Thursday, March 01, 2018

أوراق لعب في لعبة الأوراق




التحولات التي تحدث في المملكة العربية السعودية الشقيقة، فيها من الصداع ما قد يتحول إلى "شقيقة" مزمنة. الكل يتحدث عن مشروع ولي العهد "الطموع" والطموح في مشروع رؤية 2030، وما صاحب ذلك من قول وعمل، ومحاولة انفتاح على علمانية الغرب الأمريكي، ضمن مسعى لتقوية الأواصر بين المملكة وأمريكيا وحلفائها في المنطقة ـ إسرائيل ـ إزاء "خطر التمدد الإسلامي الإيراني الشيعي". صار هذا معروفا ضمن معادلة " عدو العدو صديق، ولو كانت إسرائيل"!.. وبدأت حملة التطبيع السرية القائمة منذ فترة مع الراعي الأكبر في المنطقة: مصر! الأمر يبدو انه لا يقف عند هذا الحد، إذ أن مشروع ولي العهد والمغامرة التي يبحث عنها للولوج في التاريخ كأول ولي عهد وملك فيما بعد، يدخل المملكة في تاريخ التحديث الغربي، لكن على الطريقة العربية. فالكل يعلم أن الحداثة، فلسفة واقتصاد وفكر وأخلاق وثقافة مجتمعية في نهاية المطاف! مستمدة كلها من نشوء وتطور الرأسمالية بعقلانيتها ولائكيتها. غير أن المملكة هل لها من هذه الميزات كلها لتعمل على الدخول في ثقافة الغرب التي عمرها الآن ثلاثة قرون؟ ينطبق هذا على باقي الدول العربية الأخرى وليس المملكة فقط،  لكن المملكة أكثر، بصفتها كانت تمثل الدولة الدينية التقليدية. مثل ما نقول الفاتيكان يتحول إلى دولة علمانية لا دخل للكنيسة في سياستها! مع أن كل شيء في الفاتيكان قائم على الكنيسة.
إلى هنا، تبقى ألأمور عادية حتى ولو كانت غير عادية، وكل ما رافق هذا من تحولات سياسية وممارسات من شأنها أن حولت الرأي المخالف إلى بدعة، وكل بدعة قديمة صارت ضلالة وكل ضلالة سارت إلى سجن ريكسون الفخم! صحيح أن الفساد كان ضاربا أطنابه في المملكة، لكن العهد، ذهب أبعد من الحرب على الفساد: غامر بحرب في اليمن وحصار قطر وتدخل في شؤون بلبنان، وأخلط أوراق السياسة والدين،لأغراض سلطوية لا غير.
آخر من بدأ، جواز الاحتفال بعيد سان فالنتان، القس الذي ترك الكنيسة لأجل امرأة! صار عيدا للحب! والحب عند الغرب معناه المجون والرذيلة. الحب بمعناه الطاهر لم يعد موجودا على الإطلاق في الغرب! صارت ذكرى القس هذا، "عيدا" لدين غريب للمجون، اعتنقه شباب الدول "الإسلامية"! الغامدي يجيز الاحتفال بعيد الحب! اين؟ في السعودية! أرشم! مع أننا في الجزائر، كانت معظم المساجد قد خصصت خطبة الجمعة الأخيرة لفضح خلفيات هذا الرجس وهذا الخزي على رأي كثير من الأئمة.
دعنا نعود إلى الانفتاح في المملكة على الغرب: إنها مغامرة أخرى، زج برجال الدين الموظفين في تحليلها وإجازتها هم نفسهم من كانوا قد حرموها سابقا! إنها لعبة الورق! أرشم!: البيلوط! التي ستصبح عما قريب "رياضة ذهنية" كما قيل، لها دورات ومنافسات وطنية في المملكة وجوائز بمليون ريال تنتهي بكأس! وهي التي كانت ممنوعة سابقا باعتبارها مدخلال للقمار ومضيعة للوقت! لا أتحدث عن قاعات السينما وعن مشروع البحر الأحمر "الترفهي" وقيادة المرأة للسيارة، التي لم يكن أحد يحلم بها!
تحولات سريعة بـ 360 درجة! وهذا كله رغبة في التماهي مع الغرب الأمريكي وحليفها في المنطقة.. المعادي لإيران!
إنه الدوران حول الذات كما يفعل الذئب حين لا يجد ما يفعل، يلعب مع ذيله محاولة منه للقبض على ذيله، وحين يعضه، يعوي، ويهرب بعيدا كأن ذئبا آخر عضه!


0 Comments:

Post a Comment

<< Home