Friday, May 10, 2013

الرئيس يسأل ونحن لا نجيب!




الرئيس يسأل ونحن لا نجيب!

وجدت نفسي أجري حوارا للمرة الألف مع رئيس الجمهورية في أحد بيوته التي لا أعرف أين تقع، بعد أن كنت أجده عادة في بيته بالتلفزيون، أو أجد التلفزيون عنده في بيته. هذه المرة لم أجده لا في البيت ولا في التلفزيون، وجدته يصلح في التلفزيون بعد أن فسدت الصورة وخسر "التلكوماند". قلت له: سيادة الرئيس، واش بيك وليت إلكتريسيان على كبرك؟راك قريب توللي ماصو!..رد علي مقطبا وغاضبا: وأنت منين دخلت؟وواش دخلك؟ راني مانع أي واحد يدخل علي في هذا المكان. كرهت منكم ومن مشاكلكم، خطوني في راسي، خلوني طرانكيل يرحم والديكم! قلت له: سيادة الرئيس، أنا صحافي مقرب منك وتعرفني جيدا، ليس هذا هو الحوار الأول وأتمنى أن يكون الأخير، وقد أجريت معك  ألف حوار..ولم ينشر منه ولا حوار واحد، وأريد منك حوارا أخير لأكون بذلك قد سجلت "ألف حوار وحوار" مع الرئيس لوحده ولم ينشر منه ولا حوار! قال لي ضاحكا: الله يحورك ياوحد الجايح! تفضل أنت تسأل ونحن نجيب: قلت له: واقيلا راك وليت مفتي الجمهورية وأحنا ما علابالناش! هذا ما كان باقي لنا .. وهذا أيضا ما كان باقي لك! أنت الكل في الكل..كان يخصك غير الإفتاء وراك وصلتها! قال لي: هذا هو السؤال انتاعك؟.. قلت له: مثلا!!. يالله ليكون كذلك! ما هو مشروع دار الفتية بالجزائر على خلفية الصراع المذهبي والإيديولوجي السياسى الديني؟.قال لي: في الحقيقة، الاقتصاد بخير والنفط كذلك، والثورة الجزائرية عظيمة ونحن نحتفل بالذكرى الخمسين. الحمد لله على نعمة الاستقلال. ما هو السؤال اللي بعده؟. قلت له: والسؤال الأول؟ لم تجبني عليه! قال لي: لقد قمنا بكل ما كان علينا أن نقوم به منذ تولينا مسؤولية هذا البلد الآمن المطمئن. لقيد قمت بما لم يقم به أي رئيس في البلاد الأحياء منهم والأموات. هذا هو الجواب. قلت له: والإفتاء، ومفتي الجمهورية! قال لي: نحن لا يمهمنا موقف أمريكا ولا فرنسا في مالي ولا بريطانيا في سوريا، الوضع خطير على الحدود ويجب أن نكون حذرين. قلت له: والسؤال؟..أين هو الجواب؟: قال لي: لقد أجبنا على كل تساؤلات المواطنين ونحن نحضر لتعديل الدستور بما يمسح بتعزيز منصب رئيس الجمهورية ليصبح الرئيس  كالملك على عرش جمهوري: يحكم ولا يملك. قلت له: واقيلا لا تريد أن تجيبني على سؤالي، السؤال الثاني: ماذا أنت فاعل بقضية فضيحة سوناطراك وباقي الفضائح المالية والرشاوي التي هزت العرش؟ قال لي: دورنا نحن هو تقديم النصح لأخوتنا في تونس، نريد من هذا البلد الجار أن يعيش في وئام وسلام. نفس الشيء مع الشعب الليبي الشقيق الذي تربطنا به أواصر المحبة والإخاء. قلت له: أعيد السؤال بشكل آخر: راني نقول لك ونفهمك مليح إذا بغيت تفهم: السوناطراك..البقرة الحلوب، الرشاوي ، العمولات الفساد! واش ما راكش تشوف؟. قال لي: في سوريا، نفس الشيء، نريد حوارا بين الفرقاء ولا يجب أن يدخل السلاح لحسم الموقف. السلاح لمحاربة الإرهاب وليس للقتال الداخلي بين الأخوة. قلت له: معنى هذا أنه كالعادة "لا حدث" في قضية سوناطراك؟..حتى مش حتى كقضية الخليفية؟..قال لي: من ينادون بالخلافة، واهمون! نحن بلد ديمقراطي رئاسي مش برلماني، والشعب عليه أن يعرف أن جنانه مازال ما طابش. الديمقراطية ما تصلحلهش. الديمقراطية هي ديمقراطية النخبة وليس ديمقراطية الغوغاء فهمت؟ هي بركاني من تكسار الراس، خليني نشوف هذا الزبل ماله ما يخدمش! قلت له: والبطالة؟ والبيروقراطية التي تفتك بالمواطن وأطنان الأوراق لكل ملف حتى لأبسط وثيقة كتجديد بطاقية الهوية والباسبور وورقة "المرض" التي تسمونها بالشفاء..قال لي: تحلية المياه قد قمنا بها والحمد لله الآن ليس هناك مشكلة للمياه. واسأل من تريد! قلت له: وقضية تقنتورين ماذا فعلتم مع القوى الدولية التي هلك رعاياها في الاعتداء؟. قال لي: الطريق السيار لم يكن يحلم به أحد، وهو اليوم كما ترون مفخرة للجزائر المستقلة. ألا يكفي هذا لكي نعطي لكل ذي حق حقه؟ قلت له: والتزوير و6 ملايين مسجل وهمي مع المنتخبين، والانتخابات الأخيرة، وإضرابات القطاعات من الوظيف العمومي إلى تلامذتنا النوابغ في ثانوية القبة، إلى الحرس البلدي، إلى أصحاب البوشطة. ما قولك فيها وفي النقابة المتواطئة مع الحكومة ضد الشعب؟ قال لي: النقل قد تم تطويره وانظروا إلى الطرام في العاصمة ووهران وقسنطينة والميترو في العاصمة ثم مشروع السكك الحديدية بين مختلف النواحي، أليس هذا عمل جبار؟! قلت له: بل عمل الجبابرة، أكلت هذه المشاريع الأضعاف المضاعفة من تكلفتها والتي ذهبت في معظمها لجيوب المؤسسات والأشخاص المتعاملين والعاملين عليها والمعلفة بطونهم، فما أنت فاعلون؟. قال لي: السيولة النقدية موجودة، وقد قررنا تغيير ورقة 200 دينار التي لم تكن في المستوى وقررنا أن نصرف على كل ورقة نقدية من هذه الفئة 100 دينار لكي نحسن من وجهها. قلت له: سيادة الرئيس، شكرا على كل هذه الأسئلة التي سألتني عليها ولم أتمكن من الإجابة عليك..شكرا للمرة "ألف مرة ومرة".
وأفيق من نومي على صوت ابنتي وهي تناديني: بابا.. التلفون ..صونا.. قلت لها وأنا مدردز بالنعاس.. صونا؟.. صونا؟.. آآه.. صونا...سوناطراك!؟؟؟؟ مالها خونوها قااااع!! مشااات؟ بحححح؟؟؟؟ البقرة مشارة...مووووووه... (ورحت أنبح وأعوي وأخور كالبقرة وأبنائي يتصايحون كالجذيان: بابا..بابا...وقد عرفوا أني هبلت...!).

0 Comments:

Post a Comment

<< Home