مكارشة مشتركة

مكارشة مشتركة
وجدت نفسي رياضيا
"مكارشا" في الألعاب الأولمبية بلندن بعد أن استقبلت مكالمة هاتفيا من
العاصمة من طرف شخص أعرفه على صلة بلجنة التنظيم (بل هو وحده اللجنة)، يقول لي
فيها: راني رايح نحوس في بريطانيا لمدة شهر واش رايك
تجي معايا؟..قلت له: بصفة واش؟.قال لي: نديك مع الفريق الرياضي وهناك دبر راسك.
قلت له: وعلاش أنا؟؟ وعلاش ماتديوش واحد رياضي فعلا وفي المستوى؟.. قال لي: ما
كانش مستوى،راهم داين غير بني عمي بني عمك. وعلاه؟ هم خير منك؟ أنت خير منهم مائة
مرة، أنت على الأقل تجري مليح .. وبلا سباط! نعرفك مللي كنا نخونوا الزيتون
ونهربوا! تعقل عليها؟.. وهنا الإنجليز جايحين، والصينيون ماركة بيريمي..غير سلعة
طايوان! أروح تلعب، وإذا ما بغيتش، أحرق كما راهم بزاف غاديين يديروا..يرحم بوك
واش تقعد تدير في هذا البلاد! قلت له: وأنت واش غادي تدير ، تحرق؟..قال لي"
بيانسور، وعلاش راني رايح لو كان ما فيها حرقة ضامنة ودراهم بزاف على يدي.. أروح
والله غير تفرشك روحك! كلش كاين.. غير دير الكوراج!
وافقت طبعا، وفي أسبوع كل شيء
كان مقضيا: باسبور، فيزا، دوفيز! وكنا بعد يومين، في لندن في فندق فخم بعشرين مليون
سنتيم لليلة للشخص الواحد. أنا أخذت سويت بثلاثين مليون، ثم بعد يومين، فكرت جيدا
وطلبت من صديقي رئيس البعثة أن أغير الفندق بشرط أن يعطيني فلوسي كلها وأختار أنا
الفندق، ففعل وفعل نفس الشيء بعد أن وضحت له السبب: أنا وأنت نريد أن نحرق، فلماذا
نحرق أموالنا في فندق فخم ونحن نريد أن "نستثمرها" للبقاء هنا لأطول
مدة، نكون فيها جد محتاجين لمصاريف الإقامة والجري من أجل طلب اللجوء!
المفاجأة، هو أن كل الرياضيين
فيما عدا واحد، خرجوا للكراء في فنادق تافهة مثلي بعد أن أخذ هم الآخرون فلوسهم
كاملة. والنية كانت واضحة: لا مشاركة ولا حتى "مكارشة"، بل الحرقة
المشتركة!
الرياضي الوحيد الذي شارك في
سباق "المارطون"، لا يزالون إلى اليوم يبحثون عنه!: ماذا فعل؟؟..انطلق
جريا وعدوا بغير علم، تجاوز الروسي، ثم الصيني ثم الأمريكي، فالإثيوبي، ليجد لنفسه
يسبق الكوكبة المتصدرة للسباق، ثم يجد نفسه يسبق الجميع بعدة أمتار. خرج من الملعب
الأولمبي الذي انطلق منه السباق، وراح يجري ويجري ليغيب بعد فترة عن الأنظار. حتى
الحوامة لم تعد تتبعه، واختفى بشكل نهائي في الشوارع ثم براري المحافظة، قبل أن
يأتينا ونحن في فندق بعيد عن لندن نتابع عبر التلفزيون فريقنا الوطني المكارش الذي
حرق، خبر "العداء الجزائري في سباق المارطون والوحيد الذي دخل السباق، والذي قد
فقد (برج المراقبة) كل اتصال به!
وأفيق من نومي وأنا أخلط بين
نبأ طائرة ميغ سورية نظامية وقد فقد الاتصال بها، وبين فقدان الاتصال بالعداء
الجزائري الرهيب الذي حرق على المباشر وأنا أقول: هذا ما يكون غير
طيحوه..طيحوه!..الميم طا...الميم طا...
17/2/2012
0 Comments:
Post a Comment
<< Home