لا فرق بين عربي وعجمي إلا "بالقوة"!
لا فرق بين عربي
وعجمي إلا "بالقوة"!
استيقظت جد مرتاح للنجاح الباهر لنا ضد الإرهاب
في عين أم الناس. فرحت بنجاح المهمة وخروجنا مرفوعي الرأس بعد القضاء على 37 رهينة
ومقتل 29 إرهابيا!. فقد كنت قد أعطيت التعليمات منذ فاتح نوفمبر 1954، بأن القوة
هي السبيل الوحيد للقضاء على القوة، والمفاوضات مع فرنسا لن تكون إلا بعد القوة،
لأنه "بعد العسر يسرا". لهذا، فنحن في عقيدتنا "الشاوية" :
تاغنانت ـ تاخسارت"! وقد قلتها للصحافة: مستعدون أن نخسر كل شيء إلا أنفنا!.
نحن عندنا الأنفة أكثر من أنفة الفيل، وأنف يوغرطة البربري، لو تنظرون إليه في
الصورة، لترونه أكبر من العادي! والمثل المصري يقول " لو كان أنف كيلوباترا
أصغر مما هو عليه، لتعير العالم! هكذا نحن! نعتمد على الأنف ليس في حاسة الشم، بل
في شم الحاسة!
نجحت المهمة وقصفنا الرهائن مع من كانوا
معهم من الخاطفين، وقضينا على طلب الفدية ولي ذراعنا بالقوة! لن نتفاوض مع الإرهابيين
مهما كانوا ومهما كانت النتيجة مأساوية. نفضل أن نقتل 700 جزائري من الرهائن و100
من الرهائن الأجانب على أن يرغمنا أحد أن ننفذ مطلبا بالقوة! نخسر كل شيء إلا
أنوفنا، فلسنا من دعاة "أخسر وفارق" بل من دعاة، أخسر وموت واقف!
هكذا، قلت لوزير الخارجية أن يوضح الأمر
للأوروبيين ممن ذهبوا ضحية إنقاذ الغاز والأنف الجزائري: اليوم وغدا! وحذار من أي
كائن عندنا أن يختطف! لأنه سيكون مهددا بالتهديد نفسه الذي يطال المختطف! لا فرق
بين عربي وعجمي إلا بالقوة!
لقد كان وزير الخارجية واضحا في
"دافوس": العملية كانت ناجحة 100 بالمائة، وأنا ضد أن يقول وزير
الخارجية أنها كانت "إيجابية أكثر من سلبية". فلقد ضرب هو حسابا سياسيا ودبلوماسيا
عندما قال هذا الكلام أمام الأوروبيين في ندوة أوروبية لكبار العالم. قال بأن
الجزائر قد تمكنت بفضل الله من القضاء على 37 رهينة ومقتل 29 إرهابيا! ولهذا فهي إيجابية
أكثر منها سلبية. لأن معنى هذا أنه مع مقتل 29 إرهابيا، فهذا يعني أنها العملية ناجحة بالنسبة له فقط بـ71
بالمائة (100 في المائة ناقص 29 في المائة). كما أنه إذا اعتبرنا أنها إيجابية
أكثر منها سلبية بالنظر إلى عدد القتلى من الرهائن، فهذا يفيد أن العملية ناجحة ب
63 في المائة، وهذا يعني أن النسبة تفوق 50 في المائة، وتفوق 51 في المائة التي
نطالب بها في أية شراكة أجنبية وفي أي استثمار أجنبي. وما قمنا به يدخل في هذا
الاستثمار: سمحنا للطائرات الفرنسية أن تعبر أجواءنا، لتدك معقاقل الملتحين على
حدودنا "المالية" (لأنها مشتقة من "المال"). وهذا لم نفعله
منذ 1962، وقد كنا ضد فرنسا والعالم في تدخلها في ليبيا، بسبب وجود الإسلاميين في
صفوف الثوار وفي صف فرنسا، ولم نقبل بالتدخل الفرنسي في ليبيا وحذرنا ساركوزي من
مغبية اختراق الأجواء الجزائرية تحت أية ذريعة (لكن اليوم الوضع تغير، فلو طلب منا
فتح ألأجواء للقضاء على القاعدة في ليبيا أو حتى في تونس ، فلن نبخل! فلا نريد إسلاميين
ملتحين على حدودنا، هذا إذا كنا لا نريد للحية أن تنبت في تربة بلادنا، فكيف نريد
للشعر أن ينبت في صحرائنا وصحراء جيراننا!؟). لقد قلتها وقالها وزير الخارجية: لم
يكن لنا من خيار ولا سلاطة ولا طماطم ولا
مايونيز، غير استعمال القوة. نحن من طالبنا العالم كله بتبني عقيدتنا الشاوية
المظفرة: تاغنانت تاخسارت! ولو كان العالم كله مثلنا لتغير العالم ولما فكرت أية
لحية أن تقوم بتهديدنا أو طلب الفدية أو حتى الجرأة على الاختطاف أو الاقتراب من
منشآتها النفطية والغازية التي هي رقم حسابنا الجاري والسائل والمميع! لو فعلوا
مثلنا وقصفوا الخاطف والمخطوف معا والرهينة والراهن والإرهابي والمرهوب لما فكر
الإرهابيون في الإرهاب أصلا! هذه عقيدتنا ولا نريد لأحد أن يعطينا دروسا في
الأخلاق وحقوق الإنسان، وفي العمليات الجراحية لا اليابانيين ولا غير اليابانيين:
عليهم أن يفهموا أنه من يدخل أرضنا ويرغمنا على التفاوض، نتفاوض معها جوا وبرا،
قبل أن يقدم طلباته، به ومن معه! هذه رسالة لكل الإرهابيين في العالم ولكل
المرهوبين!: أحموا أنفسكم واقتلوا مختطفيكم لأننا لن نفدي أحدا والجزائريون الذين
أنقذوا، إنما أنقذتهم أرجلهم ولولا زهد الإرهابيين في المسلمين والجزائريين وتركوا
على الهامش، لكانوا قد لقوا نفس مصير الأجانب مهما كان عددهم.
أقول قولي هذا ولا استغفر.
وأفيق من نومي فزعا وقلبي ينبض 220 نبضة
في الثانية! الحمد لله الذي خلقني جزائريا لو يخلقني أجنبيا.
0 Comments:
Post a Comment
<< Home