Sunday, October 08, 2017

المطابع لحل أزمة المصانع




قلت لهم: مسألة أزمة السيولة المالية، ما يحلهاش سوى أنا"! أنا أورّيكم كيف تحلون المشكلة! أعرف أن مسألة طبع النقود مسألة صعبة ووسائل البنك المركزي محدودة والورق غالي وتكلفة 1000 دينار للورقة الواحدة هي 2000 دينار! فعيّنوني على خزائن البلاد أورّيكم كيف تنجون من العباد!
وتم تعييني أمينا عاما على الخزينة: دخلت، فوجدت الخزنة " خاوية تصطوي"! وين مشاو الدراهم؟ بحححح! كلاهم بوبي والـ"بوبيات"! أين المطابع؟ واحدة خاسرة وواحدة ينقصها "الحبر الأعظم" و"الروسورات" والورق الخاص بالنقود! "الأوفست"، لا تسحب إلا مليون سنتيم في النهار ونصف مليون في الليل! قلت لهم: خطاكم الشغل!
شكلت لجنة من خبراء الإعلام الآلي وربطنا كل مواطن بآلة طباعة في بيته مرتبطة بالأنترنت حتى نعرف كم طبع وكم سحب! كل شيء محسوب! الورق، بدأنا بتوزيعه على المطابع الخاصة والعامة ومطابع الجرائد، الأوفسيت والروطاطيف، تسحب الفلوس بدل الجرائد، باعتبار أن الكل ورق بعدما توقفنا عن طبع الصحف وتركنا فقط النسخ الالكترونية ريثما ننتهي من طبعة النقود التي نحتاج إليها للقعود! خاصة وأنه خلافا لما قيل، بأن المبلغ الذي سيتم طبعة خلال 5 سنوات هو 570 ألف مليار دينار، فيما أذكر، هو رغم غير صحيح، لأننا سنطبع بالطبع بلا حدود إلا أن يشبع الناس أوراقا!
هكذا وزعت على دور نشر الكتب والمجلات والمطابع الخاصة أوراق الفلوس لطبع كوطات معينة: ديوان المطبوعات الجامعية، ليطبع ويجمّع، "لاسنيد" لمساندة السندات، ديوان الإشهار ومطابع الشرق والغرب والوسط، مع مطابع الشركات والجامعات، ومطابع الأفراد في البيوت! كل هذا بطريقة منظمة حتى لا تخرج الطباعة عن السيطرة وحتى لا يدخل الأفارقة في السوق الموازية لطباعة "الأوراق المصورة"! خاصة وأنهم مهرة في مجال تزوير التصوير! قلت لهم: اطبعوا بلا حدود، نسخ بالألوان الطبيعة لفئة مليون ومليار سنتيم، ونسخا بالأبيض والأسود لفئة 5 ألاف وألفي وألف دينار! ولا أوراق أخرى أدني من ذلك! "سيفيني" 500 و200 دينار! لا قيمة لهم! فئة المليون والمليار، تكون بورق خاص بالنقود، أما الأوراق النقدية الدنيا فتكون بورق مقوى (كرطون) عادي 21/27 أو حتى "ورق وسخ.. brouillon"
ياااااااا...وأروح تشوف الدراهم! هااااك!! توقف الجميع عن العمل وبقيت فقط المطابع تخدم ليل نهار لكي تعمل بقية الشركات فيما بعد! الكل ينتظر الدراهم! توقف تام عن العمل، شبه إضراب عام إلى حين تطبع الفلوس! ولولا هذا الإجراء، لكنا قد أعلنا عن الإفلاس الوطني لأنه لم يعد عندنا  فاس ولا فلوس!
الحمد لله، الإنتاج والإنتاجية فاقت التوقعات: كانت أصغر مطبعة تنتج 10 براويط في النهار و5 في الليل! وأكبرها 50 ريموركة نتاع تراكتور! وأوسطها، 15 شكارة نتاع قمح! أما المواطن العادي فكان يطبع يوميا "طروا رام"! حتى الشوابين والمقعدين والعجائز، صار لهم رقم حساب! جدتي حتى هي تطبع النقود رغم أنها لا ترى ولا تسمع إلا قليلا: "شحال راني طابعة؟ فت القانون وإلا مازلت؟ باغية نزيد شوية"!
وترى الناس تنقل في الكاميونات والفورغونات وعربات الحمير، وعلى الأظهر والكابات والبراويط! حتى أصحاب السردين و"الما حلو"، صاروا يساهمون في نقل الفلوس إلى الطريزور "بيب ـ ليك" (نتاع بابا علي.. أي علي بابا!) والحمد لله، نجحت العملية! وبعد أشهر صرنا نشري شكارة الحليب بشكارة درا ـ هم!


