Sunday, February 10, 2013

البقاء.... لبن..صالح!



البقاء.... لبن..صالح!

وجدت أنفسي أتشرف باستقبال الرئيس الفرنسي المبجل في الجزائر، كما كنت أتمناه دوما، بعدما خاب ضني في سابقيه مرارا.
بقيت لعدة أشهر أتابع سير عملية التحضير لهذا الحدث الجغرافي ذي الطابع التاريخي: خصصت لهذه التحضيرات نصف ميزانية التعليم العالي والبحث العلمي: كنت أنا من يشرف على الإشراف شخصيا، بمتابعات مع الولاة والأميار وحتى الأمن والدرك والجيش والبومبية الذي يطفئون الماء بالنار!
وزارنا أخيرا هولاند! وكان علي بعد أن طاف شوارع العاصمة برفقة كل من هب ودب من حركة ويهود وأولاد الحرام منا ومنهم، أن أقول له وأنا هو ملك البلاد والعباد الذي يحكم بالعدل بين الناس وإن جاروا، ويوزع الخيرات على الأشرار ويوزع الشر على الأخيار: أيها العزيز هولاند، أنا لا أعرف في الحقيقة كيف جئت إلى هذا المكان، فأنا مجرد مواطن عادي كان يضيع وقته وحياته في الطوابير، ويأكل ما يجده موجودا في السوق بسعر ناري ولا يقول شيئا، يدفع فاتورة الماء، والماء غير موجود، ويدفع فاتورة الهاتف، والهاتف مقطوع، ويستخرج "الإس دوز" بالمعرفة، ويدفع مرات "كاش" لمن يقبل الكاش، ولا يسافر إلا مرة كل عشر سنوات لبلد مجاور لا يطلب الفيزا، ويحلم مثل بقية الناس أن يزور فرنسا أمنا من الرضاعة، ويقبل يد رئيسها الأمين على الأمان منذ هامان. كنت أود أن أحكي له مصائبنا منذ خرجت فرنسا من الباب الواسع لتعود من أوسع باب، بأني لست لا ملكا ولا رئيسا ولا وزيرا ولا مديرا، بل مجرد مواطن وجد نفسه أمينا على الأمة بدون قصد ولا حساب ولا رصد، ومن حيث لا يدري ولا يحتسب. فأنا والله لا أفهم لماذا أنا هنا موجود واستقبل فيك، ولو كان لي شرف إمارة هذا البلد لكنت قد استقبلت أسلافك المنعمين بالترحاب ورمي الماء عند الأعتاب. لست أدري إذا كنت قد قلت له ذلك ولكن، بدا وكأنه فهم ما كنت أنوي أن أقوله له، فبادرني بالجواب: كل ما تريده مقبول، ويمكن أن ندرسه، إلا شيئا واحدا، أرجو ألا تحاول معي: لا تطلب مني أن أعتذر ولا تطلب مني أن أعطيك الفيزا لأكثر من 3 أشهر في 6، مع دخول واحد! قلت له وقد نسيت كل ما كنت أود أن أقوله: والله ليس لي مطلب غير هذا! أرجوك، أعطيني فيزا لي فقط، ولكن لعام و6 أشهر بدخول واحد! قال لي: هذا غير ممكن آسي عمار! قلت له: ياه! تعرف أسمي؟..قال لي: وكيف لا وأنت أمين خزائن النفط والطريق السيار؟ أنت "غول"! قلت له: سيدي الرئيس، كل ما تريد، مقبول وبدون مناقشة: مشاريع ضخمة وتسهيلات عظمى، وامتيازات جمة، فقط "دير في هذا البليزيز": قال لي: هذه هي مطالب الجزائر كلها في هذه الزيارة الجغرافية ذات الصبغة التاريخية؟.. قلت له: هذا كل ما أطلبه منك باسم الجزائر: فيزا لمدة سنة مع 6 أشهر إقامة! قال لي: لا أعرف السبب وراء هذا المطلب دون غيره! فلقد كنت أعتقد أنك ستطلب مني تنازلات بحجم فرنسا وتاريخها الحضاري في الجزائر وشمال إفريقيا وإفريقيا والعالم، وباسم الجزائر حكومة وشعبا وتاريخيا وجغرافيا! ما هو السر وراء هذا المطلب؟. قلت له: هل توافق هذا ذلك أولا!؟.. إذا واعدتني بنعم، فسأعطيك السبب بدون لف ولا دوران! قال لي: استثناء، أعدك بذلك، ولكن لك وحدك! هذا العمل لن نقدمه إلا لمن قدم لنا خدمات في مستوى ما نطلبه. قلت له: إذا كان الأمر كذلك، أرجو أن تعطوني الفيزا، ثم أخبرك عن السبب، أنا أخاف أن أدفع 6 ألاف دينار، وأخسر 350 دينار في هاتف الراندييفو للفيزا و1000 دينار لأجل غلاف! وتردون علي مثل العادة "Regret"! قال لي: لا تخف، أنا أضمن لك فيزا "شنقا"..لمدة عام مع إقامة لمدة 6 أشهر. قلت له: باغي نعطيها! ندير لكواغط هناك ونقعد في فرنسا! قال لي: ومن يبقى هنا لقيادة البلاد؟ قلت له: يبقى بن صالح!
وأفيق من نومي وأنا أقول وأعيني نصف مغلقة لزوجتي وأنا نائم وهت تسألني: شكون من البزاوز يروحوا معي للعرس؟ وأنا أجيب بدون وعي: يروحوا قاع.. يبقى غير بن صالح (ابني الأكبر).

0 Comments:

Post a Comment

<< Home