Friday, November 17, 2006

تعبـ (ان)..كلها "الحيات"!



تعبـ (ان)..كلها "الحيات"!

ما إن وصلني خبر عجز الحماية المدنية على حماية البشر من الحيوانات ـ بعدما تعبت مصالح الأمن في حماية البشر من البشر، وبعدما ملت مصالح الغابات من حماية الحيوانات والشجر من البشرـ باعتبار سيادة "قانون الغاب" في كل البلدان "الأغبية والإسلام..أية!" ـ حتى سارعت إلى العمارة التي اكتشف فيها "الثعبان العملاق" في قلب العاصمة الجزائرية الديمقراطية الشعبية، لأجد الأطفال ..الصغار والكبار والنساء والرجال مع عناصر الحماية المدنية للمدينة..والشرطة.. والدرك..وقوات التدخل السريع "من أجل إخراج الثعبان الحي أو الصريع"..! وجدت الوالي..والذين لم يستطيعوا أن يفعلوا "والوا"..ورئيس الدائرة والبلدية..وأولاد البلاد..ورجال "لبلاد"..كلهم جاؤوا لأخرج الأفعوان من مسكنه!.. الكل جاء ليخرج هذا الجار الذي سكن هذا القبور بدون دفع الإيجار ولا حتى استشار الجيران!..
وجدت الجميع في حيرة من أمرهم..! وسمعت أحدهم يقول:" اتصلوا "بسيرك عمار"..هو الوحيد الذي يعرف كيف يتعامل مع "الحيوانات" ! فهو مدرب على ذلك..يستطيع بسوطه أمن يخرجه فورا!.." وسمعت آخر يرد عليه:" لقد اتصلنا به.. يقول إنه في الطريق..لقد وعدنا بأنه سيفعل المستحيل.."!..عندئد صاح الجميع:"ها هو.. هاهو.."سيرك عمار" قد وصل!..ليتلف علي الناس والأمن التفافا.. لو التفوا به على الثعبان لأتعبوه!
استقبلني قائد القوات المسلحة شاهرا سلاحه!..:" إذا احتجزت لمساعدة ما .. فنحن رهن الإشارة..سنعتقله في رمش العين!..".. قلت له:" لا داعي للاعتقالات..سأتكلف أنا بنفسي بالأمر.. فقط أبقوا الناس بعيدا..وأنتم أيضا..!"..أعطوني مصباحا كهربائيا وورقة وقلم..!
رد علي ضابط شرطة:"فقط؟.. وسوطك؟.." قلت له:"سوطي لا ينفع.. سأعوضه "بصوتي"!.. (أعرف أنه لم يفهم..)..ورحت أكتب ورقة في شكل "حرز"..قبل أن أشرع في البحث عن طريقة للنزول إلى القبو المظلم مستعملا المصباح.. وأنا أقرأ ما تيسر من آيات سيدنا موسى مع فرعون والسحرة والعصا التي تحولت إلى "حية تسعى"..
وما إن نزلت وقلت :السلام على من اتبع الهدى.. حتى رد علي صوت: وعليكم السلام!.. قلت له: من أنت؟.. قال: أنا هو الثعبان..! لم أستغرب الأمر، ورحت أتحاور معه عن هويته وسبب وكيفية وجوده هنا، رد علي:أنا أصلي مواطن جزائري من الحي المجاور، تحولت إلى "حية"..بعدما دخلت القبو بحثا عن سكن لما رأيت أن ملف طلب سكن منذ 25 سنة لم ير النور رغم الشكاوى..قررت أن أسكن القبو بدون علم الجيران..وصرت لا أخرج إلا ليلا..! مأكلي كان فقط البيض..قبل أن أصبح آكل الجرذان والقطط..لأتحول شيئا فشيئا إلى ثعبان.. لفرط ما تعبت وما أكلت من أكل الثعابين من بيض وفئران.. الله غالب..! قلت له: لماذا لا تخرج؟.. ألا تخشى أن يقتلوك؟..رد علي: وهل تعتقد أني حيى..؟.. أنا "حية"!!..قلت له:طيب خذ هذه الرسالة واقرأها.. لعلك ترضى!..(وناولته الورقة).. قرأها ثم قال:سأخرج معك.. لكن معك أنت وحدك!.. إذا ضمنت ذلك!.. قلت له: سأضمن لك ذلك!
وفي لحظة كنت أخرج وأنادي أن افسحوا الطريق..والشوارع من العمارة 11 إلى غاية السفارة الفرنسية!!!
وفي دقائق.. كانت الأوامر تعطى للشرطة والدرك والجيش لإيقاف حركة المرور طول المسافة المتفق عليها.. قبل أن يشرع "الشاب تعبان" في التسلل خارج قبور بالقبو المظلم..ويمضي ورائي متبعا خطا عجلات سيارة الإسعاف التي كنت أمتطيها!
وما هي إلا دقائق..(كثيرة).. حتى كنا نصل إلى السفارة الفرنسية لأطلب له الفيزا !..لم يكن الأمر هينا..! قلت للشاب تعبان:ماذا ستطلب إذا رفضت فرنسا أن تمنحك الفيزا بدعوة ما.. أنك إرهابي أو جزائري.. مثلا.؟؟.. قال لي:أذهب إلى وهران..قلت له: لماذا؟.. قال لي:أحرق مع الحراقة!!..قلت له: لماذا لا تبقى هنا وتشتغل معي في السيرك.. وتسافر إلى كل بلدان العالم؟.. قال لي: قول والله! قلت له: والله العظيم..ونعطيك سكنا تابعا للسيرك!
وما إن أقسمت له، حتى انفتحت سرائره لأسمع صراخا.. في شكل ضجة فرح.. وإذا بالثعبان يتلوى ليلفظ أنفاسه الأخيرة..! ويشرع في الانكماش حتى صار بحجم كيس بطاطا..ليتحول إلى هيئة بشر..كما كان من قبله!
وغدا..كانت كل الصحف تتحدث عن الحدث,.. وعن احتمال أن يتحول الناس بحثا عن الحياة.. إلى كائنات حية أشبه ما تكون بحيات تسعى!
وأفيق من نومي على صراخ ابنتي وقد رأت جرذا في الحديقة:بابا بابا..! Toppa ..Toppa !! قلت لها:هذا ما يكون غير ولد جارنا..حتى هو راه ميت على الفيزا!

