Saturday, December 12, 2015

كلنا وزراء !



كلنا وزراء!

وجدت بعد دراسة وتمحيص لواقعنا الاجتماعي، أننا كشعب مستقل منذ 50 سنة أننا نحتاج استقلالا أجدرـ بربح استقلالية أكبر ـ. توصلت إلى ذلك بعد أن لاحظت في البداية أننا كشعب متحضر، قائم بذاته، يمكنه أن يستغني عن "المهماز" و"السوط" و "العصا"، ويسير نفسه بنفسه من تلقاء نفسه، فلماذا لا نقتصد من أموالنا النفطية والعائدات الربوية لأموالنا في أمريكا التي تسيرها لنا مقابل فوائد. فالأجدر بنا أن نستثمرها هنا ، اللهم إلا إذا كنا قاصرين وأطفالا دون مستوى البلوغ وغير راشدين بحكومة غير راشدة؟!.كيف ذلك؟..بأن نعطي الحكومة بكاملها رئيسا ومرؤوسا عطلة غير مدفوعة لا الأجر ولا الثواب في هذا رمضان وما بعد ولمدة سنة كاملة ونجرب إذا ما تمكنا نحن أن نسير أنفسنا بأنفسنا بدون حكومة!..(ولن تكون هناك لا "حشومة" ولا هم يحزنون!).والدليل (أبو بكر).. أننا نسير مدة أشهر 7 وزارات بدون وزراء.(كما أنني أتذكر أننا في وقت الإضرابات القطاعية في الإعلام أيام الانفتاح المؤقت في التسعينات، قام كل صحفيي إحدى كبريات اليوميات بالفرنسية الحكومية بإضراب عن العمل لمدة 15 يوما! وماذا حصل أثناءها؟ هل توقفت الجريدة عن الصدور أم تغير شكلها أم مضمونها؟..أبدا! بقيت تصدر بنفس الشكل والمضمون وكأن شيئا لم يكن! السبب؟... السبب هو أنها كانت تعيش كلها على أخبار وكالات الأنباء ولا تحتاج لأي صحفي !!). فكما فعلنا مع الوزارات الأرامل، نستطيع أن نعيش يتامى وفي يسر بأن نوزع عائدات وزراء الحكومة على الشعب ولا نبقي إلا على شخص واحد هو رئيس الجمهورية ليكون لنا "أمغار" نعود إليه للاستشارة وأخذ  "البركة" ودعاوي الخير"!. ويكون الأمن والجيش هو ضامن أممنا وحرمة أرضنا وحرياتنا وأملاكنا. بهذا، نستطيع أن نتخلى عن البرلمان وعن الحكومة وعن ممثلي الحكومة في الولايات، ونترك البلديات والمحليات يسيرها شعبها من تلقاء أنفسهم بتنظيم عملية تسيير محلي.
هكذا بدا لي الأمر، ورحت أحظر مخططا لعرضه على الشعب للاستفتاء وعلى رئيس الجمهورية للإمضاء بدون أن يوصيني بها أحد ولا أن يطلب مني ذلك أحد! هذه فقط هكذا جاءتني من وحي مخي ومن تلقاء نفسي حبا في هذا الشعب الذي كثرت أمراضه واتسعت دائرة تضايقه من انتشار الفساد والظلم والحقرة ونحن نحتفل بخمسين سنة مرت على طرد الاحتلال الذي نطالب منه اليوم بالاعتذار، فيما يطالب الشعب الحكومات المستقلة منذ الاستقلال بالاعتذار للشعب!. هكذا، رحمة وشفقة على هذا الشعب، ورأفة بالمؤسسة الأمنية والعسكرية التي لولاها (وهو ليس من عملها ولا من أولوياتها)، لفقدنا الحكومة والشعب معا منذ مدة، فكرت في وضع نظام أكثر ديمقراطية وأكثر شعبية.
كان هذا في اعتقادي الأول، بعد أن لاحظت مدى التذمر الشعبي والسخط الشامل إزاء المسئولين السياسيين والإداريين، وقلت: ربما أن هذه المبادرة ستخرج البلاد من عنق الزجاجة، غير أني سأفاجأ بعدها بأن هذا "البهتان" قد يوصل صاحبه إلى أن يفني أيامه جالسا على "زجاجة"..
وأفيق من نومي على كابوس: الشعب كله يريد أن يكون رئيسا ووزيرا!
19/07/2012

0 Comments:

Post a Comment

<< Home