أجذبه بعنف نحو نافذة المكتب لأريه بأني قد أرسله إلى الطابق الأرضي جوا!...بما أن الفلسطينيين لم يستطيعوا أن يدخلوا أرضهم حتى برا...فأنا سوف أسفرك جوا..! قال لي: طب..ونا مالي..؟ هذول فلسطينيون..ومشكلتهم مع إسرائيل!..إسرائيل رفضت أن يدخلوا بدون ضمانات أمنية عبر رفح! قلت له وأنا أشدد الخناق عليه: وأنا مالي؟..وأنا .. النيجر!!..يابن.... الحكومة...سوف أرميك جوا..! الحجاج يموتون في العراء وأنت هنا تحت المكيف..وتزيد تشرك في فمك..وكـأن هؤلاء الناس ليسوا بني أدمين ولا حجاج ولا عرب ولا مسلمين ولا كبار السن..ولا بشر.. ولا حتى حيوانات!.. قال لي: دعني أقول لك سرا وأرجوا ألا تقول عنه لأحد.. أحنا عندنا مشكلة مع إسرائيل..نخشى أن تضغط علينا مع الأمريكان في مسألة المساعدات المالية لمصر وضغوطات أخرى سياسية بشأن الديمقراطية والإخوان المسلمين وحقوق الإنسان والحريات العامة والسياسية والدينية للأقباط وغيرهم من الديانات..ولهذا نحن نعمل في السر.. نمارس التقية. قلت له: اتقوا الله أولا.. قبل أن تمارسوا التقية من إسرائيل التي لا تمارس أية تقوه ولا تقية..وإنما تمارس عليكم القوة..والنفوذ والنقود..والسيطرة على المكشوف والناس تشوف!..ماذا تفعلون؟.. قال لي: لقد جمعنا الحجيج في محتشد العريش..نعطيهم الشعير كالبعير...ثم نقوم بتهريبهم جميعا على طريقة "الهروب الأكبر".. من السجون الألمانية أيام هتلر..نحفر حفرا عميقة على نمط الطريقة التي تتبع لتهريب السلاح نحو غزة...ولكن بطريقة أكثر احترافية وأوسع..فنهرب الحجاج بعد سنة إن شاء الله..إلى ديارهم أي قبل موسم الحج المقبل..ونقول لإسرائيل أننا قد وطناهم في مصر..! قلت له: هذه طريقة جديدة في تهريب المواطنين الحجاج.. باتجاه معاكس!.. تهريبهم نحو بلادهم!.. قال لي: ليس أمامنا حل آخر غير هذا لتفادي المواجهة مع إسرائيل وأمريكا..! قلت له: وأين تكون عملية الحفر؟.. قال لي: من مخيم العريش..باتجاه غزة..ما يعادل مسافة 10 ساعات حبوا وزحفا!..يمر النفق بعيد قليلا عن معبر رفح..ونسميه "مبعر حفر"..!
ضربته بركلة للمؤخرة وهو يريني..من دون أن يراني مخططا على خارطة في "الزبورة"..المعلقة!..وأنا أقول له:..تريد أن تهفني..وتهف الحجيج المساكين..! المخطط هذا.. أنظر يا أيها المخادع الأعمى... الله يعطيك العمى والطلامس..! إنه يمر على الأراضي المحتلة..تحت ثكنة للجيش الصهيوني!..وهناك فتحة في داخل الثكنة!.. اندهش وقال لي: آه؟... العلم لله.. أنا لست خبيرا في الحفر ولا في الطوبوغرافيا ولا في قراءة الخرائط! قلت له: خبير في "قراءة الخرا...ئط"!؟..الوضوء والتيمم؟...هذا المخطط أيها الأبله.. مخطط صهيوني مصري..وهذه الخارطة.. هي "خارطة طريق" جديدة.. للتحايل على الفلسطينيين العالقين..من أجل استدراجهم لقبول المكوث في العريش قبل تسليمهم للعدو في طبق من فخار.. وبكل افتخار!.. قال لي: لم أكن أعرف هذه التفاصيل.. أنا محرج..! قلت له: قبل أن أتي أليك أيها الأبله.. لكي تقف موقفا مشرفا من القضية باعتبارك رجل دين ودنيا..وحج وعمرة.. وسياحة وري محوري..مررت على وزارة الدفاع وقرأت نفس الخارطة بحضور القيادة الأمنية المشتركة الأسرائلية المصرية.. لكن دون أن يلاحظ حضوري أحد!..قال لي: العلم لله..أنا فهمت الأمر على أنه تحايل على إسرائيل!.. قلت له: متى كنا نحن كحكام عرب نتحايل على إسرائيل؟.. كل ما كنا نفعله ولا زلنا هو التحايل على شعوبنا وعلى العرب مثلنا..!
