Saturday, April 29, 2006


سيرك عمار/ بسوط: عمار يزلي
التكوير السياسي


وجدت نفسي ألعب في ملعب لا أعرف قوانين اللعبة "الديمقراطية" فيه!: لاعبون يلعبون ويلهون.. يجرون في كر وفر..وكأنها الحرب قد بدأت!
كل شيء كان مختلطا علي:السياسة، الانتخابات الرئاسية، مؤتمر التصحيحيين.. حوار الحكومةـ العروش..تونس..الكاميرون.. سيدي سعيد.. كبش العيد..! الكل اختلط علي حتى أني لم أعد افهم سر وجودي هنا بملعب سوسة في تونس ..لا سيما وأنا كنت ألبس لباسا رياضيا..وأجري مثل بقية الناس وراء "السراب".. كرة لم ألمسها ولو للبركة..لا بيدي ولا برجلي ولا برأسي!
قلت لأحد اللاعبين من الفريق الخصم..وكان اسمه فيما أعتقد يشبه رجله..جامبا! ولأنه كان يجري بسرعة برجليه الطويلتين فقد سموه جامبا جامبا (أنا اقترحت عليه أن يسمي نفسه بعد أن يذبح المدرب الألماني جامبا أس إثنين (جامبا2)..قلت له:اسمع..لماذا لا نتفاوض على طريقة أبريكا أويحيى؟..لكنه يبدو أنه لم يفهمني فمر علي دون أن يرد وهرب بالكرة وأنا أجري وراءه وأتوسل إليه:انتظر..طيب نتفاوض على طريقة التحكيم ما بين الشيعة ومعاوية بعد معركة صفين..أنا انزع سعدان وأنت تنزع شيفر؟..لم يسمع إلى ومرر الكرة إلى واحد منهم لا أعرف اسمه إنما لأنه كان يشبه بن فليس لكنه أسود (النيغاتيف انتاع بن فليس)..رحت أناديه: علي.. آسي علي..حبّس..حبس..اعطني الكرة غير نتوشيها ونربّحكم في الماتش..! وبلا تزوير..!
المدرب كان من خلف يسب ويلعن وهو يناديني:أضرب.. أضرب..وين راك رايح..وين..؟..وأنا أقول له:ماذا أضرب..؟ أضرب النح؟.. أم أضرب رجل جامبا؟..
لم أتمكن من لمس الكرة لا من قريب ولا من بعيد..! كنت جوعانا ومتعبا.. فالأمس لم آكل إلا شدقا وكأس رايب ولم أنم إلا 10 ساعات..!!ولهذا لم يكن باستطاعتي أن أعدو أكثر من اللازم.. فأنا أصلا ثقيل الحركة لا تتعدى سرعتي سرعة السلحفاة في سباق الماراطون! أتذكر أني مرة تسابقت مع متسابقين لرئاسة الجمهورية( الجمهورية هذه اسم للعبة أطفال..من يصل الأول يركب على ظهر الآخر ويمشي به في السوق أمام الناس!!)،وكان الحكم يحمل عدادا بالثواني (كرونوميتر):واحد إثنان ثلاثة 4..5 ..6 ..لكن عندما جاء دوري ..ولاحظ مدى سرعتي.. عوض الكرونومتر بـ calendrier وراح يعد :جانفي .. فيفري.. مارس.. أفريل..
..رحت أجري.. ماذا أقول؟.. أجري..؟..الأحسن أن أقول :.. رحت أزحف..أزحف .. وسعدان .. يزعف ويزعف..وأنا أحاول أن افتك الكرة..بأي شكل من الأشكال.. قبل أن أقرر الخروج لدقيقة إلى هامش الملعب..أتصيد شرطيا تونسيا.. آخذ منه مسدسه دون أن يعلم..(لأننا نحن نملك شطارة قوية في سرقة الجيوب..)..ورحت أشهره في "كمارة" أحد الكاميرونيين:آرا الكرة.. وألا راني نكورك!..تعطيني البالون.. وإلا راني نبلومبيك!.. زرهوني ولد عمي..كان متزوج خالة بنت عمي وطلقها..وهي التي أطلقت النار على ابنة عمة خالته التي طلقها عمه من الرضاعة في عرس جدته! (لم يفهم المسكين "ترن ن ن ن!!"..ولا أنا!!!!). رفع يديه إلى السماء: فقلت له:لا داعي لرفع يديك إلى الفضاء.. الأمريكان مهتمون به وبالمريخ..وبالعراق..فقط..ارفع رجليك!..
الرجل لم يفهم..وكان اسمه تشاطو (رحت أناديه أنا :تشيطا! قردة طار زان)،فرقد على ظهره ورفع رجليه وترك الكرة لي..:لأول مرة شعرت أني على مقربة من لمس هذه الكرة العجيبة..! سارعت إليها.. وإذا بصفارة تنبهني أن توقف عن اللعب واخرج فورا..!
قلت للحكم:والله لن أغادر الملعب قبل أن أمس الكرة..! صفر في وجهي ثلاث مرات ثم أمر الشرطة فأخرجوني..وبالقوة.. وأنا أنادي :زرهوني.. أنقذوني..أنا مرشح للرئاسيات وعندي "حسانة" ديبلوم ـ ماشية..(أي حانوت حلاقة وقصابة لحم)..والشعب يسب وأنا أصرخ.. وقد اختلط الملعب بكل أشكال الأحجار والنعال.. والقباقيب..قبل أن أجد نفسي أستيقظ علة قبقاب زوجتي في وجهي بعد أن "قايست به" أحد أبنائها "البررة" الذي رفض أن يشتري لها "الشمة"!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home