Saturday, September 29, 2007

ضرر "الإضارة"..


ضرر "الإضارة"..


عندما تقف أمام الإدارة العموميةـ تسمع العجب..ولا تكاد تصدق، حتى أنك لتتساءل إن كنا نمارس الصحافة عندنا

طبيعي..! ألاف الأحداث الصغيرة والكبيرة هنا وهنا وفي كل مكان.. نمر عليها، ممسين مصبحين.. كل اليوم وكأنها أحداث "نورمال": نورمال المواطن يتمرمد أمام هذا وذاك من الموظف البسيط إلى البواب إلى الشرطي. إلى العساس..إلى "الفام دي ميناج"..إلى المسؤول !..
اليوم، وبالصدفة، وما إن سمعت خارج مكتب إحدى الإدارات المحلية أحد المواطنين (كبير السن.. كان يبدو في الخمسين ..)..وهو يسب ويشتم كل من هب ودب..حتى اقتربت منه متسائلا: الحاج.. واش كاين ؟..مالك؟..ماذا قالوا لك؟؟ لم يرغب أن يكلمني.. في الحقيقة لم يكن لديه وقت لكي يكلمني.. كان مفتونا في السب والشتم.. وهو"اللهم إنه صائم"!!..ويكفر.. ويطيح الكلام (ولا يلم ما كان يطيح منه!)..! تركته حتى أفرغ كل ما عنده من قاموس السب الشعبي ومعجم ألفاظ الكفريات والتطياح..بعدما هربت النساء وبعض المحترمين من كبار السن.. ولم يبق إلا من تمكنت أذنه من امتصاص واستيعاب العيب..ومن بعض قليلي الحياء (مثلي).. الذي لا يأبهون لمثل هذا الكلام الصادر عن هذه "الفضائية"..الشعبية!..تركته حتى أفرغ ما في جوفه وتقيأ طنا من الشحن السالبة والموجبة..وبدأ التعب باديا على فمه المزبد..ووجهه المرعد، الغارق في العرق والحمرة والصفرة والسواد!..ثم قلت له:يرحم بوك.. واش كاين؟..ماذا حدث!
الرجل، ما إن قلت له ذلك.. حتى عاود السب من البداية وكأنه لم يقل شيئا في الأول!.. أعاد نشر " أعماله الكاملة".. من جديد! طبعة جديدة ومنقحة ومزيدة!..طبعة ثانية بنفس اللغة وبنفس الأسلوب.. وبنفس الوزن والقافية.. ونفس الصيغ "البغالية" الغوية والأسلوبية.. حتى أنه من كان حولي من قليلي الحياء أنفسهم راحوا يقولون لي: علاه...علاه ؟؟... حتى سكت وعاودت أنت "ديكلانشيته"!.. كان غادي يحبس، عاودت أنت أعطيته "لاشارج".. خليه يفرغ "لاباتري"..درك تطيحله.. ويحبس!..(وهذا ما فعلت!).
بعد نصف ساعة.. بدأ يقول جملة ويستريح دقيقة..ثم بدأ يقول كلمة ويستريح دقيقتين..! ثم بدأ يتكلم تحت أنفه ويكح... ثم بدأ..يكح .. ويتكلم تحت أنفه..ثم بدأ.. يكح فقط!...
بقي يكح ولا يتكلم...قبل أن يتوقف عن الكح!..فاقتربت منه هذه المرة لأقول له: خلاص؟.. كملت؟.. نقدر نعرف واش قالولك؟.. رد علي أخيرا هذه المرة: أولاد الحرام قالوا لي جيبنا الورقة نتاع الانتخابات باش نعطيوك الورقة نتاع الإقامة باش يعطوني باسبور!.. قلت له: واش فيها"..؟ قال لي: جبت لهم ورقة الكهرباء بأني مقيم في نفس العنوان منذ خلق الله آدم ونوح وإبراهيم..فقال لي "الصالوبري"..لا!!..يخصك تبين لنا بللي فوطيت.. وعندك ورقة نتاع فوط!.. قلت له: واش فيها..؟ جيبلهم حتى الرهج! قال لي: ماعنديش الرهج..! أقصد .. ماعنديش بطاقة الناخب!.. أنا عمري ما انتخبت..في حياتي! قلت له: وااااالو.. واااالو؟؟ قال لي: وااااالو!جاميييييي!..قلت له: حتى وقت بومدين؟.. قال لي: وحتى وقت بن بلة!.. قلت له: على الاستقلال ؟..فوطيت؟.. قال لي: كان في عمري 10 سنين.. ولو كان كنت في سن لانتخاب..لأنتخبت ضد!.. قلت له: واش راك تقول؟؟؟؟ قال لي: اللي سمعته!..قلت له: وعلاش ما تنتخبش؟.. قال لي: على من ننتخب؟..يرحم بوك؟..ساكن في براكة مع 12 نفس منذ 65..! الله يخلف على السبنيولي خلا الدار لبويا كان خدام عنده!..أنا مريض وشومور..ومعطوب! قلت له: معطوب الوناس؟..قال لي: معطوب كما الناس! كل الناس راهم معطوبين!..راك تشوف عندي غير يد!.. اليد الأخرى قلعوها لي! قلت له: كنت تسرق؟... قال لي: لو كان طبقوا الشريعة لو كان هذا بنيادم هما اللي قطعولهم يديهم! أنا الماشينة نتاع الوزين هي اللي قطعت لي يدي..وهما زادوا قلعوها لي حتى للكتف!..قلت له: حسبوك لحم!.. قال لي: أضحك أنت أضحك!
تركته لدقائق قبل أن أخرج له بوثيقة الإقامة!
المسألة لم تكن صعبة!: أربع ركلات و3 لكمات..وتكسير مزهرية من طين على رأس الموظف.. ! هذا ماكان!
عندما أفقت من نومي، كنت كسرت فم زوجتي بركلة وهشمت المزهرية وتسبب في خسارة مالية بحجم تعبئتين جيزي من فئة 1200 دينار!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home