Saturday, December 12, 2015

إيمانا واحتسابا!




إيمانا و"حسابا"!

وجدت هذه السنة نفسي "أصوم" رمضان فعلا: إيمانا و"حسابا"!. أما إيمانا، فلأني  آمنت أنه لا إله  إلا الله وحده لا شريك له، ولولاه سبحانه،  لما سيرت دولة بحجم الجزائر بنفطها وأموالها المنهوبة من كل جهة في غياب حكومة بكاملها خلال هذا الشهر وقبله ومنذ فبركة النتائج المخبرية التشريعية.
آمنت أنه لولا الله سبحانه، لما كنا لنعيش طيلة هذه المدة. أما "حسابا"، فلأني لأول مرة أحسب اليوم بالدقيقة والدقيقة بالثواني، ليس لطول اليوم، الذي قدته بنحو 16 ساعة صوما! والحرارة التي لا تنزل عن الثلاثين درجة، بل للحسابات الدقيقة التي كنت أجريها يوميا لمداخلي ومخارجي! فلقد فاق غلاء هذه السنة كل السنوات السابقة، حتى خلت نفسي أني أعيش في زمن غير الزمن الذي نعيشه! كأني عائد من زمن " أصحاب الكهف"، رقيما سقيما عقيما، لا أعرف ماذا يحدث لجيبي ولا لمالي (ولا للنيجر!)! اللحم بـ 1300 دي ـ ناااار!. وقس عليه البقية التي خرجت عن القياس بكل المقاسات!.
تساءلت بيني وبين نفسي وأنا أحسب وأعيد الحساب كلما اشتري شيئا ويعاد لي الصرف أو يقال لي زد الصرف أو روح صرف أو ما عنديش الصرف، أو "وين راه المصروف". أتصرف بدون أن أفهم. وعندما أعود إلى البيت، أشرع في الحسابات، فلا أفهم، فأصبح لا أعرف الحساب ولا افهم أيضا!
وجدت نفسي أستهلك ماهية شهر في الأسبوع الأول من رمضان! وأنا لا أملك إلا ما اقتات به! لا ادخار ولا تأخير!حارس بلدي، عشت أيام الموت والنار بين الشعاب أحرس الشرطة والشرطة تحرس الدرك والدرك يحرس الجيش والجيش يحرس الشعب! حارسا للشعب من الشعب وبالشعب، والآن، بعد أن استغنوا عن خدماتي نتيجة إصابة قيل لي زورا وبهتانا أنها "بلعاني" لكي أستفيد من منحة "محنة" الجزائر التي لم تنته، لم يعد لي ما أستغني عنه سوى بطني وبطون أبنائي! خرجت قبل 2008، وليتني لم أفعل! فلعل الله يهدي من خلق ويعوضون للخلف عما عاناه السلف من "تسليف" لإكمال رأس الشهر! "مليون و"ميتين"!..ومازلنا حيين يا للي قلتوا ماتوا!.. لمن بقي منهم ما بعد ذلك: إبني هو من خلفني منذ 2007.
حسبت وآمنت.. وألان أنا أكردي لكي أصوم! كنا في السابق ، نصوم لكي نفطر، واليوم إننا نفطر لكي نصوم! وسيأتي الزمن الذي سنصوم فيه لكي لا نفطر! وهذا إن بقيت أمورنا معلقة هكذا على القضاء والقدر والإيمان وحده بأن الله وحده هو من يسير هذا البلد الذي "جامي" آمننا لا من جوع ولا من خوف.
عندما أفقت من غفوتي "الزوالية"، كانت الساعة ما زالت تشير إلى الواحدة زوالا! وكأن العقرب الأصغر لدغه العقرب الأكبر! لم يتحرك ساكنا (ولا بدون سكن)!. ما بنا صرنا نحسب النهار بالدقيقة في هذا الصيف الرمضاني المبارك؟.   
29/12/2012

0 Comments:

Post a Comment

<< Home