Friday, June 30, 2006

!كورة.. بليس




!كورة.. بليس

أمام حمى كرة الأقدام والسياسة..والهروب إلى الأمام.. والمونديال وأزمة جيفنتوس و "الريال".. وكثرة النساء وندرة الرجال..وجدت نفسي أمام جهاز "التل ـ فاس" جوار جدة لي ( لا زالت حية تسعى!)..وأبنائي وبناتي نتابع لقطات من كأس العالم وسط تعاليق المعلق الرياضي وتعاليق الأبناء ولا سيما تعاليق جدتي..ووسط هتافات وتصفيقات الصغير والكبير!..
جدتي حتى هي لم تبلع لسانها.. فهذا كل ما بقي يشتغل بشكل جيد لديها بعدما قل البصر ونقص السمع وضعف الشم وقارب الذوق من الخطر!..
,,, انفجر لحظة الأطفال وصوت كبيرهم:" زادولهم واحد!".. فتسأل جدتي:"ها راهم زادولهم..واحد.. حتى أنتم دوك يزيدولكم زوج وإلا ثلاثة !..(تقصد طبعا..3 ملايين سنتم!..).. المسكينة ما جايبة خبر!..كانت ترد على تعليقات الأبناء بعدما سجل أحد الللآعبين بلون أصفر هدفا ضد الفريق الثاني بلون أزرق..والله لا أعرف من هما!.. إنما كنت أناصر الفريق الأصفر.. فقط لإني أحب جدتي.. لأن جدتي من " العين الصفراء"!..
قلت لجدتي: زادولهم بونت.. هدف.. مش مليون..ما زالدولهمش في الشهرية..! ردت علي: ها فاش زادولهم؟..فلاصورانس وإلا في الباصيو؟..قلت لها: زادولهم هدف!.. قالت لي: زادولهم الهف؟!! غير هفوهم؟..
لم تكن تسمع ولا تعي ما أقول..قلت لها:واه.. هفوهم ومركاولهم هدف..ماضربوش مليح..! مازادولهمش في الشهرية..هذو غير يلعبوا ما يقراوش..ويخلصوا خير من بوتفليقة!
قالت لي: وانتم علاش راكم تقراو؟.. هاروحوا تلعبوا خيرلكم!..
لم تستطع جدتي أن تسكت رغم كل المحاولات اليائسة من أجل إسكاتها. تركت المعلق التلفزيوني ورحت أسمع لتعاليقها التي بدت لي أكثر أهمية من كل التعاليق الأخرى... ولا أحد استطاع أن يسكتها هذه المرة: "شكون هذو اللي "راندو"؟ (إستسلموا.... وكانت تقصد رونالدو!)..ما زال الناس "يرانديوا " حتى في الاستقلال؟..(قلت لها تحت أنفي: الأرندي!)..واش.. ؟ ما سمعتش مليح..! طلعوا " للقازير" (هكذا تنطق الإسم الفرنسي على الثكنة العسكرية الفرنسية "la caserne")!..دخلوا للقازير؟,..أولاد الحركة مازالوا كاينين عندنا؟..(سمعت كلمة "برازيل" اعتقتد أن الحديث يدور عن "القازير"!)...وراحت تضيف: " أحنا قلنا هذا وين جا الاستقلال، الساعة مازال الناس يدخلوا مع فرنسا للقازير..تفوه!..قاع واش عملت فينا فرنسا وما زال تابعينها حتى للقازير!!..(وأنا أنتظر متى تكمل..لأسمع ما كان يقول المعلق لأفهم من يلعب ضد من!.. بدون جدوى.. بسبب الجدة!!,,,
سكتت قليلا قبل أن ترتفع أصوات وهتافات الأطفال إثر تسجيل هدف من أحد الفريقين (لا أعرف من هو...كان هناك فريقان واحد يلبس الأخضر والآخر يلبس "اليابس!..).. وراح الأصغر يهتف وهو يقبل رأس جدته: " كاكا..كاكا..كاكا.." فتنهره الجدة:"ها روح لبيت الماء..باغي تدير كاكا ؟..علاه تجيني أنا؟.. (وينفجر الجميع ضحكا دون أن تعرف هي السبب!)..فيما راحت تعلق على المعلق الذي كان ساعتها يتحدث عن "فيغو"و"الطوغو"..: "راه يلعب رينغو؟(المسكينة وقف عقلها عند أفلام الكاوبوي!)..فيرد عليها الإبن الأوسط:" فيقو ..راجل والطوغو.. بلاد..!" فترد عليه: " ما بقات بلاد .. ما بقاو رجال!!..مخليين الصلاة وقاعدين تتفرجوا على اللي يلعبوا؟..نوضوا تصليوا العصر راها قريبة المغرب..!"...
لم يرد عليه أحد، فراحت تعلق على تعليق المعلق مرة أخرى الذي كان يردد: " والآن الكرة عند بيكام .. بيكام.. بيكام...!
فترد هي معتقدة أننا قد غيرنا من قناة إلى قناة "إقرأ" التي تحبها: "هكذا ياوليدي يعطيك الصحة..ديروهنا في "مكة" يتكلم على الحج.. هاو يهدر على مكة..! قلت لها: راه يهدر على "بيكا.. بيكا مش مكة!,,,
فقفز الصغير فيهم في وجهي: حتى أنت ما تعرفش كي يسموه!.. يسموه "بيكام..بيكام. .. مش بيكا!
صفعته حتى طارت "خنونته" وأنا أقول له: "ترفع علي صوتك وأنا أبوك؟.. على إسم ما عرفتش ننتطقه؟..وعلاه بغيتني نعرف كي يسموه؟.. هو يعرف كي يسموني.,,؟؟ حضرتني أمه وإلا أبوه في الذبيحة.؟؟؟؟
وأفيق من نومي على هتافات: Ouiiiiiii!!!,, وأنا أغلق أذني وأصرخ بأعلى صوتي:Nonnnnnnnn!!!
1/7/2006

