Tuesday, February 12, 2013

حالة "تحلف"



حالة "تحلف"

قلت في نفسي: والله إنها لفرصة! لم أنتبه للأمر في التشريعيات، وهذه المحليات، لا يجب أن أفرط فيها: "نترة من الحلوف وما يروحش سالم"! ولكي "أنتر" من الحلوف شعرة، كان علي أن "أتحلف" مع أي حلوف.(على رأي الراحل عميرات!: التحلف الوطني!).
بحث عن حزب "أتحلف" معه، فوجدت الكل قد تحلف مع الكل ضد الكل!: "تحلفات" هنا وهناك باسم تكتلات! تشابهت علي "الحلاليف"، فلم أجد "حلوفا" أتحلف معه! أحلف لكم برأسي (لا تصدقوني! لو كان لي رأس ما أوصلني هذا الرأس حتى أقع في هذا الخطأ التاريخي ، ثم أقسم به زورا وبهتانا!... لو كان عندي رأس، لكنت سأربي قطيعا من رؤوس الأغنام وأبيعها في كل عيد أضحى، ثم لا أعمل غيرها أبدا، لمدة سنة، خير لي من أن أبحث عن 30 مليون سنتيم، لنائب يرفع رجليه قبل يديه، ومير، يأخذ 12 مليون مع "الشهارة، ومليار في الشكارة!).
رأسي قال لي "تحلف"، فرحت أبحث عن "حلاليف" كبيرة أتحلف معها، فلم أجد! قلت: لماذا لا أبحث عن "خنانيص"؟ لكن الخنانيص كلها كانت تجري خلف أمهاتها بحثا عن الرضاعة: "حلاليف" صغيرة وراء "حلوفات" كبيرة!
وجدت "متحلفة"، وكانت عاملة نظافة في مصلحة بالطابق الرابع بمقر البلدية، أي عاملة "المير" السابق، وكانت عارفة بخبايا "التحلف": "حلوفة" كبيرة! تعرف الرجال أكثر ما تعرف النساء! تعرف عنهم التفاصيل، حتى مع زوجاتهم! لست أدري من أين ولا أين، كانت تأتي بالأخبار عن زوجاتهم؟ أكيد أنهم، هم من كانوا يخبرونها بهذه التفاصيل "الحلوفة"! "حلوفة" كبيرة "راني نقول لكم! حتى واحد ما يقدر لها"! وجدتها قد رمت "الطابلي والبيدو والجفافة"، وقصت شعرها وصبغت وجهها وعلقت صورتها واسمها كان على رأس القائمة (التي لن تقوم لها قائمة إن شاء الله!). عرضت علي أن تضمني إلى قائمتها! وأنا على طول قامتي، وهي على قصر قامتها، رأيتها قائمة فوق كرسي "تاميارت" وهي تقرر وتبيع وتعرض وتشتري وتوقع الاتفاقيات وتبرم (الوسخ في الحمام) ما لا يبرمه "بيرم التونسي"، ورأيت أنها على وشك أن يكون لها حظ في الدنيا قبل الآخرة، خاصة وأنها ضمنت "متحلفين" من ورائها ممن سمنوا وتلحموا وتشحموا واكتنزوا المال والشحم ولم يدخل فيهم أحد السجن أبدا!، فقررت أن أمشي معها، ومشيت معها حتى أدخلتي تحت قوائمها لأجد نفسي نائبا لها وهي "أميرة" لاميري!: "حلوفة وأنا حلوف ربيب الحلوفة"!: أفقت يوما على جلدي قد تشعر وكساه وبر كثيف سرعان ما تخشن وصار كأشواك السدر أو كظهر قنفذ، وأنفي يتفلطح ومناخيري تتسع وأنيابي تطول ورأسي ينحني إلى الأرض: صرت بعدها لا آكل إلا البطاطا (باعتبارها أكلة الخنازير من النشأة، مع ذلك نجن نأكلها ونشتريها بأسعار خيالية أحيانا!.. والنتيجة...أننا كلنا "تحلفنا"!)، وأشخر ماشيا وجالسا، وعرفت أني قد "تحلفت" وانتهى الأمر! وعرفت أنه لم يعد لي رأس أحمله، بل جثة تحمل رأسا محشوا بالبطاطا! المعدة دخلت الرأس، وفقد الرأس وظيفته، وسرقت من "المصارين" والجهاز الهضمي مهمته، فلم أعد أعرف من أين آكل.. ولا من أين.. أذهب إلى المرحاض! لأفيق يوما...قبل يوم واحد فقط وأنا أتلمس أنفسي وبقايا رأسي وزوجتي المسكينة، تنظر إلي حائرة وأنا أقول لها:
".. ياوحد الحلوفة، يااااك؟؟؟....بغيتي تريديني حلوف؟؟؟ر اني حالف فيك!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home