Saturday, December 12, 2015

الإسراف في الصرف




الإسراف في الصرف!

تعجبت من مضمون إجابة عبد الرحمن عاشور، أكثر مما تعجبت من حجم المال المختلس من البنك الوطني! فلقد قال حسب رواية الشروق.. أنه لم يختلس المبلغ المذكور الذي هو 2100 مليار سنتيم..وإنما هو عرق جبينه!
ووجدت نفسي أختلس أكثر من هذا المبلغ مرتين!..وبعرق جبيني! مادام التعب شرط من شروط السرقة لتصبح "حلالا طيبا"!..وقد اتبعت في ذلك سيرة سارق صغير..ليس بحجم عاشور..الذي دأب على مراقبة العجائز اللواتي يخرجن من البريد بعد تسلم رواتبهن الشهرة للتقاعد..ليقتنص منهن تعب سنين وانتظار شهر!. المشكل، أنه لم يكن وفقط يأخذ منهن رزقهن الحلال.. بل يضربهن حتى يدميهن! إحدى العجائز التي تعودت على أن تسلم راتبها الشهري  للسارق..دون عناء منه..وكأنه هو من عمل طوال السنيين.. ومن تعب وانتظر حتى يصير في هذا السن، ليحصل على هذه المبلغ الذي لا يكفي حتى لتلبية حاجة الدواء كل شهر..بل أنه لم يتعب حتى في استخراجه من شبابيك البريد..وانتظار الدور والوقوف في الطابور.. وانتظار ساعات أحيانا حتى يعود الموظف أو يعود الكمبوتري إلى العمل...بل يجد المبلغ جاهزا عند بوابة البريد.. فيأخذه باردا! ..لا بل ساخنا!...ذلك أن تعود أن يضرب الضحية بعد نهبها...!إحدى العجائز..منهن والمتعودة على هذا التصرف في الصرف ، قررت مرة لما رأته قادما نحوها أن تسلمه المبلغ وتتجنب عناء الضرب..فأعطته الأمانة كما هي حتى قبل أن يطلبها منها.. أخذها.. ولكنه لم يستغن عن ضربها ضربا مبرحا.. فسألته: لقد أعطيتك المبلغ فلماذا تضربني؟.قال لها: أريد أن آخذه بعرق جبيني!..
عملت بما عمل به هذا السارق "العامل"..ونهبت ضعف مبلغ عبد الرحمن عاشور..وقمت بإحراق البنك بما فيه ومن فيه.. أو بالأحرى بما بقي فيه.. أو لنكون أكثر دقة.. "بما لم يبق فيه"!..حتى أمحي كل الآثار.. وحتى أشعر بأني تعبت في سحب هذا المال كله..! فلقد كلفتني هذه العملية عرقين اثنين: عرقا باردا وعرقا ساخنا!: عرقا باردا لأني لم أشعر بأية قطرة عرق تتصبب من جبيني.. ولم يحمر لا وجهي ولا وجنتي..خجلا ولا وجلا!..فأنا متيقن من أني لم آخذ إلا حقي في الريع.. بعد أن أخذ كبار الناس منذ الاستقلال حصتهم من صندوق التضامن من فجر الاستقلال الأول... واستمروا إلى اليوم.. وأنجبوا تلامذة في غاية الوفاء لأسلافهم المنعمين.. الذين تنعموا في سويسرا بمال الشعب الذي راح يهدي ماله وذهب نسائه وثروته العائلية "للعائلة الثورية"...حبا في الاستقلال ونعيم الحرية.وعرقا ساخنا لأني تعمدت إحراق البنك وأنا فيه.. لكي أبدوا ضحية ليس فاعلا... ونجحت في ذلك..لأني كنت من بين الناجين القلائل...في حادث الحريق "غير العمدي" الذي تسببت فيه شرارة كهربائية...كثر الله خيرها!
وأنا الآن بخير والحمد لله.. ومترشح للنيابة...لكي أنوب على الجميع.. في سحب ما تبقى..من مال النفط...وأقول للشعب الذي أنوب عنه مستقبلا...: الله ينوب!
وأفيق من نومي وأنا أقول " الله ينوب .. الله ينوب! (وكانت زوجتي توقظني وتقول لي: أعطنا الدراهم باش نروحوا "نسرفوا"
11 أبريل 2012أنيأني 

0 Comments:

Post a Comment

<< Home