Saturday, July 14, 2018

أكل لحم السفير!


أكل لحم السفير!


نعيش كل يوم على وقع أكل لحوم الإخوة وهم أحياء! بدون علم وبعلم وافتعالا قصد علم الآخرين ما يجب أن يعلموه! كلام في الأعراض وفي الأخلاق بلا أخلاق ولا حشمة ولا وقار! هذا في الوقت الذي يتبجح فيه كثير من السفهاء بالفحش والمنكر دون أن ينكر عليهم أحد ذلك! وخاصة من الناس الذين كنا نتوقع منهم أن يهبوا للنهي عن الفحشاء والأمر بالمعروف! لكن يبدو أن عهد ترمب ومغامراته النسوية المخملية ومع "متعودات" سيئات السمعة في روسيا وفي أمريكيا، وما أدراك ماذا يحفل به محفل البيض الابيض عندما يسود وجه قريبا!
نسينا ما يحدث في فلسطين من تهديم لكل ما بني وما لم يبنى في المشروع القومي العربي والإسلامي وفي المشروع الشرعي في فلسطين والقدس، ورحنا نأكل لحم بعضنا بعضا ونقدم فتاته على موائد الكبار في أمريكا والغرب! مؤسف أن ينتهي المطاف بأمة كانت ستكون "خير أمة أخرجت للناس..! لكن بماذا؟ .."تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر"! هذا شرط إلهي لنكون خير أمة أخرجت للناس، وإلا فسنكون كما كان بنو إسرائيل: نعتقد أننا "شعب الله المختار"..رغم كل ما نفعله من فسوق وفجور وعصيان! ليس غريبا أن نأكل لحوم بعضنا بعضا في القضية الفلسطينية والخليجية وفي الصراع بين المذاهب الدينية وبين الجيران، الذين أوصى بهم جبريل نبينا الكريم..حتى كان النبي يعتقد أنه سيورثه! نميمة المغرب على الجارة الشرقية، ثم محاولة الزج بقطر في المعادلة، كله يوحي بأن هناك من يوسوس بين الإخوة الأشقاء ليتحولا إلى أعداء غير قابلين للتفاهم ولا في ملف واحد يمكن أن يتوحدوا فيها وهو القدس وفلسطين! بؤس العقلية التي تجعل الأخ يأكل لحم أخيه حيا قبل أن يموت!
ليس هذا فحسب، هناك متاجرة بالجثث! هناك بيع وشراء للذمم وهو أنكر من أكل اللحم البشري! متاجرة وأكل معنوي يتبعه عمل عملي! ولنقرأ عن أكلة لحوم البشر في العالم: في إفريقيا وفي آسيا وفي دولنا العربية وفي الخليج بالخصوص!
لقد ذهلنا قبل نحو 30 سنة لما أتهم بوكاسا وحوكم واعتقل بجرم سياسي لكن بجرم أخلاقي أيضا: أكله للحم البشر من الأطفال! القضية أثارت سخط العالم وقتها والذي لم يكن الإعلام فيها كحاله اليوم، وإلا لضجة الكرة الأرضية بخبر بوكاسا آكل لحوم الأطفال! الرجل فيما يبدو لا يزال حيا ويعيش في فرنسا في بيت صغير بخمسين أورو في الشهر!
كما أنه من أغرب ما سمعته قبل نحو 30 سنة من أخبار قليلا ما نسمعها، والذمة على من رواها لنا، وكان راويها صديق وأستاذ جامعي كان وزيرا للإعلام في بلد عربي قال لنا (مع حفظ أسماء الاشخاص والبلدان) أن دولة أوروبية غنية، فقدت سفيرها في دولة إفريقية في الستينيات! وبعد البحث عنه، اكتشفوا أنه قد تم أكله من طرف آكلة لحوم البشر!! حدثت وقتها أزمة بين البلدين وأغرم البلد الإفريقي الفقير يومئذ (وإلى اليوم) على دفع فدية كبيرة، تفوق ميزانيتها القومية!، فلم تتمكن الدولة من حل الخلاف عن طريق دفع الفدية! فما كان على الدولة الإفريقية إلا أن أرسلت تلغراف عبر خارجيتها للخارجية الدولة الأوربية تقول فيه ما يلي: كولوا سفيرنا عندكم!
يبدو أن العلاقات بين الجدول العربية، على مستوى ديبلوماسي عالي السوء، وأخشى أن نبقى نتبادل أكل لحوم السفراء!
ماي 2018