Sunday, October 08, 2017

"أضغاط" أحلام



أمام ما يحدث من تحول في قانون المالية وقانون القرض والطلب والعرض وابتداع استبدال السنة مع الفرض، نمت لأجد نفسي قد أودعت سجنا لا ترى فيه فمك! عوض أن تأخذ الملعقة (إن وجدت ما تأكل) إلى فمك، تأخذها إلى الحائط من خلفك!
أودعت السجن لشهر بدى لي سنة قابلة للتجديد، قبل أن يأتي لي اثنان من نزلاء السجن. كان الأول خبازا والثاني خمارا والثالث.. أنا.. حمارا!.لأني "شرّكت" في الغلاء أمام الملأ (الأعلى)! أوقف الأول في احتجاج في بيته، مطالبا مثلي بتنحية بن غبريط وتخفيظ سعر الخبز وأن لا تبقى الحكومة ووزارة "التغبية" غير "تعجن والشعب يخبز". أما الثاني فأوقف بسبب بيع خمور فاسدة واتهم بأنه يعمل على تسميم "الشعب المسلم" من خلال بيعه إياه الخمر المغشوش المخلوط بالماء! جاءني الأول وأخبرني أنه رأى في المنام أنه يبيع خبزا على رأسه كخباز متجول! وينادي: "الكسرة باطل، الخبز بانكس، الشدق بلا مدغ، كول ورحّم..! قلت له: أنت سيكون لك شأن عظيم! أنت ستكون رئيس حملة شخصية كبيرة. أما الثاني فقال لي أنه رأى أنه يسقي رئيس الأمراء خمرا معتقة. قلت له: أنت مصيرك أن تخرج مع زميلك بعد يومين لتجد نفسك "قرّاب" تبيع الماء الحلو "للصالحين" بدينار للكأس أو بالمجان كعقوبة لك، تمشي بالحفاء وشعرك منتوف، أعمى وتشوف! والثاني/ عوض أن أقول له :أذكرني عند ربك! قلت له: ما تجبدنيش يرحم بوك، أخطيني منهم، فنسوني 7 أشهر!
بعد انقضاء المدة وزيادة، جاءوني، وأخرجوني من السجن وقادوني إلى رئيس السجن: كان مضطجعا ويتفرج على رسوم متحركة من نوع "بوباي" وتوم و"بصل". قال لي: سمعت أنك تؤول الرؤى! قلت له: استغفر الله، أنا مجرد كاتب "منامات"! قال لي:  أريدك أن تفسر لي مناما: قلت له: قد تكون أضغاث أحلام (مستغانمي)!، قد يكون كلام روايات وأدب وخرطي! قال لي: لا تقل هذا قبل أن تسمع. قلت له: تفضل أحك. قال لي: رأيت 10 ذئاب كفاف، يفترسون 10 نعاج عجاف، ثم رأيت 7 ضباع ثقاف و7 نمور أجلاف، يتربصون بسبع قطط خفاف و7 فئران ضعاف، فيما القطط تتربص بالفئران وأملاك الأوقاف!
 قلت له: أما الذئاب العشرة، فهي سنوات عشرية التسعينات، من 1990 إلى 2000، التي حولت الناس إلى ذئاب بشرية يأكل بعضهم بعضا ويفترس أحدهم الآخر. أما النعاج العشرة الهزيلة، فهي السنوات العشرة التي أعقبت ذلك، أي من 2000 إلى 2010، والتي كثر فيها الفقر كما كثر فيها الثراء الفاحش والفساد، فهزلت التنمية وتبددت محاصيل النفط بين أمراء الفساد والشفط. أما الضباع السبعة فهم قطاعات: التعليم، الطاقة، السياحة، الثقافة، النقل، الاتصالات والفلاحة مع النمور الثمانية: المالية، الداخلية، الصحة، التجارة، الاتصال، الرياضة والتشغيل، هؤلاء 14 متربص، يتربصون بالقطط السبعة الذين هم: التجار، السماسرة، وكلاء السيارت، وكلاء البناء، وكلاء العقارات وكلاء السياحة والأسفار والعمرة والحج، وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة. الفئران السبعة هم: المعلمون والأساتذة، موظفو الإدارة العمومية، الأطباء الشباب، موظفو ما قبل التشغيل، منظفو الشوارع، الطلبة والتلاميذ والأئمة والقيمين والمؤذنين. قال لي: كنت أتوقع أن تجيبني هكذا. أنت لست بالتأكيد يوسف، وأنا  لست "خوفو".
وأفيق من نومي وأنا أنادي أبني يوسف: يوسف إجر.. إجر! أروح فسر لبوك.. ما رآه في منام على الفيس ـ بوك!


0 Comments:

Post a Comment

<< Home