Sunday, May 08, 2016

إرهاب المفاهيم



منامات
عمار يزلي

إرهاب المفاهيم

عندما يتحدث "مساهل" بسهولة عن دعم الأسد ضد الإرهاب، فنحن في الواقع حيرى من كلمة إرهاب هذه التي صارت كالعلكة الأمركية تلهو بها أالأفواه والشداق بكل أريحية، لأن المشبه به هو "مسلم"!. فلقد صرنا هذه السنوات الأخيرة، نعيش على وقع "تفجيرات انتحارية" مفاهيمة! مفاهيم قاتلة متفجرة، لا يتحكم فيها أحد، مع ذلك يريدون أن يركبوها على واحد فقط عنوانه الإلكتروني "إسلام ـ كم"!. يأتي هذا التصنيف حتى من داخل الجلد المسمى "محمدي"! أشخاص يسمونهم "محمد" وهم ألذ الأعداء لمحمد ولدين محمد.
 نظمنا ملتقيات وطنية ودولية وحضرت كثيرا منها، كان عنوانه وموضوعه حول، ومنها ملتقى دوليا رسميا حضرته قبل سنوات حضره الرئيس بوتفليقة الذي يحضر للعهدة الثانية وخطب فيه وكان شعار الملتقى"السابقة الجزائرية"، والذي مفاده أننا كنا "نحن السابقين وأنتم إن شاء الله اللاحقون"..وقد لحق بنا بطبيعة الحال الكثير ممن كانوا في مأمن ومكمن..حتى أمريكا المتهمة أصلا بالإرهاب..وكأن المثل القائل :كما تدين تدان، صار "قاعدة"، وبن لادن وداعش هو دينها وديدانها.
الإرهاب!..دعوني أنا الذي لا أكتب إلا نائما أكتب وأصيح لأول مرة وأنا صاح..يا صاح: ما معنى الإرهاب؟..ومن هو الإرهابي؟..
أول تعريف قديم (عندنا على الأقل في الجزائر)، هو ذلك التعريف الذي قدمته المحكمة العسكرية التي حاكمت العربي بن مهيدي وصحافيوها الذين كانوا يعزفون على نفس الوتر والذي جاء في شكل سؤال ردا على سؤال: أنت إرهابي!!
ـ بن مهيدي:..!!أنا بدوري أسألكم:ما معنى كلمة "إرهابي"؟
ـ المحقق (الأعور):إني أراك تستهزئ بنا قليلا!!
ـ بن مهيدي:..أنت لا ترى شيئا..ثم أني لا أستهزئ قليلا..بل كثيرا..!!
المحقق: أجب على السؤال..
بن مهيدي:..بل أنتم الذين عليكم أن تجيبوا على سؤالي: ما معنى "طيرو"؟.. "إرهابي"؟
ـ المحقق(الأصم):هو كل شخص يحمل خنجرا أو مسدسا، يخفيهما في قفة ليقتل بها الأبرياء!!
ـ بن مهيدي:..إذن..أعطونا دباباتكم وطائراتكم..وسنتوقف ساعتها عن استعمال الخناجر والمسدسات!
 (هذا التعريف، بالمناسبة، قال لي عنه المجاهد "ياسف سعيد" في باريس، أنه هو من لقن هذا التعريف لبن مهيدي!)
هذا سيناريو..قديم..قدم تعريفين مختلفين لكلمة "الإرهاب"، وأعتقد أن نفس الميزان لا يزال صالحا ومعمولا به في تعريف الإرهاب..(واسألوا "النتن ياهو" وسلفه شارون..وبوش من جهة..واسألوا كل فلسطيني ومسلم وعربي..وإنسان إنساني يختزن في قلبه لحمة!)
التعريف القديم الجديد (في الجزائر طبعا) كان تعريف "علي بن حاج" في رسالته لزيتوني الجيا:"أنتم إرهابيون..حقيقة.. ويجب ألا يحز في أنفسكم هذا النعت..فليس الطاغوت من أسماكم إرهابيين..بل الله!!"..وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم".
بالمقابل، هناك تعاريف أخرى: مجموعة الاستئصال الديني واللغوي والثقافي والحضاري، يعرفون الإرهاب على أنه: كل لحية طالت..وكل بسملة قامت..وكل حمدلة حامت..وكل حركة لسان عربي لامت..!! فيما يرى نتن ياهو وبوش والسيسي، وجنودهم أن الإرهابي كل من أبى وعصى..وتمرد وخرج عن الطاعة وكفى!!
أمام هذا القاموس الذي لا يقف على قرار..وهذه "التخاريف" التي لا تقوم على جوار..كيف نعرف الإرهاب في مطلقه؟
أعتقد واثقا أنه لن يوجد تعريف موحد لهذا النعت..تماما كما لن يوجد تعريف موحد لمعايير أساسها الاختلاف والتمايز في المواقف والمصالح والانتماء..وعليه أعرف الإرهاب بما يحلو لي وليذهب من قال غير ذلك إلى الجحيم (إن وجد مكانا فارغا):الإرهابي، هو من لا رحمة في قلبه..ولا خوف من ربه..سواء كان في السلطة..أو في الكازما أو في بيت أمه!!
واتركوني أنام!



0 Comments:

Post a Comment

<< Home