شعب الجزاائر المحتار



تملكني الرعب من الترهيب الذي مارسه ضد "شعب الجزائر المحتار" من إعادة تذكيرنا بما لا نريد أن نتذكره بعد أحداث 5 أكتوبر 88 وما نجم عنه من تعددية أدت في نظر رجل السلطة والتلفزيون إلى العشرية الحمراء! خفت ومن خوف أبنائي على مستقبل أبنائهم، خاصة مع وضع حساس وخطير، يراد لنا أن نقبل بالأمر الواقع ونطبق قاعدة "الوالفة خير من التالفة"، فطلبت من ابنائي التزام الهدوء إلى غاية 2022، نهاية عهدة أويحي وبرنامجه الانعاشي لاقتصاد وخزينة في حالة موت سريري! قلت لهم: ديروا الثقة في الوزير الأول، لكن عليكم بالعمل والصارمة وعدم الاتكال على الدولة من الآن فصاعدا! انتخبوا وأذهبوا للفوط جملة وتفصيلا، وأعملوا وأفتحوا أعينكم! راكم شفتوا ما وقع في العشرية السوداء! وهو نفس ما وقع في في دول عربية! اتقوا الله وبلعوا افواهكم إلا ما تقتاتون به من ايدي حكومتكم!
نمت على هذه الوصية التي قلتها على مضض بعد أن بقيت شعرين على مرض! نمت لأجد نفسي في 5 أكتوبر 2022.
الحمد لله: الدنيا بخير والشعب خير من والو! شعب الله محتار في أمره! لا زلت موظفا حكو ـ أميا، براتب زاد في الصعود لم كن أتتصوره ولا أتخيله! صرت موظفا ميلياردير! بل أصبح عدد الملياريدرات يعدون بالملايين..تقريبا كل الشعب ميلياردير! لا أخفيكم سرا إن قلت لكم أن "الفيش ديب باي" نتاعي في وظيف عمومي بالبلدية، بلغ مليار سنتيم! لا تصدقون!؟ نعم، راتبي هو مليار سنتيم شهريا! صدقوا أو لا تصدقوا! فما بالك بالموظف السامي بالجوج و"الما ـ حامي" ورجل الأمن والأستاذ الجامعي وبقية موظفي الدولة! أقلهم شأنا راتبه 5 ملايير سنتيم شهريا! أما أهل المهن والحرف والتجار ورجال الأعمال فرقم اعمتالهم لا يعلمه أحد!
لكن، بالمقابلن سولوني شحال راها تدير باقيطا خبز عادي؟..15 مليون سنتيم للخبزة! كيلوا بصل بـزوج ملايين! القارو بـ"سات صان ميل".. هوغار!. أمس اتصلت بصديق محامي أطلب منه أن "يسلف لي 500 مليون باش نكمل راس الشهر! وأول أمس جاوني الضيافن سلفت لعشاء عادي بلا لحم 12 مليون باش درت لعشا! لكي تفليكسي لمكالمة، يخاصك تفليكي على الأقل 50 مليون (ما يعادل 100 دج قبل 5 سنوات). لتر البنزين العادي بمليون وميتين! المازون بناف صان ميل! لا أتحدث عن سعر السيارات! لأن راسك لن يتحمل! تحسب نفسك ميلياردير؟ راك غالط! ملياردير فقير! تخاص 15 مليار، تجبر روحك تسلف 10 ملايير باش تكمل الشهر! كل الناس فيهم الكريدي! التالي فينا فيه 4700 مليار دينار كريدي! ..أما الحكومة، فلا تسأل عن ديونها الداخلية! (الخارجية.. الله أعلم!) الدينار الجزائر صار يضحك من الأورو والدولار: الدينار يقول للأورو: ياوحد الرخيس..شحال ما تزيد.. شاريك شاريك!..
..إيه.. نسيت..باطا شمة بـ 50 مليون!..بقدر سعر الحج قبل 5 سنوات! معنها/ إما تحج أو تشم! الحج يعدال باطا شمة! أما الحج، فقد انخفظت كوطة  "شعب الله المحتار" من 1000 حاج في المليون إلى حاج واحد في المليون.. ونحن الآن في حدود 45 مليون! معناه عدد الحجاج هو 45 فقط! أعضاء الحكومة المؤمنون غير اللأئكيين وبعض كبار التجار ورجال الأعمال! وقد تم اصتصار فتوة عدم الاسطاعة لمن لا يبلغ راتبه 5000 مليار دينار!..

والحمد لله على نعمة المطبعة ولا حول ولا قوة إلا بالله من التضخم..وأعود بالله من "شيطان الرجيم"!   