عندما عادت بي عيني..كان خبر صغير تحت الشاشة يمر: فرجت!..أخيرا!..(الحمد لله أن الحلم كان مجرد كابوس!)!

لجنة تح.. في ..قيق..

لجنة تح..في قيق

وجدت نفسي فجأة.. هكذا.. لا أفهم ما يحدث حولي..ولا حول ولا قوة إلا بالله!..لاسيما بعد إطلاعي على موضوع تعثر التحقيق في قضية الاختلاسات التي مست بعض القطاعات المصرفية..خاصة البريد!وما ألت إليه لجنة التحقيق في بعض الأحيان والاستقالات التي مست العديد من أعضائها بسبب المضايقات والضغوط التي تركوا معرضين لها بدون حماية قانونية ولا صلاحيات مستقلة..كمن يطلب منه أن يحقق مع مسئوله المباشر..والذي قد يكون هو الفاعل..! هذا دون أن يحصن المحقق من نتائج تحقيقه والمخاطرة بمنصبة وحتى حياته أحيانا إن كانت الفعلة كبيرة..

بقيت لنحو نصف أمسية بكامكاها وأنا أبحث عن تفسير "غير مقنع"..لمثل هذا التسيب في التسيير حتى صار المال العام والخاص على مرمى حجر من أيد يد..أولا.. وفي التصرفت غير المسؤولة للمسؤولين عن كل شيئ بطريقة غير مسؤولة!..لم أجد حلا.. وكل ما وجدته هو صداع أرعمني على أخذ حبتي أسبيرين..دفعة واحدة لتناسي ألم الدماغ هذا الذي جاء ليقطع عني فترة النوم..
وفجأة .. كنت أغيب..لأجد نفسي أدخل بغرض معرفة الحقيقة من أحد أعضاء لجنة التح..النح.. (قيق)... وعن سبب الاستقالة بسبب عدم الاستقلالية.. وجدته هو الآخر..يفكر فيما أفكر وقد طار النعاس من جفنيه... سألته وسط الظلمة الظلماء والدعوة العمياء.. أيها الرجل.. انهض..وشمر ..عن عينيك وأستغفر..وقل ولا تستتر....وأسمع صوتك وأنذر..وتوغ واصرخ ولا تتكور..وأجب على أسئلة الناس الذين يريدون معرفة الحقيقة عن الوسواس الخناس الذي يسرق أموال الناس..ثم لا يراد للحقيقثة أن يعرفها أحد من الناس..أجب! قال لي بالقبائلية الفصحى: أنا يجاوب؟..على واش يجاوب أنا؟..قلت له:كيف ولماذا استقلت من لجنة "التحكيك"..في الاختلاسات بالبريد؟..بسبب من؟..قال لي: والله هو ما يفهم والو!.. قلت له ولم أفهم ماذا يقصد: شكون؟؟ رئيس الحكومة أم وزير البريد؟.. قال لي:..ألا..ما يفهمنيش مليح أنت..! أنا راه يهدر على أنا..! قلت له: آه.. أنت اللي ما فهمتش السؤال؟..قال لي: وي..تيكامبرا لوفرانسي؟.. قلت له: لا...الفرنسية هو ما يحبش يفهمها..أتكلم بالعربية! قال لي:واش تحب أنا يقول؟.. قلت له: لماذا قدمت استقالتك؟.. قال لي: علاش أنا ديمسيونا؟.. قلت له: نعم..! قال لي: ما فهم فيها أنا والو..! قالوا لي راك الشاف نتاع التحكيك وخلاونا نعوموا بلا ماء..!.. قلت له: وأنتم علاه ما تعوموش..بلا ماء..تعومو؟ .. ما تعرفوش تعوموا؟..ماعطاوكم والوا؟ ؟..قال لي: ماعطاونا والو..! ديجا أنا خدام..كيفاش "نحكك" مع الشيفان نتاع أنا؟..قلت له: معناه أنك واللجنة ككل تعانون من ضغوط لمنع إجراء التحقيق في ظروف حسنة!.. قال لي: راه أنا كيما جعسكري..