Thursday, January 31, 2008

خط ساخن ومباشر ما بين النار وجهنم


خط ساخن ومباشر ما بين النار وجهنم


من كثرة الحكايات عن الأموات في المستشفيات..الذين يدخلون أصحاء، فيخرجون بلا أرواح!.بقيت أسمع الحكاية تلو الحكاية حتى استوقفتني حكاية صديق طبيب أخبرني عن حالة " الاقتراب من الموت"،عاد المتوفي أكلينيكيا ودماغييا بعد ساعات من الإعلان الطبي عن وفاته.. إلى الحياة!
التقيت بصديقي الطبيب هذا في المقهى،فراح يشرح لي ما حدث قبل أن أطلب منه أن يدخلني على الرجل لأني مهتم بالبحث في هذه التجارب لكي أثبت أن بلادنا تحيي الموتى.. بإذن الله!:فهمت بعدها بعض التفاصيل أن الرجل أدخل لأجراء عملية لاستئصال الزائدة وبسبب خطأ في البنج والإنعاش..أعلن عن وفاته(صديقي قال لي: أن هذا شيء طبيعي في بلادنا!: أن تدخل لاستئصال الزائدة.. فيستأصل للمريض أعضاءه التناسلية أو أغيرها..عن طريق الخطأ.. فهذا أمر ليس فيه غرابة!) ..نقل بعدها للمشرحة بأمر قضائي بعد أن رفع ذووه دعوى ضد من قاموا بالعملية.. لتأكيد الخطأ الطبي!..فوجئ الفريق بتحرك الميت.. قبل أن يفتح عينيه!..ليشرع بعد ذلك في رواية كل ما رآه وما سمعه بالتفصيل وكأنه كان معهم حتى أثناء العملية..بل قال لهم: راكم نسيتوا لي بورطابل في الكرش..راه غير يفيبري!..(وكانوا منذ 24 ساعة بالفعل يبحثون عن هاتف محمول مسروق! الميت سرق!)
مرت سنة على هذا الحادث والرجل لا يجرؤ على الحديث عما سمعه ورآه حتى للمقربين منه مخافة أن يشكك الناس ومن حوله في قدرات الرجل العقلية ويتهم بالجنون!.. تمكنت اليوم..من لقاء الرجل.. بعد أن أخبره صديقي الطبيب الذي هو من عائلة الحي الميت..أني مهتم بمجال تجارب الاقتراب من الموت! وهكذا تمكنت من نيل ثقة الرجل بعد أن رحت أروي له عشرات الحالات التي قرأت عنها، فراح هو الآخر يقول لي بدون تحفظ لدى نحو 35 في المائة ممن عرفوا مثل هذه الحالات..!..
الرجل، حين دخلت عليه رفقة ابن عمه الطبيب، كان في صحة جيدة بعد أن أعيدت له العملية وأخرج البورطابل من بطنه..فوجد 20 appeles,en absence..و5 رسائل sms!....راح يقول لي: تصدق أو لا تصدق.. سوف أروي لك قصة سمعتها وأنا في الغيبوبة بغرفة حفظ الجثث!
سألته عما شاهده وسمعه أولا فأجاب: لم اشعر في أية لحظة أني مت!..كنت حيا.. لكن من حولي كانوا هم الأموات!.. هكذا بدا لي الأمر!..ففي لحظة شعرت أني أخرج من جسدي ويلتصق بطني بالسقف، ثم أستدير وأعطي ظهري للسقف لأشاهد جسدي والأطباء وهو يقومون بالعملية..حتى أني كنت أرى واسمع كل ما يقولون حتى عندما قال رئيس الفريق:il a passé!.. أي "لقد مات"!
قلت للرجل: راك مليح كيما غلطوش وقلعوا لك اللسان عوض الزائدة الدودية..باعتبارهما زائدتين دوديتين في بلد تهدر فيه أو لا تهدر..غير كيفكيف!..قال لي: يكفي أنهم نسوا البورطابل في كرشي 24 ساعة..: كنت أشاهدهم ولا أفهم كثيرا ما يحدث حولي..بل أني شاهدت مساعدة الطبيب الجراح تتهم الشغالة بأنها هي من سرقت لها الهاتف!وربما هي من كانت تتصل برقمها لمعرفة إن كان سيرن في حقيبة يد السارقة!..قلت له: دعنا الآن من هذا الأمر..