"أضغاط" أحلام



أمام ما يحدث من تحول في قانون المالية وقانون القرض والطلب والعرض وابتداع استبدال السنة مع الفرض، نمت لأجد نفسي قد أودعت سجنا لا ترى فيه فمك! عوض أن تأخذ الملعقة (إن وجدت ما تأكل) إلى فمك، تأخذها إلى الحائط من خلفك!
أودعت السجن لشهر بدى لي سنة قابلة للتجديد، قبل أن يأتي لي اثنان من نزلاء السجن. كان الأول خبازا والثاني خمارا والثالث.. أنا.. حمارا!.لأني "شرّكت" في الغلاء أمام الملأ (الأعلى)! أوقف الأول في احتجاج في بيته، مطالبا مثلي بتنحية بن غبريط وتخفيظ سعر الخبز وأن لا تبقى الحكومة ووزارة "التغبية" غير "تعجن والشعب يخبز". أما الثاني فأوقف بسبب بيع خمور فاسدة واتهم بأنه يعمل على تسميم "الشعب المسلم" من خلال بيعه إياه الخمر المغشوش المخلوط بالماء! جاءني الأول وأخبرني أنه رأى في المنام أنه يبيع خبزا على رأسه كخباز متجول! وينادي: "الكسرة باطل، الخبز بانكس، الشدق بلا مدغ، كول ورحّم..! قلت له: أنت سيكون لك شأن عظيم! أنت ستكون رئيس حملة شخصية كبيرة. أما الثاني فقال لي أنه رأى أنه يسقي رئيس الأمراء خمرا معتقة. قلت له: أنت مصيرك أن تخرج مع زميلك بعد يومين لتجد نفسك "قرّاب" تبيع الماء الحلو "للصالحين" بدينار للكأس أو بالمجان كعقوبة لك، تمشي بالحفاء وشعرك منتوف، أعمى وتشوف! والثاني/ عوض أن أقول له :أذكرني عند ربك! قلت له: ما تجبدنيش يرحم بوك، أخطيني منهم، فنسوني 7 أشهر!
بعد انقضاء المدة وزيادة، جاءوني، وأخرجوني من السجن وقادوني إلى رئيس السجن: كان مضطجعا ويتفرج على رسوم متحركة من نوع "بوباي" وتوم و"بصل". قال لي: سمعت أنك تؤول الرؤى! قلت له: استغفر الله، أنا مجرد كاتب "منامات"! قال لي:  أريدك أن تفسر لي مناما: قلت له: قد تكون أضغاث أحلام (مستغانمي)!، قد يكون كلام روايات وأدب وخرطي! قال لي: لا تقل هذا قبل أن تسمع. قلت له: تفضل أحك. قال لي: رأيت 10 ذئاب كفاف، يفترسون 10 نعاج عجاف، ثم رأيت 7 ضباع ثقاف و7 نمور أجلاف، يتربصون بسبع قطط خفاف و7 فئران ضعاف، فيما القطط تتربص بالفئران وأملاك الأوقاف!
 قلت له: أما الذئاب العشرة، فهي سنوات عشرية التسعينات، من 1990 إلى 2000، التي حولت الناس إلى ذئاب بشرية يأكل بعضهم بعضا ويفترس أحدهم الآخر. أما النعاج العشرة الهزيلة، فهي السنوات العشرة التي أعقبت ذلك، أي من 2000 إلى 2010، والتي كثر فيها الفقر كما كثر فيها الثراء الفاحش والفساد، فهزلت التنمية وتبددت محاصيل النفط بين أمراء الفساد والشفط. أما الضباع السبعة فهم قطاعات: التعليم، الطاقة، السياحة، الثقافة، النقل، الاتصالات والفلاحة مع النمور الثمانية: المالية، الداخلية، الصحة، التجارة، الاتصال، الرياضة والتشغيل، هؤلاء 14 متربص، يتربصون بالقطط السبعة الذين هم: التجار، السماسرة، وكلاء السيارت، وكلاء البناء، وكلاء العقارات وكلاء السياحة والأسفار والعمرة والحج، وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة. الفئران السبعة هم: المعلمون والأساتذة، موظفو الإدارة العمومية، الأطباء الشباب، موظفو ما قبل التشغيل، منظفو الشوارع، الطلبة والتلاميذ والأئمة والقيمين والمؤذنين. قال لي: كنت أتوقع أن تجيبني هكذا. أنت لست بالتأكيد يوسف، وأنا  لست "خوفو".
وأفيق من نومي وأنا أنادي أبني يوسف: يوسف إجر.. إجر! أروح فسر لبوك.. ما رآه في منام على الفيس ـ بوك!