Tuesday, June 27, 2006

خليفة الزرقاوي: !الزيادة في الثواب

:خليفة الزرقاوي

!الزيادة في الثواب





كل الحديث هذه الأيام يدور حول "الدورو" والزيادة في الأجور بفعل غلاء "الأورو" ورخس الشعب.."وهو لا يشعرو.."!.. حتى أنه عندما سألتني زوجتي وهي تفرغ لي "فنجان شاي" و"كوب قهوة" (اختلطت علي الأواني قبل الأوان!)، قائلة:" واش تبغي نزيدلك؟..قلت لها دون انتظار: في الأجرة!"..
نمت على أخبار " الزيادة" (في النقصان)، وعلى أخبار الترسبات في "الباك" وفراغ رصيد "الشاك"، لأجد نفسي في وضع مختلف رأسا على عقب!.. وجدت نفسي في العراق..وقيل من راق!!..أجري حوارا مع أبي خليفة أبي مصعب الزرقاوي!..التقيت به لمعرفة سابقة به!!..كنا "أنا والقمر جيران".. على رأي فيروز..كان جارا لي وكنا نلقبه :وجه القمر.. وفي رواية أخرى "وجه البغرير"..لكثرة الحفر والبثور على وجهه..كان يشبه إلى حد كبير "وجه القمر" بعد اكتشاف حقيقته!!..كوجه شخصية "فريدي" في أفلام الرعب!..
في الواقع أن اسمه الحقيقي هو: بو مسهل الحمراوي..لأنه من مواليد حي "الحمري" بوهران..وقد احتفظ باسمه الحقيقي كإسم "حربي"..لأنه يقول أنه لا يخشى أي "عربي".. بربري كان أم كردي!
التقيت به بعدما وصلت أخباري إليه، فطلب لقائي: أختطفت من جوار رئيس الوزراء الشيعي العراقي "المالكي" (..شيعي على المذهب المالكي!! هل سمعتم بهذا؟.. ألم أقل لكم أن "السنة داو الشيعة فقط!)..حيث كنت أجري معه حوارا لمجلة حائطية لمدرسة ابتدائية في طور الإنجاز!!وبعد 5 ساعات، وجدت نفسي وجها لوجه مع "القمر"! (للعلم أنه قد كلفني 24 ساعة لأصل إلى المالكي..!)..
سألني أبو مسهل الحمراوي عن الجزائر وعن "المصالعة الوطنية" (يقصد بوتفليقة!)..و"نفاق السلم" والزيادة "في الثواب" (أي الموت عندنا..)..وهذا بعدما يئسنا من الزيادة في الأجر..! فقلت له: المصالحة أغنام في ماشية، والمصلحة أرقام فاشية، والسياسيون حشاشون في حاشية، والبروقراطية تغشاها الغاشية..والموظفون عظام راشية، والأباطرة كروش "صاشية"..الفقر مس كل "الغاشي" والخوف واللآأمن يباع "بياس ديطاشي"..يسرقك السراق وأنت ماشي..والسباب صار يعيش على الزطلة والكاشي…والرشوة ما تخطاشي..المعلم صار مجرد حناش..والجامعي ما يسواشي..!!
سألني بعدها:منذ سنوات تركت وهران.. والعاصمة وتلمسان..وبلاد الصحراء والقبايل وصور الغزلان..سوق هراس وباتنة وغليزان..صف لي كيف هي حالة الجامعة والوظيف "الحمومي"..وكيف هي ثقافة الحاجة Too me!!؟..والرياضة وبلومي..وبلزعر وكرومي...؟؟
