Sunday, May 08, 2016

"رخس" السياقة



منامات


"رخس" السياقة

عمود لم تنشره الشروق اليومي ليوم الأحد 8 ماي 2016
 

كلما "زيرت" القوانين، كلما دفعنا إلى التزوير واستعمال "التصوير"! قانون الفعل ورد الفعل الفيزيائي يعمل حتى في حقل المرور!
التقارير حول فساد عمل بعض الأجهزة الأمنية ولجان سحب رخص السياقة، لا تصف إلا ما ظهر! أما ما بطن، فعلمه عند الله.
عندما تتحدث وزارة النقل عن تقرير أسود في هذا المجال، وعندما يتحدث اللواء الهامل عن المشكلة بكل أسف، نعرف أن المسألة لم تعد مجرد "حوادث عرضية" بل هو عمل ممنهج صار البعض يسترزق منه! تماما مثل ما يسترزق بعض المسئولين المحليين والمركزيين في خلق مشاريع فقط من أجل "هتك المال العام لأجل الاستفادة الشخصية.
الكل يلاحظ أن سحب رخص السياقة، الذي كان الهدف منه إيقاف جنون القيادة وتهور السائقين للحفاظ على سلامة المرور وأرواح الناس، للأسف صار مطية للابتزاز! أعرف شخصا سحبت منه الرخصة وهو صاحب مشروع استثماري صغير، كان يهم بالإقلاع، بل كان يسير يناور إلى الخلف قبل الإقلاع! عندما أوقفه شرطي ليسحب منه الرخصة بدعوى أنه لم يكن يضع الحزام! الرجل منحته اللجنة شهرين! بعد الطعن! يقول لي أنه اشتغل "صحفيا" طيلة مدة الانتظار وكان كلما خرج واحد سأله "ماذا فعلوا بك"! أحدهم قال له: أنا حرقت "سانس آنتيردي"..قالوا لي مر إلى الدائرة مساء لاستعادة الرخصة!" ولكنه أكد له أن عنده "معريفة"! المضحك المبكي في هذه الواقعة، أن الشرطة سحبت من شيخ في الستين الرخصة شهرا كاملا! لماذا؟ وكيف؟ هل تريدون أن تعرفوا ماذا حدث؟ المسألة في غاية الابتذال والنذالة! الشيخ المسكين، توقفت به سيارته عند "باراج" شرطة! الشرطة ـ كثر الله خيرهم المساكين ـ ساعدوه على إقلاع سيارته من جديد، "فدمَروه"، وأقلعت السيارة، والحمد لله! لكن، نفس عناصر البراج من الشرطة الذين كانوا "يدمرون" به السيارة، هم من أوقفوه فور إقلاعه، ليقولوا له: "ماراكش داير الحزامة..روتري!" وسحبت منه الرخصة شهرا!. آخر يحلف لنفس الصديق الذي لا يزال معاقبا على حزام أمن لم يضعه لأنه كان في حالة مناورة باتجاه الخلف! أنه كان يضع الحزام، وأن نفس البراج قد أوقفه شرطي فيه، ليقول له أنك وضعت الحزام فقط لما رأيت البراج! وكأنه يقرأ في نيته! مع أنه كان يضع الحزام قبل ذلك وليس بعد أن شاهد البراج! لكن يقول له: هل أقول هذا للجنة.؟ هل أكذًب الشرطي لتصدقني اللجنة ؟ مستحيل!
حكايات من هذا النوع كثيرة وكثيرة جدا.
نمت على الأسى، لأجد نفسي أسوق حمارا! أول ما قاله لي الشرطي في براج للدرك: الرادار ضبطك وأنت تتجاوز السرعة القانونية! أعطني أوراق الحمار! قلت له: هاهي بطاقة التعريف الوطنية بيومتريك نتاعه.. والبيرمي ولا كارت غريز! قال لي: وين هي لافينيات؟ قلت له: ما عنديش..هذا يمشي بسير غاز؟ القانون الجديد يعفي سيرغاز من لافنيات! قال لي: شحال من شوفو..هذا الحمار؟ قلت له: نص بغل! قال لي: راه عندك بروصي! قلت له: نتفاهموا! قال لي: 2000 دينار! قلت له: هذا الحمار أنا شاريه بـ2000 دينار! هاك ديه..! ركبه في "الفيطو" وديه الله يسهل!
غضب الشرطي مني فضرب الحمار بلكمة للوجه، كان يود أن يوجهها لوجهي، ويرفع الحمار رجله الخلفية، نهق وأرعد من خلف، وركل الشرطي في حجره ركلة وحشية!: هاك لاصورانس!
وأفيق وقد ركلت زوجتي في وجهها بعدما وجت نفسي نائما بالاتجاه "المشاكس"!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home