Saturday, December 12, 2015

أنا مير وأنت مير شكون يسوق الحمير؟




أنا مير.. وأنت مير..شكون يسوق الحمير؟

هذه المرة، سبقت "حملة" الأمطار الطوفانية، حملة الطواف الانتخابي لكسب جيب المواطن والدولة بالجلوس على عرش بلديات البلد المفلسة بفلوسها والفقيرة بغناها والبائسة برزقها، وبدت الحملة الانتخابية مجرد سحب صيفية لا تمطر ولا ترعد ولا تبرق.
وجاءت الأمطار الرعدية لتبرق وتغرق وتقطع السيول الطرق وتهدم الشقق، وهذا في عز الصراع على "تاميارت"، وحملة كسب ود الدولة والسلطة قبل كسب ود الشعب، لأن الأحزاب (في معركة الخندق)، تخندقت في صف السلطة لمعرفتها أن الشعب لا يضر ولا ينفع لعدة اعتبارات: أولها أنه ليس هناك أي اعتبار للشعب (خضرة فوق طعام)، ولأن الشعب نفسه "حشيشة طالبة معيشة"، ولأن الشعب يئس من ممثليه بعدما لاحظ طيلة 50 سنة من "الاستغلال" الوطني، أنه كان ودوما مجرد شماعة تعلق عليه أثواب المسئولين على خراب البلد، ودوما كان "الجفافة" التي يمسح المسئولون أحذيتهم عليها، وأيضا مجرد يافطة تعلق على باب طبيب فاشل يدعي أنه يداوي كل الأمراض وهو نفسه "المرض" بعينيه!
الإحصائيات التي توصلت إليه شخصيا تقول أن نسبة المشاركة في الترشح، تفوق نسبة المشاركة في الانتخاب! هذا بعدهما نحذف من قائمة المصوتين، قائمة المترشحين أنفسهم، على اعتبار أن المترشحين هم أيضا مصوتين: يصوتون على أنفسهم بطبيعة الحال!. هذا يعني أن نسبة من تقدموا بترشحهم لتاميارت، أكثر من المصوتين أنفسهم! والسبب واضح! الناس وهم كثر، يتهافتون على الترشح، لأن مصلحتهم المادية فيها، فيما لا يقبل الناس على الانتخاب، لأنهم يرون في المترشحين مجرد مصلحجية وباحثين عن الامتيازات والمال والعقار والصفقات والتجارة على حساب كل القيم وعلى حساب هذا "البغل" الذي يذهب ليقدم صوته لهذا "الحمار" الذي "سيتمير" فيما بعد عليه، ليصبح المواطن فيما بعد يردد المثل: أنا مير وأنت مير، شكون يسوق الحمير"؟
هكذا، لم يأخذ أحد في "الحملة الانتخابية" أحدا من الشعب في الاعتبار: فهو متعود على قناعة أن الدولة والسلطة هي من تنتخب من تريده أن ينتخب ـ برفع الياء ـ من خلال عمل "الإضارة" والتخياط قبل وأثناء وبعد التصويت، وليس الشعب ، الذي لا يلعب إلا دور "الكمبارس" في التمثيلية الانتخابية في كل وقت.. ومنذ عهد فرنسا "المجيد" وبن الكلب "نيجلن". فلم يتناول أحد مشاكل الشعب في "حملة المطر" والانجراف والسيول وانقطاع الطرقات وتحطم السكنات وضياع الممتلكات، ولم يتحدث أحد عن البطالة الباطلة فينا وعن الفساد وعن الظلم والحقرة البيروقراطية التي صارت السلطة تذمها قبل "ممثلي الشعب"، وكأن البلد كله سمن على عسل (هو الآخر يأكل ويغمس فيها من طرف المنتخبين من طرف ناخب لا ناقة له ولا جمل).
قبل أن أكمل البقية وتتمة المقال الذي كتبته وأنا نائم، أيقظتني رنه هاتف تقول لي: راني عارضك تنتخب علي نهار الخميس! كان أحدهم، لا أعرف "كمارته" إنما أعرف اسمه، وقد ترشح لتاميارت ولست أدري من هذا البغل الذي أعطاه رقم هاتفي!! (عرفت فيما بعد أنها زوجتي، لأنه ابن خال جد والديها!).
22/11/2012

0 Comments:

Post a Comment

<< Home