يمشي"لاقير"..بلا سلاح!.. قلت له: ها راك بديت تتكلم العربية خير مني..زيد.. ما تخافش راني نعاونك!..قال لي:في 7 نتاع ليزاني.."حككت" في 20 دوسي..فيه 20 مليار مخيونة..وهذا غير في 10 في المية من البيرويات نتاع البي. تي. تي!.. قلت له:وعلاش في رأيك هذا؟.. قال لي: الكوميسيون نتاع لانكيط يخصها تكون"أوطونوم"..كيما تقولوا أنتم العرب.."مستقيلة":..! قلت له: "مستقلة" مش "مستقيلة".. بزاف! قال لي: المهم تفهمني..! قلت له: خلاص غير أهدر .. متفاهمين..أنت عربي وأنت قبايلي..راجل.. وأنا نحب ونستعرف بالرجال كيفك..! قال لي: آك يبارك ربي..! هم إيكسبري..ما بغوناش نكونوا أوطونوم.. باش ما نقدروش نمينيوا لانكيط ! قلت له: معناه.. أن عدم إعطائكم حماية وضمانات ضد ما يسمى بتسيير المخاطر..من شأنه أن يعيق عمل اللجنة ..وأنتم ترون أنه طلب منكم التحقيق مع زملائكم..ومسؤوليكم..ومسؤولين آخرين خارج القطاع بدون حماية؟.. قال لي: ما فهمتش بزاف لاكاستيون ديالك..بصح راني فاهم أبوبري..! وي..رانا نخدموا في "دي كانديسون "..صعاب! الضرط..راه علينا من كل جهة!.. قلت له: عفوا..ما نقولوش..الضرط.. نقولوا الضغط....! أفهم من هذا أن الضغوطات عليكم كثيرة من خارج البريد ومن داخله.. قلت له: يبدو لي أنه محكوم علينا تدويل أمورنا الداخلية كلها من صغيرها إلى كبيرها.! علينا الآن أن نتعامل مع محققين دوليين في كل عملية اختلاس.. وفي كل عملية اغتيال.. وفي كل حالة انهيار بناية.. وفي كل عملية رشوة.. وفي كل عملية تزييف.. وفي كل عملية تزوير..وفي كل العمليات المخالفة للقانون وهي أكثر من تلك التي تعمل ضمن القانون؟.. قال لي: ميفهمش أنا.. هذا الهدرة..! قلت له: لا داعي للفهم..! أعرف أنك فاهم أكثر مني وأكثر مما يلزم.. ولهذا استقلت أنت ومن معك..عندك الصح!..تبقى علي خير..
حين أفقت من نومي.. كنت أمام فيلم اجتمع فيه كل المحققين من كولومبو إلى ديريك..إلى أرسين لوبين..للتحقيق في قضية مختلطة من هذا النوع إياه!

كبش في (...ر..) داء...




المفاجأة المروعة التي هزتني وهزت العالم م حولنا..قبل أيام..هي آخر مأساة في عائلة "بوطو"..! أضاحي تلو أضاحي..وبالعشرات..بل بالمئات..فقط من أجل الانتخابات!..الانتخابات من أجل ماذا؟؟.. من أجل السلطة.!.. السلطة من أجل ماذا..؟ المال والجاه!..(ملعون أبو المال والجاه الذي يؤدي إلى سفك الدماء..)..ورحت أقارن بين مكانين وزمانين ومناسبتين!..لا مجال لمقارنة بشر مقرون..بكبش اقرن.. رغم أن الأصل فيهما..واحد: الفدية!..فدية الكبش بني الإنسان!
قبل أيام، كان العيد..وكان علي..أن أضحي..بماهيتي الشهرية..وزيادة.. أن
فقد اشتريت الكبش الأقرن الأملح..بماهيتي الشهرية كلها، زدت عليها فريجيدير قديم!