ماذا حدث بعد ذلك.. الكثير ممن مروا بهذه التجربة، شعروا بأنهم دخلوا في شبه نفق مثل تلك الأنفاق التي يتحدثون عنها ما بين مصر وقطاع غزة لتخريب السلاح باتجاه المقاومة والتي تعمل مصر على إحباطها لضمان أمن الشقيقة إسرائيل!..نفق مظلم في نهايته نور أو ظلمة حسب أفعال الإنسان.. وأنهم رأوا أناسا يحبونهم والتقوا بأشخاص نورانيين كلهم حب وحنان.. فيما وجد بعضهم الله يستر وسط الحمأ.. وأحواض من البراز والعفن والدم واللحم النتن كلحم "نتن ياهو"، تنهش جلودهم حيوانات غريبة الأشكال والمعالم!..ماذا حدث لك... ماذا رأيت أنت كجزائري ميت ترزق؟. قال لي: أقول لك الصح؟.. كل ما أتذكره أني رأيت 3 أشخاص: أمريكي وبريطاني وآخر جزائري..بعدما قضوا في حادث مرور في سيارة قبل 5 سنوات وكانوا سكارى وماهم بسكارى..ولكنهم كانوا "مخلطين لها جد والديها": خمر وهيروين ودعاوي الشر..!!. قلت له: أين رايتهم؟..في الجنة أم في النار!؟. قال لي مستهزئا:في الجنة؟..علاه كانوا يصلون الفجر ويقومون الليل ويصومون الخميس والاثنين؟...! كانت النيران من كل جهة والصراخ والعويل وكائنات غريبة معهم..حتى إبليس لعنة الله عليه كان هناك.. إنما كان مثل الملك على هؤلاء..كان يحترق ويصرخ ولكنه كان يريد أن يتوب من خلال محاولة يائسة لتقديم خدمات خيرية. قلت له:كيف هذا؟.قال لي: جاءه الأمريكي وطلب منه أن يمر له مكالمة باتجاه الأرض ليسأل إن كان قد ألقي القبض على بن لا دن أم لا..فمرر له مكالمة في 3 دقائق!.. قلت له: الشيطان يدير الخير؟.. قال لي: .. بالدراهم!..3 ملايين دولار من أجل 3 دقائق!.. دفعها الأمريكي بدون نقاش!.. الإنكليزي فعل نفس الشيء.. طلب ليسأل عن الملكة إن كانت لا تزال على قيد الحياة وإن كان التحقيق حول مقتل ديانا قد وصل إلى نتيجة ما أم..لن يصلوا إليها أبدا..فدفع 4 ملايين دولار..مقابل 4 دقائق!.. ثم جاء زميلهم الثالث.. أخونا الجزائري..الذي عرفتنه من خلال لهجته وطريقة تصرفه وحديثه حتى مع الشيطان: خويا..فوت لي لا فامي.. نهدر معهم غير شوية!..إبليس اللعين، فعل معه نفس الشيء!.لكن أخونا.. راح يتحدث لمدة 3 ساعات عن الطرق إذا كانت ما زالت محفرة.. وعن الإرهاب إذا كان ما يزال يحصد أرواح الناس..وعن الغلاء والزيادات المستمرة في الأسعار بدون زيادة في الأجور.. وعن بوتفليقة إذا كان ما زال في السلطة.. وهل في نيته أن يزيد..وعن السراق الذين لا يزالون يقطعون الطريق في النهار القهار.. وعن الرشوة التي صارت لغة المعاملات والتعامل اليومي.. وعن البيروقراطية التي لا تنتهي.. وعن الكيف والزطلة.. والحراقة.... وعن...وعن..! وبعد الانتهاء.. سأل عن الفاتورة وهو ليس في جيبه دورو!..)ماذا سيفعل به؟.. غير النار؟.. هو فيها!(..فرد عليه إبليس: تكلمت 3 ساعات.. عندك 30 دينار فقط!..سأله الجزائري وقد كان يتوقع 300 مليون دولار..: لماذا؟....كيف هذا؟.. رد عليه الشيطان: لأن المكالمات من جهنم لجهنم .. تعتبر مكالمة داخلية!
عندما أكمل حكايته..كان هاتفي المحمول يرن.. لأن حكاية أخرى من أحد المعارف..كانت تنتظرني!: أتمنى ألا تكون مكالمة داخلية!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home