Saturday, July 14, 2018

جنون (رعاة) البقر


جنون (رعاة) البقر



يبدو أن العالم كله جُن! فالكائن العاقل إذا جُن جنونه بفعل مس أو "ماص" أو "ماصّةّ فوق الراس"، لا يمكنه أن يفكر بطريقة عقلانية! وهذا حال العالم "الديمقراطي" الأمريكي اليوم مع الجنون الرئاسي! إنه الكيمئائي المزدوج: الجنون والمجون! العقلاء لم يعد أحد ينصت إليهم، والمجانين صاروا كثر بسبب التهور وانحدار القيم التي كان العقل يعقلها ويربطها ويقيدها! وهذا ما يشبه كل الحالات التي كانت تسبق ظهور الأنباء والمصلحين على رأس كل ألف أو 100 سنة. العالم يتدحرج كله بفعل تهور العقل وانزلاقه نحو المجون الأعمى وجنون العظمة والبقر! ونزوة الشهوات ونزوع نحو الغلو والتكبر والكِبْر. إنه الكذب على النفس قبل الكذب على الآخرين! الكل في محيط البيت الأبيض الداخل إليه والخارج منه.. وما أكثر الاستقالات في هذا البيت منذ دخول ترمب إليه، بات يتحدث عن كيمياء الكذب! حتى تيلرسون آخر وزير مُقال، صار يتحدث عن أزمة أخلاق وكذب غير مسبوق يهدد على حد تعبيره الديمقراطية والحرية في أمريكا! الكل صار يعرف أن الكذب الرئاسي في البيت الأبيض صار مثل الأوكسجين: في الزفير وفي الشهيق! والكاذب في أخلاقيات المجتمع الأمريكي ألعن من بقية الأثافي وتأتي حتى قبل الفجور والفسوق الذي يتبجح به الرئيس ترمب علانية! فالكاذب عندهم يمكن أن يفعل كل الموبقات المتبقية وغير المتبقية. والكذب السياسي هو جرم أخلاقي مؤسس للديكتاتوريات، وهو ركيزة أساسية في عقيدة "البراغماتية" التي تجعل الغاية تبرر الوسيلة. موسولوني في "الأمير"، لم يكن يشير إلى الخجل أو التقوى أو العفة في بلوغ المآرب، إنه يعتمد على المبتغى وفقط! الهدف مهما كلف ذلك من فعل وعمل غير أخلاقي، لأن الأخلاق عند مثل هؤلاء ضعف!
في الواقع، أن الرجل ومعه كثير ممن يسجدون له في المشرق والمغرب ويسبحون بنزواته وضلالته، بحاجة إلى ترقية ليست عقارية...رقيا من عقّار! والعقّار في حكم لغتنا المحلية هو الجن المدسوس الذي يوسوس والذي يمنع ويثبط! الرجل بحاجة إلى رقيا! فلا مجال من شفائه، ولا يمكن حتى لـ 60 مليونا من الإنجيلين المسيحيين المتصهينين من ممارسة رقيا الـ "exorcisme" عليه، لإخراج المارد المتهور الماجن الذي يسكنه! الإنجيليون هم سبب جنونه وهم من يعمل لصالحهم للفور بولاية ثانية وربح الأغلبية في التجديد النصفي في الكونغرس نوفمر القادم. فلا نعول على الرقية الإنجيلية، والحل هو بلحمر، ليخرج الجن الأزرق من هذا الأزعر.
نمت لأجد نفسي أرقي رجلا به مس، والجن يتكلم الانجليزية رغم أن الشيخ لا يعرف حتى العربية! قبائلي قح!: رحت أضربه والجن الأمريكي يصرخ ويتوعد إيران وكوريا. قلت له: اليوم أنا ننوّض فيك الكوريّة! ورحت أكويه في كل جزء من جسده: في الرأس، في المسلان، في البطن، وأنا أقول: اليوم ندير فيك التّير كما درت التّير في العرب وسرقت وابتززت الملايير من الخليج.. اليوم نخمج لك المخ والعقل، ومن بعد نلتهى بالنتن ياهو صاحبك وباقي عائلتك الفضيلة في الرذيلة..! راح الرجل يتحدث بالأمريكية ويغرد..خارج السرب! هو يغرد، وأنا أغْرذْ (أضرب) حتى بدأ يتكلم بالقبائلية! عندها فهمت أن الجن قد ولى مدبرا ولم يعقب! عرفت ذلك لما صاح: I’m leaving! قل له: أخرج منها مذؤوما مدحورا وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين.
عندما أفقت وجدت نفسي لم أكمل قراءة خبر مقتل امرأة على يد راقي المتهم فيها جن أمريكي.
ماي 2018