وما إن هممت بتنفيذ "العملية النحرية".. حتى صرخ ليقول لي بالدارجة: يرحم بوك..ما تذبحنيش..أنا مش كبش ... أنا مير!..قلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..ماذا تقول؟؟؟ مرا... أم مير؟.. في البداية أعتقدت أن المتحدث ليس، الكبش وإنما جاري الأصم والأعمى..الذي يأتي ليساعدني في السلخ وأساعده في الذبح..أقصد في الربح..! بشيئ من شعر وبعر الكبش!....وأتهنى من مغص الأولاد الذين لا تحن قلوبهم إلا للكباش فيرفضوا رؤيتها مذبوحة بينما يتفرجون على بني البشر في التلفاز كأنما يتفرجون على فيلم متعة!) ..إلا أن الكبش أعععععععاد: راني مععععععاك...!..: راني مععععععاك بالصح.. أنا رئيس بلدية سابق..كنت "ديك"..! قلت له: كنت "ديك".. ورجعت كبش؟.. قال لي: ديك.. أي DEC ..أي ..مدير تنفيذي بلدي..! ثم انتخبت رئيسا لها.. بطريقة مزورة.. أعترف بهذا..ثم ذبحت في عملية إرهابية ضدي.. وضد معظم الديكة..الذين قبلوا خلافة رؤساء بلدية الفيس..! قلت له وقد تركت السكين جانبا.. وجاري الأعمى والأصم.. يقول لي:صاي ذبحته.ذبحته؟.مازال يبوجي..نطلقه؟.. نطلقه؟.. فأقول له: لا.. الخدمي مش حاد...راني غير نذبح ونعاود..وما بغاش يموت!. فيقول لي: عندك كابوس؟.. تيري على جد والديه..! أضربه للقلب بالخدمي .. يموت وإلا خليني نجيف يمات يماه..بيدي!..قلت له: هذه أضحية.. مش عملية اغتيال! (قلت له ذلك في أذنه وأنا أصرخ.. فلم يسمع منها شيئا..فطلبت منه أن يترك الكبش..فتركه معتقدا أني ذبحته!)..فيما رحت أقول للكبش: وكيف حدث بعد ذلك؟. قال لي: تناسخت روحي في جسم نعجة وولدت خروفا صغيرا وتربيت في حظيرة عائلة نفس المير الذي خلفته..والذي بقي حيا بعد اعتقال لأشهر في واد الناموس..وهو الذي باعني إلى الموال الذي اشتريتني منه أنت!..قلت له: وهل تكلمت بهذا قبل اليوم؟.قال لي:أبدا!..فأنا كبش!..لا أقوى على الكلام.. بل أثغو...أبعرر..!قلت له: لكن كيف وصل بك الأمر إلى حد النطق؟.. قال لي: الخدمي.. الموس هو من أنطقني..! لقد ذبحت وعرفت معنى الذبح..ورهبة الذبح!.. والخوف من الذبح بعد أن اختطفت من طرف جماعة إرهابية مسلحة.. ونفذوا في "حق الله... وشرع الله".. يوم عيد الأضحى قبل 7 سنوات!..قلت له: هل تتذكر ماذا فعلت؟:.. قال لي: نعم..كل الأشياء.. وأنا مستعد للاعتراف.. لكن أيضا مستعد للتبليغ عن من نفذوا في "شرع الله".. وأفضحهم واحدا واحدا!. قلت له: بماذا تفضحهم؟. قال لي: لأنهم لم يكونوا مسلمين كما يدعون؟؟. رأيتهم بأم أعيني يتناولون الحشيش المغربي..التي تسمونها الزطلة..! لا يصلون ورائحتهم مثل الخنازير.. ويتكلمون الفرنسية وعربية مكسرة!..قلت له: وهل تستطيع أن تتكلم بهذا أمام العدالة؟.. قال لي: أعتقد ذلك.. إذا لم ينعقد لساني!..قلت له: سأتركك.. ويوم السبت نذهب إلى الشرطة لتسجل شكواك وتقييد الأمر!..قال لي: أنا موافق.. أتمنى أن أستطيع الكلام..كما استطعت الآن بفعل هذا الموقف!.. اشعر الآن .. أني قادر على أن أكون كبشا شاهدا.. شاف كل حاجة!
قلت له: مصيبتي أني خسرت فيها شهريتي مع ثلاجة..والأولاد سيخرجون صفر اليدين.. وجاري هذا الأطرش الأعمى.. سينتظر أن أعطف عليه ببعض الشعر والبعر.. ولما لا أجد ما أعطيه إياه.. سيتساءل:ما به الرجل صار شحيحا!.. قال لي: خرج للناس عريان ربي يكسيك!..قلت له: لماذا لم تقل هذا لنفسك يوم كنت "أميرا"..؟..قال لي: لم أكن أعرف..لكني اليوم أعرف!
تركته وأنا أقول: لن أذبحك..سأترك أمرك ليوم الغد.. سوف أحملك إلى الشرطة..لتنظر في أمرك.
وخرجت لأجد كبشا مربوطا عند الباب وهو يبعرر: ياسبحان الله: الكبش الأمير عنده الصح: خرج للناس عريان ربي يكسيك!: فقد اكتشفت أني بالفعل خرجت نصف عريان..إلى الشارع بعدما تهيأت للذبح بان تركت فقط التبان!