مرض الأرض

مرض الأرض

وجدت نفسي أعيش حالة مرض لم أعرفه من قبل..مرض عام، لا هو بالوباء ولا هو بالنفسي ولا هو "مسي"!..حالة من الاحتقان و"التممرمض" و"التمدمر" والابتذال الشخصي المعمم و"التبهدل" الفكري المقنن و"التبضرم" السياسي المكمم والاستخفاف الثقافي غير المتعلم..حالة من التوهم والحقيقة الوهمية و"التوحم"! حالة عجز الأطباء عن تفسيرها وتشخصيها لأنهم هم أنفسهم يعيشونها ولا يفهمونا!

أمام هذه الحالة المرضية التي لم تعد ترضي أحدا، وجدت نفسي أعيش حلما في شكل رؤيا منامية حية (صادف ذلك يوم الإسراء والمعراج! ربما تأثرا بهذا اليوم العظيم!)..وجدت نفسي أحضر مرض الكرة الأرضية برمتها! بقاراتها الستة!..مرض عضال غير مفهوم..عجز أطباؤها عن علاجه، بل عن تشخيصه! حتى هاشمي "الحقيقة" قال لهم الحقيقة وهي أنه "كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر"!..

مرضت الكرة الأرضية، ولم تجد طبيبا واحد على الأرض يشفها أو يفسر لها سبب هذا المرض! مما جعلها تعرض نفسها على  الطبيب الأجنبي "كوكب المريخ"، الذي ما إن كشف عنها، حتى قال لها: يجب أن أفحصك بالأشعة! أنت تعانين من وعكة صحية خطيرة قد تستدعي عملية جراحية مستعجلة!..لكن السعر غال ومرتفع! فوافقت الأرض على دفع الثمن مهما كان! حتى وإنها كانت تعرف أن "الضمان الاجتماعي" لا يرد من فاتورة الأشعة والتحاليل إلا 10 في المائة من سعر سوق الطب!

عرض المريخ الكرة الأرضية على الشمس، فظهرت صورتها على وجه القمر! أخذ المريخ  "الراديو" (القمر)،  وبدأ يفحصه أمام الأرض وهو يقول لها: راكي تشوفي هذا les taches noirsـ وهذا الحفر البيضاء؟..أنت راكي في خطر! ..راه عندك les algériens  في الكلاوي!

وأفيق من نومي وكلانا ، أنا وزوجتي نتوجع من الكلا بعد ماء تافه يوزع علينا في قارورات تباع بالســ(و)م الغالي!