Saturday, December 12, 2015

جامبو العيد




جامبو العيد

تحضيرا للعيد، مررت على معرض الكتاب الدولي، لعلي أجد كبشا، "أشوي به غليلي". فقد سمعت أن معرض هذه السنة، سيكون أرقى وأسعار معروضاته ستكون في متناول الجميع، وأن كتاب الثورة سيكون حاضرا، وأن سيوجد فيه "كل ما هب ودب"! هكذا قرأت في صحيفة لا أتذكر عنوانها ..تذكرت فقط هذه العبارة: المعرض سيجمع "كل ما هب ودب"! مما جعلني أفكر أن الكباش، قد تكون حاضرة في المعرض الدولي للكتاب، باعتبارها تدخل منطقيا ضمن خانة "من دب".
بحث أولا عن "من هب"، فوجدت أنه "لم يهب شيء" فيه! بل على العكس، كان الجو حارا ورطبا في المعرض إلا درجة أن العارضين والمعروضين كانوا يلوحون بمراوح وكتب ومطويات! ولعل البعض اشترى كتبا رخيصة لهذه الوظيفة "الترويح عن النفس" هوائيا!. وعرفت أن المراوح التي انتشرت في المعرض إنما هي بسبب احتفالنا بخمسينية الاستقلال! فالاستعمار ابن الكلب، دخل الجزائر بعد حادث "المروحة"، وخرج بعد حادث "المروحية" (المروحية التي نقلت مفاوضي الولاية الرابعة مع ديغول، فيما تسمى قضية سي صالح وسي محمد ).
هكذا، لم أجد، بحسب الصحيفة  "من هب"! فقد كان الحرارة والرطوبة في غاية الارتفاع، مما زاد في نسبة إنتاج العرق والبحث عن الهواء خارج الأروقة. الحرائق في الجوار كانت سببا في ارتفاع الحرارة إلى نحو 35 درجة، وفي ارتفاع أسعار الكتب إلى 35 ضعف عن القدرة الشرائية للمواطن المستهلك (لكل شيء إلا للقراءة!).
هكذ، تركت "كل من هب" (لأنه لم يهب أحد.. ولا شيء أيضا!)، ورحت أبحث  عن "من دب" لعلي أجد كبشا مستوردا رخيص الثمن أعالج به وضعي المالي المتضعضع من جراء ثلاثة حروب أهلية متواصلة ، غير المنقطعة (النظير): حرب العطلة الصيفية، حرب رمضان، وحرب الدخول المدرسي، في انتظار الحرب الرابعة: حرب الكباش!
سألت عن جناح الكباش! فرد علي مستهزئا: جناح الكباش؟؟؟ واش ولاو الكباش عندكم يطيروا؟..(تركني ومضى!).. ورحت أبحث وابحث، اسأل ولا أحد يجيب، وإذا أجاب أحدهم، فلا داعي لكي أرد، حتى لا يتحول المعرض إلى حلبة مصارعة!
وفي الأخير، عرفت أنه لا وجود "لمن دب"، فعرفت أن الصحيفة قد لفقت الخبر لكي تدفع الناس إلى الحضور المكثف! هكذا تصورت، ولم أنو أبدا أن الكاتب خانته العبارة الصحفية وكتبها بهذه الطريقة دون أن يدرك معناها ولا وظيفتها ولا دلالتها. صدقت فعلا أن يكون المعرض الدولي للكتاب به جناح أو زريبة لبيع الخرفان... وكذبت نفسي أن يكون الصحافي لا يعرف ماذا يقول !
مع ذلك صدقته في الأخير..عندما رد علي شيخ سألته عن زريبة المواشي في المعرض وهو ينظر إلي مشفقا مشيرا إلى جناح لبيع كتب الطبخ: هذا العام العيد ولدي...غير بجامبو...! هاو هناك يتباع! اشري جامبو وأنوي.... والسلام!
27.9.2012

0 Comments:

Post a Comment

<< Home