شوارب..قطط

شوارب.. قطط!
وقفت أتأمل كلب الدار وقطتي البيضاء ذات العينين
المختلفتي اللون! كما أتأمل أي شخص عادي..! فمنذ مدة لاحظت على الكلب
"ماركو" وعلى القطة" مينات"..نوعا من التغير السلوكي! قلت:
لعل الظروف التي تمر بها البلاد والعباد.. والعالم.. والانتخابات واقتصاد
السوق والتطور التكنولوجي غير
المنظم..يكون قد أثر عليها سلبا! وفكرت في عرضهما على أخصائي حيواني نفساني! فلم
أجد مختصا واحدا! وفكرت في أن أكون أنا هذا الأخصائي! خاصة وأن الكلب، كلبي،
والقطة، قطتي.. والسيرك سيركي!..والحيوانات هي شغلي!..
لهذا رحت أقترب منها أكثر وأكثر وأتعامل معها بطريقة
أخرى، توحي بأني أتودد إليها لأفهمها..وأفهم لغتها وسلوكها!
ولم تمض أيام قليلة على هذا التعامل الجديد الذي كان
يتطلب مني 5 ساعات يوميا..حتى كنت أدخل مدونة الكلاب والقطط! .. ولأول مرة تمكنت
من فتح شفرة التعامل اللغوي مع "ماركو" و"ومينات"!
أول "من" تمكنت من الدخول إلى مدونه اللغوية
والنفسية.. هو الكلب ماركو!.. وهو كلب من نوع "سطاف أمريكي"!..قلت له:
ماركو..! أراك تنام نهارا وتستيقظ ليلا!
أنت مثل شبابنا في رمضان: يقومون "بقيام النهار" ..نياما..ولا ينامون
ليلا!..أوليست الكلاب خلقت للحراسة ليلا؟..قال لي: لقد وضعت كاميرات مراقبة في كل
مكان من الدار..فلماذا أتعب نفسي أنا بالحراسة؟..قلت له: لكن لماذا لا تعمل؟.. هذا
عملك؟..قال لي: الآلات والتكنولوجيا قد سرحت العمال والكلاب.. ودفعت الملايين إلى
البطالة..وأنا واحد منهم! دفعتني أنت إلى البطالة!..قلت له: ولم تعد تنبح لا في
الحي ولا في الميت! لا في صاحب الدار ولا في الغريب! قال لي: النباح صار
بفلوس!..مانبغيش نخسر les unités..اللي عندي! ما
كانش اللي يفليكسيلي!..نبحة ..زوج.. وخلاص!..نبحة أس أم آس..! كلش صار غالي وبفلوس..!
إذا أردت أن أنبح..! أدفع! قلت له: ماذا أدفع لك؟.. قال لي: سطاف أمريكي.وياكل
الخبز بالحليب؟..علاه أنا كلب عندك؟..
تركته وسألت القطة "مينات".. وأنت يا
"مينات"..ما بك صرت كسلانة...وقد كنت تصطادين الفئران وتلعبين بها دون
أن تأكليها؟..قالت لي: صرتم تستعملون المبيدات والسموم..المضادة
للجرذان..والفئران..ولا أريد أن أتسمم أنا بدوري في اصطيادها..! لقد ماتت عدة قطط
في محاولة اصطياد جرد مسموم..! تسممت معه وماتت.. فقررنا أن نضرب عن صيد
الجرذان..بل وتحالف بعضنا معها..ووقعنا اتفاقية "سلم الجرذان"...!قلت
لها:كنت تلعبين بكرة الصوف واليوم أراك قد توقفت عن اللعب الممتع الذي كنا نتابعه
ونضحك من طريقة لعبك وتصرفاتك..!ّ كنت رائعة! قالت: الناس تلعب بالبلاي
ستايشن..والأي باد..والأي فون...وأنا نلعب بكرة الصوف؟..قلت لها: كنت تنطين
وتنامين في فراشي .. واليوم تنامين قبالة التلفاز..ماذا جرى؟.. قالت لي: صرت تشخر
كثيرا وأنا لا أحب الشخير! قلت لها: أنا كنت أحب شخيرك فأنام على صوتك..واليوم صرت
تهربين من شخيري؟..لم أعد أفهمك يا قطتي...قط...ولا فأر!..قال لي: نحن من لم يعد
يفهم ما يقوم به الناس من حولنا..صاروا لا يعرفون ماذا يفعلون..ونحن أيضا بدورنا
تأثرنا بهم ومعهم...فلا نعرف ماذا نفعل وإلى أي وجهة نتجه! نخشى كل ما نخشاه أن
نتحول إلى بشر! والعياذ بالله!
وأفيق من نومي.. والقطة إلى جواري...تلعب بشواربي!
(هذا لاش ولاو الشوارب يصلحوا...! غير للعب القطط!).
0 Comments:
Post a Comment
<< Home