Saturday, April 29, 2006


سيرك عمار : بسوط: عمار يزلي

شعب يشار إليه بالبانان

من الآن فنازلا،لن أعمل بالحق الشرعي في رؤية هلال العيد أو رمضان،وسوف أنسخ الحديث الشريف:صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته، وسأعمل بمبدأ:صوموا وافطروا..وخلاص !..أو بمقولة:صوموا لرؤيتهم وافطروا لرؤيتهم (أي الدول الإسلامية المجاورة)،أو أيضا بمبدأ:صوموا لرؤيتها وافطروا لرؤيتها (أي لجنة الأهلة!)، أو بعنوان:صوموا لروايتها وافطروا لرؤياها (أي التلفزة الجزائية)!
هكذا "يتهنى الفرطاس من حك الراس"..ولن يعود أمامنا هم انتظار رؤية الهلال لكي نقرر ما إذا كنا سنصوم أو سنفطر غدا!..كل شيىء سيصبح بالحساب (الجاري)،كما كنا أيام الاشتراكية!..كل شيئ محسوب لك وعليك..الدولة هي التي تحسب لمواطنيها وتفكر له بدلا عن نفسه!(يذكرني هذا بنكتة قيلت عن الرئيس بومدين يوم أن استدعى هذا الأخير أحد مدراء تحرير يومية وطنية وأنّبه على مقال كتبه ينتقد فيه النظام بطريقة لبقة جدا..فقال له الرئيس:من الذي أوحى إليك كتابة هذا المقال..أي ما هي الجهة التي أشارت عليك بكتابة الموضوع؟!..فرد عليه الصحافي:لا أحد سيادة الرئيس، إنما أنا الذي فكرت وكتبت الموضوع من تلقاء نفسي!..فيرد عليه الرئيس: المرة القادمة عندما ترغبون في التفكير..شاورونا!!)..هكذا..حتى الرؤية، الرؤية الشرعية لهلال العيد أو رمضان،كانوا ينوبون عنا وعنها بالحساب الفلكي..فلماذا لا نعود إليها اليوم!؟..لنصبح نعمل بمبدأين:نعمل برؤية البيت الأبيض في السياسة..ونعمل برؤية مملكة الحجر الأسود في الدين..تماما عكس ما كنا نعمل به أيام الواحدية:العمل برؤية الكريملن في السياسة،والعمل برؤية آبولو أو سويوز أو سبوتنيك في الدين!!(حسب مبدأ تعدد وجهات نظر آلهة المادية التاريخية والمادية الجدلية أي .. تعدد الآلهة).
ماوقع ليلة اليقين التي أريد لها أن تكون ليلة الشك (هذا في الوقت الذي كان فيه الموظفون والعمال ينتظرون ليلة الـ chèque ..أي الـ virement!..فيراوا أو ما فيراوش؟؟!!)،يؤكد أن عمل لجان رؤية الهلال ولجنة الأهلة صارت في خبر كان..وأن الأمر قد تجاوزها، إذ لم تتمكن من استصدار بيان يؤكد عدم ثبوت رؤية الهلال في أي جهة من جهات الوطن مادام الأمر كان متوقعا ومدروسا،ومحسوبا ومحسوما بأن يوم الخميس هو يوم العيد!..غير أنه مادام أنه كان يتعذر رؤية الهلال لأسباب مناخية ولأسباب زمنية (لأنه لم يكن بالإمكان رؤيته إلا ما بعد العشاء..إذا أمكنت رؤيته!!فقد صامت اللجنة الموقرة عن التصريح بعكس ذلك، مما جعل البيان يأخذ طابعا إعلاميا، مستصدرا من هيئة غير دينية (قد تكون صادرة عن الداخلية أو وزارة الفلاحة والصيد البري والقنص البحري، أو حتى من الديوان الوطني للخمور!)،يجيز ويشرع لأول قانونا وحدويا ضمن شروط قيام الخلافة الاسلامية!!..وهو:من رأى منكم (من المسلمين قاطبة من الفيليبين إلى البوليزاريو) هلال بداية الشهر فليصم أو فليفطر كلكم: أعرابكم وعربكم وبربركم وأعاجمكم!، طبقا لمقولة:لو عثرت دابة (أو سيارة) في حفرة في تيارت أو أدرار،لحوسبت عنها غدا يوم القيامة!….(وتصوروا كم من محاكمة ستقام فقط لوزير الأشغال العمومية..فقط من هذه الزاوية (القادرية!..لأننا قادرين على فعل الشر ..دون المقدرة على ارتكاب الخير!!).
ماحدث سهرة ليلة الشك، كان يقينا أن كل شيئ صار أضحوكة وألعوبة:كل شيء صار لعبا ولهوا ..مثل الانتخابات واللعبة الديمقراطية!!نلعب بالقيم وبالناس وبالعقول..ونسخر من الذقون واللحى والشلاغم،وكأننا أمام شعب من القردة من النوع المتخلف (البابوان)، الذي لا يجرؤ على ستر عورته (فلقد أراد القرد أن يتباهى على حيوانات الغابة بقدرته الفائقة على التسلق إلى أعلى مكان..لكن عندما صعد،فوجئ بضحكات الحيوانات:فقد بانت عورته كاملة غير مستورة!!)..وهذا ليس غريبا في بلد كان أعز ما يشتاق إليه ..وأحب مشتهاه ..الموز!!..حتى صرنا شعبا يشار إليه بالأصبع (الوسطى) ..قبل أن يشار إليه ..بالبانان!!..
وأعتقد أن المعنى قد وصل ..ولا داعي لتفسير الماء بالماء والقول أن البانان قد "قرّدنا" جميعا في أعين السلطة القائمة "القاعدة"!!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home