Saturday, April 29, 2006


سيرك عمار/ بسوط: عمار يزلي

الكباش على أشكال ..تقع


الشغل الشاغل لي هذه الأيام ، كما هو شأن كافة المسلمين من المسالمين ومن المتمردين على النظام الأمريكي الجديد،هو عيد الأضحى.. وأضحية العيد!
أول ما فكرت به هذه السنة بعد البوادر الأولى لانفجار الأسعار (بعد انفجار سكيكدة..وانفجار الأفلان..)،هو كيفية التضحية؟.. هل يجوز للإنسان أن يضحي بنفسه؟.. هل يجوز أن يضحي الإنسان بأخيه الحيوان.. دون أن تنسب له تهمة "الانتحار العمدي مع سبق الإصرار والترصد"..أو تهمة "الإرهاب الأعمى الذي لا يفرق بين الكبش وأخيه الإنسان"؟..هل يجوز مثلا أن يضحي "مزلوط" قتله "السميق"..وجوعان قتله "السميد"..بجاره الذي يضحي بكبشين أقرنين أملحين.. وهو لا يعرف القبلة إلا إذا سقط من فرط السكر ؟..
ذكرني هذا التساؤل بسؤال ورد علي من إحدى الدول الأوروبية يقول لي صاحبه وكان غبيا مثلي,,:أنا أعيش وسط حظيرة لتربية الخنازير.. وأعيش من خلال عملي في هذه المزرعة.. فهل يجوز لي أن أضحي بخنزير مادام أني قادر على ذلك لأنه من حقي أن أختار كل سنة خنزيرا باتفاق مع صاحب المزرعة.. مع العلم أيضا أن أذبحه.. أي أحلله!!فأجيبه: إذا كنت تذبح الضحية بيدك.. وتسمي اسم شارون عليه.. فلا بأس في ذلك..بشرط ألا تطعم لحمه إلا للخنازير الحيوانية.. فإن أبوا ذلك على أساس أنه محرم على الخنازير أكل لحم اخوتهم ميتين..( ما لا يحدث عندنا معشر المسلمين من البشر!)،فأطعم لحمه للخنازير الآدمية...! ورحت أوضح له أن أناسا كثيرين عندنا في الجزائر.. يأكلون لحم الخنزير على مائدة الغذاء..!
لست أدري أين كنت؟؟..! نعم! قلت أني فكرت أكثر من مرة: هل سيفتي مفتي الديار الجزائرية (طنطاوينا)..بتحريم الأضحية؟.. وهل سيجد من يتبع هذه "السنة" المبتدعة؟..الجواب كان عندي سهلا!..
أنا من بين الناس الذين يشترون الكبش ولو بقوا عاما جوعى!.. المهم أن أشتري أحسن كبش وأغلاه..وهذا فقط لكي أفقأ عيون الجيران ولكي أتبجح به أمام الأعداء والأصدقاء..! نحن هكذا شعب نموت جوعا ولكن لا نرضى أن نكون أوطأ من الآخرين..! سأشتري كبشا ولو بعشرة!
هذا الموقف جعلني أعرف أن مسألة تحريم الأضحية إذا على سعرها فوق اللزوم.. موقف لا يلزم ألا صاحبه!..فالكبش غالي والطلب رخيص!!..
لهذا كله.. لم أنتظر الفتوى..! فكرت مليا..بمن أضحي .. بنفسي..! أدفع عشرين ألف دينار لقاء قطعة صوف..وأبقى "أشوف"؟..أو برجل آخر: أنصب له فخا.. أفرغ جيبه ثم أبيض المال بصدقة للمسجد.. والباقي أشتري بها كبش العيد..؟..الاختيار صعب!.. لكن لماذا لا أمتنع عن الأضحية والسلام؟!.. ماذا تقول؟.. لا أعيّد؟..أحمق أنت؟.. تريد أن يقول عني الناس:فلان لم يعيّد؟..المسألة ليست فيّ أنا ولا في الزوجة... المسألة في الأولاد!.. الأولاد هم الذين يؤلبون علي الأمور ويقلبون على السطور..وإلا لما كنت فكرت في الجوع شهرا.. مقابل لحم أسبوع...! لكن!.. أنا ليس ليس أولاد!.. نعم نسيت..! فعلا.. الأولاد هم الذين يرغمون أولياءهم على شراء العيد حتى ولو كانوا فقراء!.. نعم أنا فقير وماهيتي الشهرية لا تكفي لشراء نصف أضحية.. (ولهذا فكرت أولا في شراء "كبش أوكازيو..أقل من ثلاث سنوات!!)،قبل أن تقول لي زوجتي:تشرينا كبش من "لافيراي".. كبش من "لاكاص؟"..قادر يكون "آكسيدانتي".. قادر يكون أقرع.. أخرس.. لا يجوز للعيد..أعرف رجلا باع لآخر كبشا أخرس..لا يبعرر..ولما راح يسأله :الكبش لا يصيح..لقد خدعتني.. يجيبه البائع:أين تسكن؟.. فرد عليه الشاري : أنا الآن أسكن في نواحي معسكر بقرية نائية..! فيرد عليه البائع:سينورمال كبشك مايصيحش..!ماكانش الـ champ!
زوجتي خبيرة في الكباش..هي التي تذبح وتسلخ.. وتذهب للسوق لتشتريه! وهي التي تدفع الثمن..! أنا أقوم فقط بجلب الثمن.. بأي ثمن!
كبش هذه السنة نضعه معنا في غرفة النوم، قلت لها :لا نعود لفضيحة السنة الماضية.. وضعناه في البلكون لكي يراه كل الجيران.. فإذا به يهوي من الطابق الثالث..! الحمد لله لم يمت..! فقط فقد الذاكرة.. راح يقول بعدما سقط:هاووو..! مياووو!,, آه.. بععع!
وأفيق من نومي على صوت جرس الباب وساعي البريد يسلمني رسالتين:فاتورة الكهرباء.. والهاتف!
هالكبش!...زوج كباش.!! روح يالعيد روح روح!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home