Monday, April 24, 2017

..لا "لتفويط" الفرصة ..




..لا "لتفويط" الفرصة ..
كما كان متوقعا، كان المصلون يوم الجمعة على موعد مع دعوة عامة وحشد جماهيري للانتخابات التشريعية! خطب تدعو إلى حب الوطن، وحب الوطن يعني المشاركة وترك المقاطعة لأن المقاطعة "إثم" وإثما أكبر من نفعها!!: "إثم"، بهذا التعبير! إثم يحاسب عليه المؤمن، لأنه أخل بواجب شرعي! وليس مجرد "حق"! والفرق شاسع بين الواجب والواجب الشرعي والحق، والحق الشرعي! لكن في الخطب، دخل الكل في الكل: كيفكيف!
صحيح أن خطب الجمعة والخطاب المنبري، ينبغي أن يهتم بالمواطنة والمواطن ويدعو إلى حب الوطن لأن هذا من واجب الدعاة والأئمة والسياسيين والإعلام، وبقية الناس على عمومهم! هذا واجب نعم وليس مجرد حق!، لكن الخشية، كل الخشية هو الانحراف في اتجاه "التوجيه" نحو خلق مفاهيم مغلوطة، مرتبكة أصلا عند الكثير، وتدخل الشك في اليقين وتخرج اليقين من الشك! فكيف يمكن تسويق فكرة أن "المقاطعة إثم"!، ولو أننا ضد المقاطعة أصلا، وضد الكرسي الشاغر، لأن من يفرغ مكانا، يأتي من يشرعه مجانا! وهذا للأسف ما يحدث في غياب قواعد النزاهة والنظافة في الترشح والعمل السياسي عندنا .. وعن الآخرين عامة!، لكن من شأن هذا أن نغالط ونغلّط المواطن سياسيا وخاصة في دينه الذي يغير عليه أيما غيرة! عندما نقول له بأن المقاطعة "إثم" يحاسب عليه المؤمن غدا يوم القيامة، باعتباره "كتمانا للشهادة"! هكذا، قيل في الخطب! الإثم من باب كتمان الشهادة ("..ومن يكتمها، فإنه آثم قلبه".. الآية)! هذا عمل غير أخلاقي في المساجد التي تنشر الأخلاق وتحارب الكذب والتزوير! الامتناع عن التصويت هو أصلا موقف واختيار وحق وليس واجبا ولا ممنوعا! إنه مثل اختيار بطاقة بيضاء! فعندما يطلب منك خيارين لا ثالث لهما وأنت لا تريد أية اختيار منهما (الإعدام شنقا أو رميا بالرصاص مثلا)، فماذا ستختار! طبعا المقاطعة، أي أن لا ترد وتصمت! لأنه عندك سيان! نفس الأمر هنا، إلا أنه كان ينبغي حث الناس على الحفاظ على وحدة البلد والأمة والتخلق بأخلاق الدين في حب الأوطان! لكن حب الأوطان، ليس دائما في إجبار الناس على الانتخاب وإلا عدنا إلا أيام الحزب الواحد! من لا ينتخب..عدو للوطن وخائن! ونكون قد عدنا إلى التخوين المسبق لكل موقف سياسي معارض ومنه المقاطعة التي لا نحبذها..بل نطالب الجميع بالمشاركة.
لم أعرف كيف حدث، ولكنه هكذا كان الحدث!: الناس تالف لهم "الراي" ولا يعرفون على من "يصوّطون"! إنهم يحملون الـ"مطارق" والخيزرانات والعصي، ويطالبون "بحقهم" و"واجبهم" في "تصويط" بعض المرشحين! آخرون يمنعوهم قبل أن تمنعهم الشرطة من الوصول إلى المرشحين الذين كانوا يحملون عليهم حملة "شعواوة" ويخفونهم من "عوْعاوة" وعلى البلد، الذي لولا "بهم"،  لراحت في "ستين داهية" (حزب) ولولا.."الهم"، لما كانوا "هم"،ولما كنا نحن..وهُم! لكن الكثير منهم كان يطالب "بحق التصويط"، لأنهم يعرفون كثيرا منهم ماذا فعلوا وماذا أخذوا وماذا ملكوا وكيف كسبوا، وأين رسبوا، وكم حسبوا،  ولمن نسبوا، وكيف ترشحوا في الشوارع بعدما تمسحوا بالكوارع! عندها خاطبهم إمام من فوق عمارة لم توع بعد سكناتها وهذا في مكبر صوت: الله أكبر! ما قلناش لكم صوْطوا،..قلنا لكم "صوْتوا".."! تظاهر الجميع بعدم الفهم وراحوا "يْصُوطِيوْ" الضو! ثم بدؤوا ينقزوا، "يْصوطيوْ" من مكان لمكان، إلى أن وصلوا إليه فوجدوه..مرشحا!..فرشَحوه بالماء الموحل! لقوله لهم "كل إناء بما فيه يُرشّح"!
وأفيق مع نهاية الخطبة: آآآمين!


0 Comments:

Post a Comment

<< Home