Sunday, April 30, 2006

الموت للسكر




الموت للسكر

وجدت نفسي (لا قدر الله) قد "تحرشت" لإنتخابات رئاسية ديمقراطية شعبية من بين عدد لا يحصى ولا يعد من "المتحرشين" بالشعب ومن الشعب!..حتى أني لم أجد أي شيء أتقدم به في مشروع برنامجي الرئاسي! برامج مختلفة والبرنامج واحد:آية الكرسي!
قلت في نفسي..لماذا لا أتنافس مع المترشح الأكثر حظا والذي جعل من "القضاء على الحفر" حجر الزاوية في تعبيد الطريق نحو كرسي الرئاسة الذي كانت الحفر حجر عثرة في وجه دابته (التي لم يستثنها عمر بن الخطاب)..قلت: إذا كان عمر بن عبد العزير (بوتفليقة) قد أفناه في العدالة حتى مع الدواب،فماذا لا أعمد إلى المرض لأفني فيه عمري الانتخابي وأقدم برنامجا وطنيا لمكافحة مرضي السكر وضغط الدم..المرضين الشعبيين الكبيرين الذي أعرف أن شعبيتهما أكثر من أية شعبية أخرى بعد الفقر والمجاعة التي جعلهما مرشح آخر عنوان حملته الدعائية في دعوته لانتخابات سليمة من الأمراض!
هكذا اخترت عنوان حملتي الانتخابية:" لقد أعلنا الحرب على السكري وعلى الروماتيزم والأعصاب وضغط الدم.و...!"؟؟، وما إن نظمت أول تجمع لي بإحدى الولايات .. حتى كانت كل السكان الجزائريين وعددهم 40 مليون نسمة!!(10 ملايين جاؤوا من الدول المجاورة لتدعيم لجان الترشح الوطنية التي اكتشفت أنها كانت متكونة أساسا من تجار الأدوية والمستوردين لحقن الأنسلين الذين يرفضون الاستثمار الدائم ويفضلون الإستيراد الدائم (الله)!)..حتى أني لم أنظم إلا تجمعا واحدا في وسط البلاد، جاءه الجزائريون شيوخا وأطفالا وشبانا وعجزة..من كل فج (مزالة) عميق!..في جو يعجز عن وصفه صاحب "العجوز والبحر"!:جمهور أردف إعجازا وناء بكلكل!!..تعجبت كيف تجمع كل هذا الملأ في هذا الحيز رغم شساعة البلاد!..وسمي هذا اليوم "يوم المحشر"!..فهمت فيما بعد أن كل الجزائريين قد مسهم الشعار.. شعار الحملة.. لأنهم يشعرون أن العدو الوحيد هو المرض!.. وأن السكري وضغط الدم..والروماتيزم والأعصاب هي أمراض العصر..حتى أنك لا تكاد تجد بيتا ليس فيه قهوة.. أقصد .. سكر! أو كيكوط.. قصد.. ضغط الدم!أو عصبية (قبلية)..
تذكرت هنا حكاية الرجل المسن الذي راح يرد على شاب في الحافلة كان يحكي عن ظهور القمل في بعض المؤسسات التربوية..ويسخر من القمل الذي كان منتشرا "بكري" في البلاد!..رد عليه:بكري..كان القمل متوفرا..في الرؤوس وفي الثياب..كان يمص الدم الزائد..لهذا لم نكن نشتكي من مرض العصر "لاطاسيون"..بكري كان القمل .. لكن اليوم ..ماكانش القمل.. بصح كاين لاطاسيون!..وتذكرت أيضا كلمة عجوز قالتها أمام امرأة أغمي عليها:عندها لاكاصيون طايحة! (تقصد ضغط الدم)، فتجيبها شابة:لاطاسيون يالحاجة مش لاكاصيون!.. فترد عليها العجوز على هذه "البغالة" بحكمة وبلاغة بالغة:غير كيف كيف ..بزوج راهم طايحين..واش راهم يعطونا على الطفل؟..ربعين ألف!..هذه مش طياحة؟!..
ورحت أرفع صوتي في الجماهير المريضة.."لقد أعلنا الحرب على السكري وعلى ضغط الدم..و..".. سنفوز إن شاء الله.. وسيكون لنا بعدها حديث!
وأفوز بالإنتخابات بفارق أصوات غير متوقع110%!!..وأصاب بفرحة عارمة!..سقطت على إثرها ولأول مرة مغشيا علي أمام شاشة التلفزيون في أول خطاب للأمة بعد دقائق من إعلان النتائج!
النتيجة أن السكر عندي كان قد تجاوز كيلو غرام في الملمتر المكعب الواحد من الدم.. بينما ارتفع ضغط الدم عندي إلى 30/20!..ليجد من كان حولي نص الخطاب الذي كنت أقرؤه على المباشر..والكل ينتظر عن حرف الواو المبهم في آخر الشعار: لقد أعلنا الحرب على السكري وعلى الروماتيزم والأعصاب وضغط الدم.و...!"؟؟..فراح أحدهم يقرأ.. "آخر الآية.."..و...و...لكنها .. انتصرت علينا !

0 Comments:

Post a Comment

<< Home