Saturday, July 14, 2018

..ويل للمطففين..


..ويل للمطففين..

عودة للتزوير! فلقد صار التزوير اليوم شبه موضة ومهنة يكاد أن يطالب أن بالاعتراف به قانونيا! فلقد صار التزوير صار ممارسة شبه عادية في كل شيء! في المحررات والوثائق والسجلات، وفي الفواتير والتصريحات بالمداخل وبأرقام الأعمال، وفي تهريب العملة الصعبة.. وفي البناء وفي تشييد وحفر الطرقات وألأوطوروت! وامتد هذا الأخطبوط ليمتد إلى غاية تزوير العملة..وبأعداد نخشى أن تكون كثيرة قد تزيد في نسبة التضخم المتضخمة أصلا.
أتكر أنه بعد الاستقلال مباشرة، كنا لازلنا نتعامل بالأوراق النقدية من مخلفات الاستعمار التي كانت تحمل اسم "La banque d’Algérie" من فئة 100NF..! أي 100 فرنك جديد وغيرها من العملات الورقية! الورقة النقدية في العهد الفرنسي الأول، كانوا يكتبون عليها في الأعلي ما يلي:"بسم الله الرحمن الرحيم، ويل للمطففين"! ثم في الأسفل، كانت تكتب في عهد متأخر نسبيا بعد تغيير القوانين ما يلي، وباللغة العربية وبخط يد فني جميل: "على المزورين العقاب بالأشغال الشاقة طول العمر". بعد الاستقلال (65 ـ67)، شرعنا في تغيير عملتنا الوطنية وأتذكر ورقة 50 دينار و100 دينار، وكانت مثل سابقاتها مثل السجادة، لكنها جميلة فنيا. لكن كتب تحتها بالفرنسية والعربية: "القانون يعاقب المزورين". وقد وقعها مدير البنك المركزي وقتئذ السيد بلغولة. اليوم: الأوراق النقدية مكتوب عليها: "المادة 157 من قانون العقوبات تعاقب المزورين". مع هذا، لم يرتدع المزورون، ربما لأنهم يقرؤون القانون ويعرفونه أكثر مما يعرفه رجال القانون! ويستسهلون الأمر: فبعد الاستقلال، لم نكن نشير حتى للمادة التي يعاقب بموجبها المزور، لأننا ربما لم نكن بعد قد جهزنا أنفسنا لمنظومة قانونية في هذا المجال واكتفينا بإرث المنظومة السابقة لكن لم نفعّلها! لأنه كان علينا أن نفعّل القانون الاستعماري: الأشغال الشاقة المؤبدة! وليس الحبس والسجن ثم يطلق السراح والله يسهل..!
نمت على هذا التساؤل لأجد نفسي أنا هو مدير البنك صانطرال الجديد وقد بدأت من أشهر طبع الملايير من الأوراق.
قمت أولا بإحصاء عدد الأوراق المزورة المضبوطة، فوجدت أنها تفوق ما طبعناه إلى حد الآن! لم أفهم: لهذا السبب التضخم وصل إلى هذا المستوى؟ قيل لي بعدها: هذو غير اللي مسكوهم، أما الأوراق التي تدور في السوق السوداء ولم تبيّض ولم تدخل سوق التداول البنكي، فلا أحد يعرف! الشكارة راها دايرة ظل، ولا نعرف بعد كمية النقود المطبوعة بطريقة غير شريعة. قلت لهم: شوفونا هذا الناس، بالاك يقدروا يعاونونا، رانا عيينا نطبعوا وما قدرناش! الخدامين والآلات راها غير تجبذ والله غالب يالطالب! يخصنا بزاااف! ثم أننا ننوي سحب من التداول بعض الأوراق التالفة والقديمة التي أكل عليها الحوت وشرب، ويخصنا مختصين محترفين في هذا المجال لكي لا نستورد آلات وتقنيات وتقنيني أجانب: زيتنا في بيتنا! قالوا لي: أنهم يرفضون العمل مع القطاع العام على أساس قاعدة الشراكة المعروفة، بل إنهم يطلبون أن يتخصصوا في طبع العملات الأجنبية، مادام أننا نحتاج للعملة الصعبة وليس للعملة الوطنية ثم نبيع العملة الأجنبية في السكوير بـ 200 مرة وزيادة..ونقضيوا على الأزمة ونحرر الدينار بناء على توصيات الأفمي!
فكرت في المسألة جديا، وأنا أدرس هذا العرض بالطول! ولمَ لا نطبع العملة الصعبة؟ علاه صعبة على خاطر الدينار ساهل! ما صعيبة والو..
وأفيق وأنا في عرس على ضوء فلاش هاتف وبنتي تصورني وأنا في وضعية النائم: آآآه... شكون راه..يزوّر؟؟؟
مارس 2018

0 Comments:

Post a Comment

<< Home