Sunday, May 21, 2006

تصوير التزوير





تصوير التزوير



مسألة تزوير التصوير و تصوير التزوير، كمسألة تزوير التصويت و تصوير التصويت المزور..!
هذه القناعة بدت لي هي الحقيقة المطلقة في أنظمتنا الشمولية المطلقة والشمولية النسبية! ماهي ألأنظمة الشمولية النسبية هذه؟.. هي تلك الأنظمة التي نزعت عن جسدها قبل أيام لباس الشمولية المطلقة لترتدي لباسا جديدا يسمى بالديمقراطية !
هذه الأنظمة، سرعان ما تنسى "تاريخها المجيد" المبني على الواحدية، للتحدث بلغة جديدة، ظاهرها التعددية وباطنها الفردية!
محاكمة صدام، الأخيرة المتلفزة بطريقة مباشرة ـ غير مباشرة! (هذا أول تصوير للتزوير!)، والوثائق الثبوتية (التي تثبت التزوير وليس التهم)، توضح جليا أن التزوير صار الآن يبث على الهوائيات بلا خجل ولا وجل..فقط لأن وراء التزوير.. أمريكا متزعمة الشفافية والحريات الفردية (بعض الأفراد فقط!)..أي وراء التزوير حماية دولية كبيرة!..
هذه المنطلق جعلتني لا أنام هذه الليلة...! نمت واقفا!.. هل رأيتم رجلا ينام واقفا عيناه مفتوحتان على مصراعيهما!؟... حدث لي أنا فقط.. مع جملة البغال والخيول والحمير التي تنام واقفة مفتوحة أعينها!,,,,في الواقع إذا طبقنا هذه القاعدة.. فكل الشعب العربي المسلم من هذه الفئة..! فنحن جميعا نيام واقفون!.. نسير ونحن نيام!..ربما لهذا الشيئ سمون ظاهرة الإستقاض ليلا والمشي بلا شعور.. بـ " حمار الليل ".. فنقول فلان "ضربه حمار الليل"!.. ركله.!. أحسن!..
وجدت نفسي "بوشا".. أي رئيسا أمريكا.. تنبأ له أحد العرافين بأنه سوف يموت مقتولا!..أحضر محاكمة صدام..بعد جولة للهند وجمهورية طالبان سابقان..!
حضرت وبقيت وراء الستار وقدمت على أساس أني شاهد غائب فقرئت شهادتي من طرف الادعاء العام.. الذي ادعى أني من ضحايا النظام السابق!
أول ما قلته في شهادتي (المزورة..! وما أكثر الشهادات المزورة عندنا..من شهادات الدراسة إلى شهادات المجاهد..!):أنا من ضحايا صدام..لقد أضر ببستاني!..(لقد قلت الحقيقة,,فإسمي مشتق من البستان.. أو لنقل الحقيقة المرة.. مشتق من الأعشاب الضارة..بوش تعمي بالإنجليزية الفصحى " الشجيرات الوحشية"..buisson ..بالفرنسية!..)..! ثم أمضى الادعاء.. في الادعاء!..أن صدام كان وراء سقوط أبي من عل! (وهذا أيضا كان صحيحا لأن حرب الخليج الثانية كانت وراء سقوط بوش الأب!..غير أن الادعاء كان يدعي شيئا آخر.. ربطها بحادثة "الدجيل".. أي التدجيل..!
ثم راح المدعي يعرض وثائق مكتوبة بخط أيدي المتهمين في القفص (الصدري)..والقاضي يضحك، متأكدا أن الوثائق المصورة مزورة..فهو مطلع على نشرات الأخبار الرسمية ويعرف أن كل ما بها من صور مزورة أحسن تصوير!,,فقلد رد أصحابها بالدليل القاطع أن الخط ليس خطهم، وطالبوا بمضاهاة الخطوط وأن التوقيع ليس توقيعهم، وأن أسلوب الكتابة ليس أسلوبهم _(أحدهم أقسم أن مستواه إبتدائي فكيف يكتب تقريرا لا يكتبه إلا صاحب درجة باكالوريوس آداب!..)..بل وأكدوا بالدليل على أنهم وقت التاريخ المدون في الوثائق، كانوا إما مجندين بعيدا عن مكان الحداث!..الكل أكد أنه كان مجرد حزبي بسيط في أسفل هرم السلم..فكيف يرفع تقريرا إلى وزير الداخلية.. رأسا!..
القاضي يضحك..وأنا كنت في الداخل أطبخ..!..لقد قالوا لي أن هذه هي آخر جلسة قبل إعلان منطوق الحكم بالإعدام.. ولهذا أردت أن أحشر نفسي في آخر تصوير للتزوير..لتكون لي الضربة القاضية وأكون قد أسقطت رأس صدام بعد أن أطحت به!..لكن المسرحية كانت فاشلة..فكل الوثائق كانت واضحة لدى الرأي العام أنها كانت مزورة.
كنت أحترق من الغيض..أنتفض في مقعدي تحت تأثير الترجمة الفورية في سماعة أذني!.. لم أتمالك غيضي وخرجت من وراء الستار..:كفوا هذه المحاكمة..! أنا من يجب أن تضعوني في مكان هذا الجالس هنا!.. وأشرت إلى صدام.. الذي اندهش قبل أن يطلق ابتسامة عريضة..
وأفيق من نومي.. وأنا أقود السيارة..وقد أوقفني شرطي المرور: راك أعمى؟..ماشفتش واش درت؟..راك حرقت الفيروج ودوبليت 10 سيارات في سانس أنتيردي!,..أعطني الكواغط وروح تفاهم مع المدعي العام!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home