Saturday, April 29, 2006



سيرك عمار / بسوط: عمار يزلي


حوار مع الرئيس بوتفليقة



عندما دخلت على رئيس الجمهورية ببيته الصغير بين المروج.. من نوع F16 !وهو بيت متواضع جدا:قصر صغير لا يتعدى الهكتارين والنصف،بمسبح إلكتروني، ماؤه من Vittel، وزجاجه من Alcatel،والتحكم عن بعد من Minitel. مسكن ضيق جدا لا يتسع له شخص واحد!
أول ما سألت السيد رئيس الجمهورية،وكنت من المعجبين به والمتحمسين له ولعهدة رابعة على التوالي..كان حول المريخ: متى تفكرون سيادة الرئيس في الترشح للرئاسيات بالمريخ؟، رد علي وبكل وثوق:لم نأخذ القرار بعد،أنا أنتظر المرشحين الآخرين من أي صنف هم لكي أعلن عن فوزي.. أه.. أقصد عن ترشحي!..قلت له: هل سمعت السؤال جيدا سيادة الرئيس؟..في المريخ.. في المريخ.!!. ماسمعتش وإلا مالك؟..إذا راك مريض من وذنيك ندوك للطبيب انتاع العينين!..المريخ.. المريخ.. ما قلتش الجزائر!..رد علي وقد هم بصفعي كما حاول فعله مع أستاذ بجامعة وهران، فنبهته على الطريقة الوهرانية:صاحبي! أنا مانيش (فلان)..تضربني!..نضرب..النح!فاستحيى وأنزل يده بيضاء من غير سوء آية أخرى..وراح يضيف:فهمت.. في المريخ نعم.. ومانيش امريض..لا من المخ ولا من رجلي..الفوز بالرئاسيات في المريخ أقرب عندي من أي شيء آخر..! قلت له : لماذا هذا التأكد المسبق..وأنت لا زلت لم تعلن ترشحك حتى في ذرة من كوكب الأرض؟..وين عاد المريخ..! وإذا خسرت الرهان وفشلت في الفوز بالرئاسيات في الدورة الأولى ضد بن فليس مثلا؟.. فماذا تفعل؟..رد علي: بكل بساطة أفعل ما فعله قبلي زروال!..قلت له: وزروال ماذا فعل؟: قال لي: واقيلا أنت صحافي حمار؟..ألا تعرف ما فعله زروال؟..قلت له:أنا لست سياسيا ..أنا صحافي صاحب "ابن محرز الوهراني"، وصاحب مسرحية "منامات الوهراني" للمسرح الجهوي بوهران،والتي أهديتها لك بعد فوزك بالعهدة الأولى..وهي التي منعها بن فليس.. ألم تسمع بها!؟..رد علي: بن محرز الوهراني؟..من هو ؟..مرشح جديد؟..مستقل أم من أي حزب أو ضد أي تيار؟.. قلت له: ضد التتار!..أنت لا تعرف الوهراني فكيف أعرف أنا الشاوي؟..رد علي:زروال كان رئيس دولة ثم رئيس جمهورية..أما الوهراني هذا فم يكن أي شيء!.. قلت له: راك غالط يامحاينك..وين يبان زروال من الوهراني..اقرأ "منامات الوهراني" أو تفرج على المسرحية الممنوعة..وردلي لخبار (ورحت أغني في حضرته أغنية عيسى الجرموني الرائعة:ياعين النخلة ورديلي لخبار..).
سكت قليلا قبل أن يقول لي: مازال ماعرفتش واش دار زروال؟: قلت له:لا والله!..قال لي: ياوحد البغل:بقى في بلاصتو والسلام!خسر نعم.. بصح بقى في بلاصتو كمام!!..وأنا سأفعل نفس الشيء إذا خسرت!..أبقى رئيس الجمهورية "وبوان سيتو"!!
لم أرد أن أكثر معه الكلام، ففي جيبي أسئلة كثيرة..وأخشى أن ينتهي الوقت دون إجابة خاصة وأني تحصلت على هذا "السكوب" كخبطة إعلامية بعد خبطة عشواء من تصب تمته ومن تخطأ يعمر فيهرم!..مع أحد المقربين عن بعد..ورحت أوجه له التهمة الثانية.. أه.. السؤال الثاني:ما قولك في قول عباسي مدني.. ومسألة "الطريقة" الجيورجية..هل تحب أن تكون شيفرنازي؟..رد علي مغضبا:أحب أن أكور شيفر!! وشيفر قوي..ومش بالمعنى العنصري الفاشيستي .. نازي"!..أريد ألا يفهم أحد أني في موقع دفاع.. وأني وضعي لا يقارن بسيفرنادزي! هذا الأخير كان على حافة الانهيار.. أما أنا.. فالآخرون هم الذين على حافة الانهيار..المفلسون هم الساسة الذين أوصلوا البلاد إلى الهاوية..وأنا جئت....(فقاطعته:عندك تقول:..لأدفعهم إلى الأمام!)..ضحك واستمر..جئت لأخرجهم من الظلمات إلى النور (قلت له: حتى سونيلغاز تقول ذلك دوما..!) ولأبين لهم الطريق المستقيم (بصح محفر..)،ولأعيد للشعب عزتة وكرامته..(قلت له:عزته بالميم في الأول..وكرامته بالتاء..؟!)..فأخذ الساندريي..وأراد أن يضربني به.. قبل أن يستدرك أن الحوار على المباشر لقناة أجنبية تسمي نفسها "قناة الجزائر في خطر"!فراح يحك شعر رأسه الذي كان جميلا ورائعا وعلى الطريقة الفنية سنوات السبعينات..قبل أن يتحول إلى الـ Gel..لأرغامه على البقاء في مكانه..:المهم أني سأبقى..أحب من كره وكره من أحب..!فأعدت له السؤال الأول:والمريخ؟..رد علي :والمريخ!..إذا ترشحت فسأكون أول مسبار أوروبي يكتشف المريخ..! سوف أدشن الجمهورية الثانية..وعهدا جديدا بعد بن جديد..سوف أخرج هذا الكوكب من درب الجبانة.. إلى "ضرب التبانة".. تعرف ما معنى "نضرب التبن" عند الفلاحين بالغرب الجزائري:مسيردا، سواحلية بني مسهل، جبالة..أولاد حسنة..الزاوية، العين الكبيرة، المهراز، بوطرق، سيدي علي..لمعازيز..باب تازة..بوغرارة....نضرب التبن معناه: صافي .. صفينا الفلاحة..وما يبقى غير وقت العرس!
لم أفهم ألغازه كثيرا .. ولكني وافقته على كل حال.. لكن مسألة المريخ هذه لم تدخل في مخي..فسألته عنها وأنا أودعه خارج المطبخ..لكن كيف ستفوز بر آسيات المريخ سيادتك؟..
قال لي:ياحمار..المثل الفلاحي يقول:خطاك الغرس في مارس..وفي شهر مارس تكون المسألة واضحة..كالمريخ...ثم ألا يقال للمريخ.. Mars؟..
عندما أفقت من نومي..كانت زوجتى تقول لي:واش بك يارجل رقدت بك بالكرافاط والكوستيم..مالك مريض ..ندوك للطبيب!.. قلت لها وأنا لازلت مدوخا:لا ..لا.. كان عندي لقاء مع بوتفليقة! (المسكينة..راحت للتلفون مباشرة..آلو..سيدي الشحمي؟..جوانفيل!..ألو...)

0 Comments:

Post a Comment

<< Home