Saturday, April 29, 2006


سيرك عمار / بسوط: عمار يزلي


كل حزب بما لديهم فرحون!


اختلطت علي الصور وتشابهت علي الأمور بين المرشحين للرئاسيات و فريق "قدم الكرة" كما تشابهت على بني إسرائيل البقر..لأجد نفسي في ملعب غريب الأطوار..!: ملعب بلا جمهور وفريق كرة كل شيء..كل لاعب يلعب لحسابه الخاص!:فريق فردي في لعب جماعي!,, والغريب في الأمر أنه لم يكن هناك أي حارس للمرمى..!بل لم يكن هناك حراس للمرمى.. أو بشكل أصح:مرامي!". لقد كان هناك 8 شبابيك لـ 8 لاعبين!.. كل واحد يحاول أن يدافع عن مرماه باستهداف مرمى الخصم الأكثر تهديدا!
الغريب في الأمور كلها أنه كان هناك حُكم وحُكّام، لكن ليس هناك حَكَم ولا حكماء!.. بل أن الخصم كان هو الخصم والحكم!:ألعب كما شئت وكما بدا لك..ليس هناك قانون محدد بل شبه عرف غير معروف!
الشيء المميز هو أن المقابلة كان تجرى على المباشر على قناة عربية أما القناة الوطنية فقد كانت تبث شريطا للرسوم المتحركة من نوع توم و.. (بصل ) ..جيري!
منشط المقابلة المتلفزة ، يبدو أنه لم يكن يعرف الأسماء الجزائرية فراح يكسر الأسماء والألقاب ويقلب كل شيء:الكرة الآن عند بوتقفيلة.. أبو تقفيلة الكرة دائما معه.. الكرة دائما في يد أبو تقفيلة..يحاول أن يقذف.. لا .. يبقى مسيطرا على الكرة..اللاعبون يحتجون على مسك الكرة من الوسط!..أبو تقفيلة يقذف الكرة الآن لصالحه.. ويحتفظ بها.. يستمر في الهروب إلى الأمام..إبن فلاس .. إبن فلاس الآن..يحاول أن يختطف الكرة من أبي العز.. أبو تقفيلة يركله في الحجر.. بن فلاس يسقط..أبو العز يستمر في المراوغات الفردية والجماعية..سعد يهرب من الطريق بعد أن هلك سعيد..البرهمي يستعد للحاق.. يسقط..لويزة هانون تضرب رأس أبي العز بقبقاب حمام.. أبو العز يسقط.. ينهض الآن والكرة دائما بين يديه..كرة يد هذه أم كرة قدم..؟..ينهش لويزة هانون من الصدر ثم من العجز.. هذا أبو العز شاعر والله..عضها من بيت!..ويستمر اللحاق الآن..عبد الله جابه الخالق عز وجل..يقطع الطريق أما الماسك بالكرة من الوسط..يحاول أن يتصدى لكي لا يمر..أبو العز يناشده على طريقة آدم سميث.. إنه الآن يقول له:دعه يعمل دعه يمر..! يحاول أن يستدرجه لترك الطريق فارغا نحو مرماه ثم مرمي بن فالس..لكن هذا الأخير يرفض.. يشد أبا تف من الكتف..يمزق له تبانه من الخلف..أبو العز يستدير والكرة دائما معه..يضرب عبد الله الضعيف بلكمة تحت الذقن ثم يشده من لحيته ويقول له: ألهذا بعثك.. يذكرنا هذا بما قال علي بن أبي طالب يوم التحكيم لأبي موسى الأشعري..ثم يستمر في المراوغة.
كل اللاعبين الآن يتحامون ضد ماسك الكرة حتى لا يضعها في أي مرمى ..لا سيما في وسط الملعب.. حيث أن واضع الكرة في نقطة الوسط سيكون الفائز الأكبر!
مجموعة الثمانية الآن في حالة غليان..بعض اللاعبين قد ظهر على محياهم التعب لا سيما السعيد الشقي..وأيضا هذا اللاعب الجديد الطواطي..الطواطي الآن يحاول أن يلحق بالركب لكنه يفضل أن يستلقي على الأرض حتى يأتي الفرج من عند الله..يبدو أنه غير متأكد من النجاح..على العكس من بن فالس مثلا أو جابه الله عز وجل..! حتى أبرا هام يبدو أنه ليس في كامل قوله البدنية..أما السعيد (الذي في الشقاوة ينعم)، فيبدو عليه الاضمحلال.. لقد ترك الملعب وراح يلعب بكرة من الحشيش كما يلعب الأطفال .. وبمفرده على قارعة طريق الملعب!!لويزة هانون الآن.. تحاول الهجوم بكل ما أوتيت من قوة ومن رباط الخيل..تردس أبا العز مرة ثانية لكنه ينقض عليها من الأرداف.. فتهرب ويهرول وراءها مقسما أنه لو أمسكها لما أمسك نفسه ضدها..! لعبة خطيرة هذه..غاب القانون ليحل قانون الغاب!..الآن الكل يتجمع ضد ماسك الكرة التي لم يتركها تهرب مرة واحدة منه..! ممتاز هذا اللاعب .. إنه يعرف كيف يراوغ .. كيف يغتنم الفرص لصالحه.. كيف يسقط خصومه الواحد تلو الآخر..!
مذيع المقابلة كان ما فتئ ينقل أطوار المقابلة.. بينما كان الجمهور خارج الملعب! مئات الآلاف بل الملايين كانوا خارج الملعب وقد منعوا من مشاهدة المباراة بحجة "المصالح العليا للبلاد".. وأعادوا إحياء المسألة الأمنية مذكرين بما حصل مع تونس وحوادث "الجيريغنس" .. على وزن وقافية الهوليغنس!
الكرة الآن عند.. عند.. أبو العز .. دائما معه الكرة.. أبو العز الكرة دائما الكرة معه..إنه يكوّر ولا يعطي للأعور كما يقول المثل..الأعور هنا هو المصران الطواطي..أو المطران طواطي..المصران الأعور قد غادر الملعب قبل قليل.. والباقي الأوحد الآن هو أبو العز.. إنه يتجه الآن صوب نقطة الوسط...استقالة جماعية مرة ثانية.. لا لا..اللعب ممتاز...رائع يابا العز...جميل .. إنه الآن يراوغ نفسه بنفسه.. عملية استعراضية رائعة..والهدف الأول ... والأخير!! برافو..آآآآه....أأأأأأوووووه .. الهدف.. هدف الفوز.. برافو...الله أكبر...يا إلهي.. هذه أروع مقابلة عرفتها القناة السعودية الثانية منذ عزوة بدر...الله أكبر..الله أكبر!!
وأستيقظ من نومي وأنا أهتف:لا حول ولا قوة إلا بالله..وأنفث على يساري وأقول : اللهم اجعله خيرا!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home