Saturday, December 31, 2016

كل عام وأنتم "عوام"!

كل عام وأنتم "عوام"!



لست أدري كيف ستحل علينا سنة 2017، وكيف ستنتهي، إنما نعلم أنها ستكون سنة كغيرها ليست كمثلها شيء! التشريعيات على الأبواب والغلاء وفراغ الجيوب ينذر بسنة عسر حتى لو ارتفع سعر النفط إلى ما فوق الخمسين دولارا! فنحن نعرف أنه في دولتنا، الشيء إذا ارتفع، لن ينخفض بعده أبدا حتى ولو انخفض سعر هذه المادة أو تلك في الأسواق العالمية! فأسعارنا كشعار داعش قبل الانحصار: باقية وتتمدد!
نمت على هرج ومرج الأحزاب وهي تتهيأ وتتحضر لخوض حرب باردة من أجل الاحتفاظ بالألقاب والكراسي والمواقع حتى لو غير المواقف، لأجد نفسي ألتقي بعدة قيادات سابقة لأحزاب لاحقة! قلت "لعمار غولن": تركت حمس وبحثت عن تاج يجعل منك ملكا، فماذا بعد أن أصبحت سيناطورا منزوع الصلاحيات، و"المناذلون" قد بدأوا في حملة بحث عن مواقع جديدة في أحزاب أخرى أكثر ثقلا وضمانا لكراسي شاغرة؟ قال لي: الحزب باقي ويتمدد! قلت له: علاه أنتم داعش؟ يبدو لي أن الحزب باق ويتبدد! قال لي: باق ويتعدد! قلت له: يتعدد، معناه يتبدد! فالانقسامات والاستقالات والانسحابات والانتقالات تبدد الحزب حينما تقسمه! أنتم فيما أرى كنادي رياضي لم يتمكن من الصعود حتى للقسم الشرفي، وكنتم تمنون مناضليكم من خلال رضا الرئيس عنك يوم كنت مرضيا عنك قبل أن تنتهي من السياحة إلى غرفة الشيوخ! فهرب عنكم لاعبوكم ليلتحقوا بنوادي تدفع أحسن والترقية فيها أكثر ضمانا واحتمالا! قال لي: لا أحد يضمن لأحد الصعود! فأنا لم أضمنها لنفسي فكيف لي أن أضمنها لغيري! تركته ورحت أبحث عن عمار الثاني الذي هو المستقيل من أمانة جبهة التحرير: قلت له: يا عمار، ما بك مريض وفي حالة ميئوس منها! لا تقلق ولا تحزن! قال لي: لقد مسنا وأهلنا الضر! قلت له: صبرا يا آل ياسر فإن موعدكم الجنة! قال لي فرحا: هل تضمن لي الجنة؟ من تكون؟ قلت له: لم أضمنها حتى لنفسي أضمنها لك؟ قال لي: أو لم تقل لي "مصيركم الجنة"! قلت له: أنا أتحدث عن عمار بن ياسر وليس عن عمار يزلي ولا عن عمار غول ولا عن عمار سعداني! فهؤلاء لا أحد يضمن لهم الجنة! قال لي: لماذا؟ لقد "جبت" حجة قبل أشهر، وأنا على طهارة منذ عودتي، لم أرفت ولم أفسق ولم أحرم ما حل الله ولم أحلل ما حرم الله! قلت له: زاهدة دخلت النار بسبب هرة، فلا تضمن نفسك شيئا! قال لي: بلخادم طلبت منه أن يسامحني من خلال الأمين العام الجديد وقد وعدني أن سيسامحني ولو أنه لم يفعل بعد، وأرجو أن يسامحني قبل أن أهلك! قلت له: ولويزة حنون؟ ماذا قلت فيها ولم تطلب منها الصفح ولم تعتذر ولم تسامحك فيما يبدو! قال لي متنرفزا: تسامح وإلا ما تسامحش ماعندي ما نخلا بها! هذه العجوز، ربي قاع ما يستعرفش بها لأنها هي ما تستعرفش به! قلت له: اتق الله يا رجل! هلا شققت عن قلبها! قال لي: شققت على كلبها، فوجدت أنه عندها كلب دوار، باطار، يهر، ينبح ويعض! هذيك ربي يشويها غدا يوم القيامة! قلت لها: هذا تكفير يا الحاج عمار، المرأة مسكينة لم تقل شيئا قبيحا، أنت من قلت فيها كلاما جريحا! أنت من تطلب منها الاعتذار والصفح وإلا سوف تتبعك إلى الجنة إن كنت فيها وأرجو من الله أن نكون منها جميعا ولو أنني وأنت وغيرنا، بعيدين عنها اليوم لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم! علينا جميعا أن نتوب ونستغفر ونطلب الصفح في نهاية هذه السنة لأن السنة 2017، قد لا نصل إلى نهايتها! قال لي: لماذا هذا التشاؤم؟ قلت له: لأنك مريض! وولد عباس قال ذلك وقال بأنه هو من كشف عنك وأوصاك بالراحة والتشميس لأنك مريض! قال لي: أنت اللي راك مريض وهو كذلك! وإذا كنت مريض، فشكون اللي مش مريض في هذا البلاد؟ البلاد هذه اللي ما يمرضش فيها، غير يروح يشوف الطبيب! قلت له: وأيضا عليك أن تطلب العفو من الله وتستسمح الجنرال توفيق! لقد أهنته والله! لقد مسحت فيه الخدمي على كل الخدايم اللي داروها الآخرون! علاش هذا التطاول على شخصية وطنية كانت هي "رب دزاير" وكنت أنت لا ريب لا شيء في الجزائر! كان بإمكانه أن يمحيك وأن ينسفك من الأرض نسفا بمجرد مكالمة أو "أس أم أس"، لكنه لم يفعل، معنى هذا، أنه ليس كما تقول وكما تدعي! قال لي: توفيق أنت لا تعرفه! قلت له: وأنت تعرفه؟ هو يعرفك أحسن ما تعرفه أنت على نفسك، ولو أراد أن يخرج الملفات لكشفت لك عن ساق! قال لي: واش جيت تدير عندي؟ جئت تطلب نارا أم جئت تشعل الدارا نارا؟ قلت له: ما جيتش نبات وأنا مانيش أمرؤ القيس يا عم! أنا جئت لأطمئن عليك بعد الوعكة الصحية التي ألمت بك ولأطمئن عن الحزب من بعدك! فالحزب هو إرث كل الشعب حتى ولو أن مجموعة من أصحاب الشكارة والمصالح قد استولت على أرتاجه منذ سنوات، منذ رحيل الزعيم الكبير مهري! هذا الرجل العظيم الذي أسقطتموها من خلال "المؤامرة العلمية" على تعبير الأخ حجار ذكره الله بالخير! أعتقد أنه بعد أن رحل، ندمتم كلكم أو على الأل ندم من كان في قلبه الخير وحب للوطن! جعلتم منه خائنا لأنه دعا إلى سانتيجيدو، وأرغمتم على أن تقبلوا بقرارات جانت إيجيديو في الجزائر في الأخير وخسرتم كثيرا من الموت والجهد والأرواح! ولو قبلتم برأي حكماء سانتجيديو لكنتم الآن أحسن حالا مما هي عليه الأحوال!
تركته وذهبت لأسلم على الجنرال توفيق! لم يقبل أن يخوض في الحديث حول السياسية لأنه منضبط وصارم في مسألة الرضوخ للقوانين وخاصة قانون التحفظ لكن قال لي شيئا مهما: البلاد على كفة عفريت! قلت له: من هو هذا العفريت! يأكل اللحم أم يأكل الفريت؟ قال لي: يأكلك أنت وأنا لحما أخضر، حي، سواء طيبوك، قلاوك أو تشويت! قلت له: فرنسا؟ قال لي: فرنسا مش عفريت، فرنسا غير "غوفريت"! قلت له: الماريكان؟ قال لي: الماريكان غير "بسكويت"، قلت له: الروس؟ قال لي: الروس " أومليت" قلت له: من رحمك الله، نورنا وأدعو الله لك أن يتوب علينا وعليك: قال لي: إسرائيل يا وجه الكروفيت!

وأفيق وأنا أنظر إلى المرآة أبحث عن سبب هذا الوصف فوجدت وجهي محمرا وقد نبت في لحيتي شعيرات حمراء طويلة تصل إلى تحت الذقن..كل هذا من فرط نسيان ذقني لكثرة ما سمعت الحكومة تسخر من ذقون الناس!

نوفمبر 2016

0 Comments:

Post a Comment

<< Home