Friday, November 03, 2006

خطاب "معمر"..وآخر.."خاوي"





خطاب "معمر"..وآخر.."خاوي"!


اختلطت علي الأوراق والأخبار.. واختلط علي الحابل بالذي لم يحبل بعد..بالتي حبلت ثم ولدت..بالتي ولدت ولم تحبل.. بالتي حبلت ولم تتزوج بعد..واختلط علي الإعلام بالسياسية والسياسة بالأعمال..والأعمال بالمال..والمال بالإهمال..حتى أني وجدت نفسي لا قدر الله..اخلف الأخ العقيد معمر القذافي على الجماهيرية العظمى.. رئيسا شرعيا خلفا له بعد أن صار سلطانا مفوضا فوق العادة على الولايات المتحدة الإفريقية..!!
وما إن عينت رئيسا للجماهيرية، حتى رحت "أخبط" في الجماهير.. خبط عشواء..(من تصب تمته ، ومن تخطأ،" يعمر" فيهرم!!)، وهذا بمناسبة الفاتح من نوفمبر عيد تولي سيادتي على سيادة الجمهورية الجماهيرية..بعد أن كان الفاتح من سبتمبر عيد تولي الأخ العقيد..منصب الحل والعقد..في بلاد الملك السنوسي وعمر المختار..
".. أيها الناس.. إن الشروق سيحدث من الغروب..وأن الغروب قادم من الشروق..فلا حيلة لنا والله غير العمل مع "الغروب"..بعد أن فقدنا كل أمل في "العروب".. من عروب عاربة وعروب مستعربة.. وعروب عابرة (للقارات).. وعروب "باعرة"..(في الإسطبلات)..وعروب بائدة (في الأزمنة الخاليات)..فلا غرب اليوم ولا عرب غدا.. الأمس شرق..وغدا غرب!.. وهاهي الشروق اليومية قد حكمنا عليها أن تغرب عند الفجر..وأن تفطر بعد الإمساك..وإلا تمسك بعد الإفطار..في هذا اليوم الأول من عيد ثورة بلد المليون وكذا من الشهداء.. الأحياء منهم والأموات..وقد تبرعنا عليهم بخمسين مليون سنتم..تبريحة مليحة..كما قضينا الأمر بأن تصوم الشروق شهرين متتابعين قبل أن يتماسا.. وأن تنال هذه النائلة التي نيلتنا بستين نيلة وهذا الفضيل الفاضل ما ناله يوسف من العزيز..حتى يعرف القاصي والداني من نحن ومن نكون..! فإما أن نكون أو لا نكون..! وكوننا كائنون في "كوان" من "كوانات" هذه القارة "اللوبية ـ الأثيوبية" (البيضاء ـ السوداء..بلغة الرومان)..فلن نسمح لأحد أن يتطاول لا على عرشنا..ولا على كرشنا!..تطاولنا على البنيان.. ولأن المثل يقول: على كرشنا نخلي عرشنا..فإننا سوف "نخلي خيمة" أولاد نايل..وسادتها الأفاضل..فلا أنيس..ولا الحسين..ولا كل "يعاقبة" التمرد الفرنسي يستطيعون أن يمسوا سيادتنا..وأمننا..وسلامة مقاعدنا..! نحن لم نتقاعد بعد..ومن أخذ التقاعد..فليعد ليعمل بصيغة التعاقد!!.. السياسي لا بد أن يعقد أوامره.. ولا يعقد أموره..
لقد خضنا معركة لوكربي وربحناها.. آها!!..وأعلنا الحرب على الممرضات البلغاريات..وربحناهن..هننننن!!..وأعلنا ثورة الماء والنهر العظيم..وانتصرنا..هاناناننا..نانانانا...ونوينا العمل بالنيات من أجل التسلح النووي..آوى.. آوي..ونجحنا..وها نحن أعلنا الحرب على الشروق التي تشرق من هذا البلد الغريب الذي من جهة الغرب..وربحنا الحرب المغاربية الأولى..!
أيها الناس.. نجن قوم لا نعرف الهزائم...وقادة لا نبالي بالعزائم..!سندافع عن أنفسنا إلى آخر إفرقي في أفريكا....وسنرافع إلى آخر قطرة لأمي مع "أبوكا"..وسندفع بآخر "أفوكا"..وسنعطي الإشهار لكي تشهر بهم شركات بيبسي وكوكا.. بشعار:ياشروق.. لا فظ فوكا!!
سنوزع يوم النصر على الأعداء..حليب الإبل..والماء السلسبيل..وكؤوس "الزنجبيل"...
وأفيق من نومي وزوجتي توقظني بعد نمت على إثر تناول نصف لتر من الزنجبيل..وكلي عرق ..وأنا أقول:يا امرأة..ما تزيديش تعطيني هذه الأدوية التي تحول جسمي إلى "أودية"!!..أنت "توديني" في 60 داهية مع "زنجبيل" هذا..الذي لا يشربه إلا أهل الجنة..! نحن هنا لا يشربه إلا أهل النار!