Sunday, January 13, 2008

كبش في (...ر..) داء...




المفاجأة المروعة التي هزتني وهزت العالم م حولنا..قبل أيام..هي آخر مأساة في عائلة "بوطو"..! أضاحي تلو أضاحي..وبالعشرات..بل بالمئات..فقط من أجل الانتخابات!..الانتخابات من أجل ماذا؟؟.. من أجل السلطة.!.. السلطة من أجل ماذا..؟ المال والجاه!..(ملعون أبو المال والجاه الذي يؤدي إلى سفك الدماء..)..ورحت أقارن بين مكانين وزمانين ومناسبتين!..لا مجال لمقارنة بشر مقرون..بكبش اقرن.. رغم أن الأصل فيهما..واحد: الفدية!..فدية الكبش بني الإنسان!
قبل أيام، كان العيد..وكان علي..أن أضحي..بماهيتي الشهرية..وزيادة.. أن
فقد اشتريت الكبش الأقرن الأملح..بماهيتي الشهرية كلها، زدت عليها فريجيدير قديم!
وما إن هممت بتنفيذ "العملية النحرية".. حتى صرخ ليقول لي بالدارجة: يرحم بوك..ما تذبحنيش..أنا مش كبش ... أنا مير!..قلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..ماذا تقول؟؟؟ مرا... أم مير؟.. في البداية أعتقدت أن المتحدث ليس، الكبش وإنما جاري الأصم والأعمى..الذي يأتي ليساعدني في السلخ وأساعده في الذبح..أقصد في الربح..! بشيئ من شعر وبعر الكبش!....وأتهنى من مغص الأولاد الذين لا تحن قلوبهم إلا للكباش فيرفضوا رؤيتها مذبوحة بينما يتفرجون على بني البشر في التلفاز كأنما يتفرجون على فيلم متعة!) ..إلا أن الكبش أعععععععاد: راني مععععععاك...!..: راني مععععععاك بالصح.. أنا رئيس بلدية سابق..كنت "ديك"..! قلت له: كنت "ديك".. ورجعت كبش؟.. قال لي: ديك.. أي DEC ..أي ..مدير تنفيذي بلدي..! ثم انتخبت رئيسا لها.. بطريقة مزورة.. أعترف بهذا..ثم ذبحت في عملية إرهابية ضدي.. وضد معظم الديكة..الذين قبلوا خلافة رؤساء بلدية الفيس..! قلت له وقد تركت السكين جانبا.. وجاري الأعمى والأصم.. يقول لي:صاي ذبحته.ذبحته؟.مازال يبوجي..نطلقه؟.. نطلقه؟.. فأقول له: لا.. الخدمي مش حاد...راني غير نذبح ونعاود..وما بغاش يموت!. فيقول لي: عندك كابوس؟.. تيري على جد والديه..! أضربه للقلب بالخدمي .. يموت وإلا خليني نجيف يمات يماه..بيدي!..قلت له: هذه أضحية.. مش عملية اغتيال! (قلت له ذلك في أذنه وأنا أصرخ.. فلم يسمع منها شيئا..فطلبت منه أن يترك الكبش..فتركه معتقدا أني ذبحته!)..فيما رحت أقول للكبش: وكيف حدث بعد ذلك؟. قال لي: تناسخت روحي في جسم نعجة وولدت خروفا صغيرا وتربيت في حظيرة عائلة نفس المير الذي خلفته..والذي بقي حيا بعد اعتقال لأشهر في واد الناموس..وهو الذي باعني إلى الموال الذي اشتريتني منه أنت!..قلت له: وهل تكلمت بهذا قبل اليوم؟.قال لي:أبدا!..فأنا كبش!..لا أقوى على الكلام.. بل أثغو...أبعرر..!قلت له: لكن كيف وصل بك الأمر إلى حد النطق؟.. قال لي: الخدمي.. الموس هو من أنطقني..! لقد ذبحت وعرفت معنى الذبح..ورهبة الذبح!.. والخوف من الذبح بعد أن اختطفت من طرف جماعة إرهابية مسلحة.. ونفذوا في "حق الله... وشرع الله".. يوم عيد الأضحى قبل 7 سنوات!..قلت له: هل تتذكر ماذا فعلت؟:.. قال لي: نعم..كل الأشياء.. وأنا مستعد للاعتراف.. لكن أيضا مستعد للتبليغ عن من نفذوا في "شرع الله".. وأفضحهم واحدا واحدا!. قلت له: بماذا تفضحهم؟. قال لي: لأنهم لم يكونوا مسلمين كما يدعون؟؟. رأيتهم بأم أعيني يتناولون الحشيش المغربي..التي تسمونها الزطلة..! لا يصلون ورائحتهم مثل الخنازير.. ويتكلمون الفرنسية وعربية مكسرة!..قلت له: وهل تستطيع أن تتكلم بهذا أمام العدالة؟.. قال لي: أعتقد ذلك.. إذا لم ينعقد لساني!..قلت له: سأتركك.. ويوم السبت نذهب إلى الشرطة لتسجل شكواك وتقييد الأمر!..قال لي: أنا موافق.. أتمنى أن أستطيع الكلام..كما استطعت الآن بفعل هذا الموقف!.. اشعر الآن .. أني قادر على أن أكون كبشا شاهدا.. شاف كل حاجة!
قلت له: مصيبتي أني خسرت فيها شهريتي مع ثلاجة..والأولاد سيخرجون صفر اليدين.. وجاري هذا الأطرش الأعمى.. سينتظر أن أعطف عليه ببعض الشعر والبعر.. ولما لا أجد ما أعطيه إياه.. سيتساءل:ما به الرجل صار شحيحا!.. قال لي: خرج للناس عريان ربي يكسيك!..قلت له: لماذا لم تقل هذا لنفسك يوم كنت "أميرا"..؟..قال لي: لم أكن أعرف..لكني اليوم أعرف!
تركته وأنا أقول: لن أذبحك..سأترك أمرك ليوم الغد.. سوف أحملك إلى الشرطة..لتنظر في أمرك.
وخرجت لأجد كبشا مربوطا عند الباب وهو يبعرر: ياسبحان الله: الكبش الأمير عنده الصح: خرج للناس عريان ربي يكسيك!: فقد اكتشفت أني بالفعل خرجت نصف عريان..إلى الشارع بعدما تهيأت للذبح بان تركت فقط التبان!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home