قلت له: أما حال الجامعة فمجموعة غير مجمعة..وأجور مشمعة..وهياكل مطعمة..وبرامج تربوي كالأغاني المنوعة..! أما الوظيف "الحمومي"..فعمال يتظاهرون بالعمل..وإدارة تتظاهر بالدفع..!..أجور هزيلة.. وأعمال عليلة..المعرفة والمحسوبية لا نرضى بها بديلا!..الشعب موؤود و"الإضارة " في .. واد!!..الوظيف لم يعد يشتري حتى الرغيف..!..أما الحاجة تومي..فقد صارت "خالة" فيها أبدا..!أرسلت 100 حاج وحاجة..لحاجة في نفس الحاج والحاجة..(الرئيس والوزيرة)..من حر مال .. رئيس بيت المال..منهم من لا يؤمن بوجود الله أصلا..ومنهم من ينكر القيامة والحج والصوم فصلا..حج الجميع بلا حجج..حجوا ومجوا بعدما شربوا (غير الماء..!!)..وأكلوا "ججو"..وعادوا وهو لا يذكرون من الحج على حد قول أحدهم: سوى المعلقات السبع!..أما الرياضة فلا "أريض" أن أتحدث عن "أشياء إن تبدو لكم تسؤكم"!ّ..ذهبت الكرة بين الأقدام..وحكم على كل رياضي بالسياسة والإعدام..ذهب عصاد..في فصل الحصاد..وجر إلى الخارج ..ماجر.. وهلم جر..! لم يبق لا ..لالماس ولا بطروني..ولا عبروق ولا سليماني..ولا زيدان ولا بلومي..! كل شيئ صلب صار "سايل"..من الإلكترونيك..بلعباس إلى سكاكين برج منايل!! (هل رأيم فريق كرة يسمى على السكاكين؟؟أو الإلكترونيك.. أو الكيمياء..؟ ..رياضة تكنولوجية عندنا!!)..
سألني بعدها أبو مسهل الحمراوي: أنا كنت بائع سجائر.. كانت عندي "طابلة دخان" في الحمري، ثم تطورت وتكيفت مع الأوضاع وصرت أبيع "الكيف"..إلى أن دخل الإسلام الجزائر سنة 1990، فدخلنا فيه....!! زرافات..(وفيلة ووحيد قرن )..ووحـدانا..وصرنا نبيع أنفسنا ابتغاء مرضاة الله..فماذا فعلتم أنتم مع الطاغوت..؟؟ قلت له: أسمع آسي محمد..أنا هو الصحفي.. مش أنت!! أنا من يسأل وأنت من يجيب!!..وإلا تريد أن تغير مهنتك من "صحابي" إلى صحافي؟..لازم تسمع للأسئلة.. يكفيني ما أجبتك عنه..! أجبتك لأني أعرفك وإلا لما كنت سمعت منك سؤالا واحدا..! رد علي وهو يشدني من كتفي بقوة: أسمع..أنت لم تأت هنا لتجري معي حوارا كما تعتقد..! أنت لم تأت.. بل أوتي بك..! أنت رهينة..أسير حرب..لأننا ألقينا عليك القبض وأنت تحاور الطاغوت..العدو الشيعي الأمريكي!.. قلت له: هذا أول سؤال مني..! هل هذا مذهب ديني جديد .."شيعي أمريكي"...؟؟.. قال لي: تبلع فمك .. أنا من يسأل وأنت من يجيب! (قلت له في خاطري: علاه..أنا الشيخ عبد الرحمن الجيلالي في برنامج "رأي الدين"؟..)..هذا هو المذهب "الجعفري المالكي" الثلاثة عشري!.. الإمام الثالث عشر هو بوش!.. أولا تقرأ مواقعنا؟..ثم انتفض قائلا: خذوه..نفذوا فيه شرع الله!...ثم انشروا خبره على موقعنا على "الأنتر ـ مـــات"!!
ورحت أتوسل وأتسول..وأقول وأتقول: خليني أرجع إلى بلادي..سمعت أنه ستكون هناك زيادة في الأجور هذه الأيام طالما انتظرناها!!.. أو على الأقل أبقوني عندكم حيا إلى ما بعد "حصول الجزائر على الاستقلال".. إن شاء الله..وإذا لم يشأ الله ولم يزيدونا في الأجر..عندها,, أقتلوني ..جزاكم الله عني خيرا!!!
لست أدري بعدا إذا أفقت من نومي أم لا...
23/6/2006