Saturday, April 29, 2006



سيرك عمار/ بسوط: عمار يزلي


.توزيع الأرباح

حركة هذه الأيام كروية الشكل..دائرية..عليها دائرة السوء!..الكل يتحدث عن "اللعب" .. و"اللعبة".. و "التلاعب"..والملاعب..واللآعبين..والألاعيب..وكل الأشياء التي فيها "عين".. و"باء"..وعيب ووباء!
التلاعبات السياسية والمالية والرياضية والانتخابية والبرلمانية والحزبية والنقابية..الثقافية الإعلامية ..خلاصة القول:الإستلعاب السياسي الشامل..الذي قد يحدث بشكل مفاجئ أن نعلن عنه وعن نيتنا في "التخلي عنه" كما تخلت ليبيا عن "طز..سانتها" النووية (ستعلن بعدها ربما السعودية عن التنازل عن برنامج أسلحة الدمار الشامل لديها والمتمثلة في كتب المرجع السني "الإمام النووي"!).
هاجسي هذه الأسابيع.. هاجس الشارع المحقون رياضيا، لاسيما بعد أن كاد الفريق "الوثني" أن يتأهل Binx على حساب المغرب رغم خسارته!..هل رأيتم..كيف نحب نحن الجزائريون أن نقتات على ظهور الآخرين؟..واحد يربح..والآخر يخسر..! هذا هو المنطق العادي..! لكن عندنا نحن، دائما نرغب في أن "نربح الخسارة" .. بعد أن نكون قد "خسرنا الربح"!!
إشاعة إقصاء المغرب بسبب خبر المنشطات، نشط الشارع الجزائري..وكاد يحول الشارع إلى شعار واحد:مالي أمامنا والمغرب وراءنا...كطارق بن زياد!..مما جعلني أنا الآخر أهيج وأخرج في مظاهرة رياضية غير مرخصة (لم أفهم عندها لماذا الترخيص فقط للمسيرات السياسية بينما نسمح بالمسيرات والمظاهرات الرياضية والرئاسية؟..). رحت أجوب الشارع كالشاعر المجنون وأغني وأقرأ القرآن..وأتلو الشعر..لأجد نفسي من حيث لا أعرف كيف جئت ولا متى ولا لماذا..تماما مثل إيليا أبي ماضي (في المستقبل)!..وسط حلبة ملاكمة.. أنا فيها الطرف الثاني في منازلة نهائية ومصيرية مع ملاكم تونسي يبدو عليه أنه لم يكن ملاكما..بل خريج سجون الحق العام..واللعبة لم تكن لعبة ملاكمة..بل لعبة غريبة:أضرب واهرب..افعل ما بدا لك..بدون حكم ولا رقيب؟!..
عرفت بعد قليل أني قد فزت في المقابلة الأولى مع الكاميروني.."كالبو هاو هاو" (150 كيلو..2.5 متر مربع)..بالضربة القاضية في الجولة الأولى..! هو!..هو الذي ضربني وأسقطني أرضا..! لكني كنت أنا من سبق واشتكى للشرطة التونسية..كون الملاكم كان متابعا في قضية مخذرات...عضو حزب سياسي معارض!المنافس الثاني أسقطته بالنقاط في الجولة الأخيرة..وكان مصريا..فلقد تمكنت من البصق عليه مائة وعشر مرات.. بينما تمكن هو فقد من تدمير نابين وسن وضرسة في فمي..أجمعت لجنة تحكيم دولية بعد شكوى لمجلس الأمن الرياضي أن الفائز بالبصاق هو الفائز المشتاق!..الخصم الثالث كان مغربيا..فزت عليه زهر وميمون!..جاء متأخرا..ورفعت عليه دعوة للقضاء .. والقدر..فما إن وصل،حتى كان يعثر في أول درج السلم ويهوي على رأسه كجلمود صخر حطه السيل من عل..فهويت عليه بكريك أنتاع سيارة الإسعاف..فقضي الأمر الذي كنتم فيه تستفتيان..! المقابلة النصف نهائية كانت مع ملاكم من مالي! هذه المنازلة كانت شاقة.. فاوضت خصمي طوال الجولات العشرة:غنيت له أغنية" غنيت مكة أهلها صيدا" لفيروز..ثم أغنية وردة "مالو اشتكى القلب وبكى"..ثم مواويل صباح فخري:مالي مالي مال.. حالي حالي حال..ثم رحت أخطب في وجهه خطبة قس بن ساعدة الأيادي:مالي أرى الناس يذهبون ولا يعودون..أرضوا بالمقام فأقاموا..يامعشر أياد.. أين الآباء والأجداد..وأين الفراعنة الشداد (مشيرا إلى انتصاري على المصري بالضربة المقضية فيّ!)..ثم رحت أقول للمالي:قل "للمالي ـ حة" في الخمار الأسود (وأنا أسخر من سحنته)..قبل أن أقرأ له أبي الطيب المتنبي:مالي أكتّم حبا قد برى جسدي... وتدعي حب سيف الدولة الأمم..!!..لأجد نفسي يضربني برأسه..فأسقط على مؤخرتي..وأنا أغن لأم كلثوم:مالي فتنت بلحظك الفتان؟..
انتصرت في الأخير على المالي بالمال..دفعت رشوة..وسجلت فائزا..!
التونسي اليوم..هو مجال عملي:علي أن أفوز بالكأس.. وأربح مائة وكذا مليون..مسابقة "حك واربح"..وأعود إلى مثوايا الأخير.. فائزا..
قلت له وأنا أعطي الإشارة لأحد المساعدين لي (على الإثم والعدوان)..لكي يطفئ الضوء..فلقد كان التونسي زنجيا... ولم أكن أرغب أن يراني (فأنا أبيض متوسط!)..هل رأيتم الفهامة كيفاش دايرة؟..أطفئ الضوء لكي لا أراه..من حيث يراني!!..فراح يوكل إلى الركلة تلو اللكمة..وأنا أبحث عنه في الليلة الظلماء يفتقد البدر...وأنادي السونلغاز:لا تضربوا النح وتطفئوا الضوء!..لكي تستنير تيزي وزو!!ثم رحت أغني أغنية عبد الهادي بلخياط:أنا وحدي نضوي لبلاد..أنا وحدي نضوي لبلاد..وهنا راح التونسي يبتسم..فبدت أسنانه بيضاء القمر في ليلة عشرة!فوجهت له ضربة بمكبر صوت كان يصرخ إلى جواري..فهوى الرجل..لأفوز بالمقابلة وبالكأس..لأجد نفسي.. قد كسرت فم زوجتي بمصباح عند رأسي..
(ماذا أكسر لها في فمها..فمها .. ديجا..قد تكسر في مقابلة سابقة!)

0 Comments:

Post a Comment

<< Home