سيرك عمار/ بسوط:عمار يزلي

الشريف الزياني..يقصي منام الوهراني



الحملة التي تشنها بعض الصحف الفرنكوفيلية على المستثمرين العرب والمسلمين،وتدخل سفير المملكة العربية السعودية، التي تعرف هي الأخرى أعتى التحرشات لموقفها المشرف إلى غاية الآن من العراق ومن فلسطين ليخفف من لهجة العداء المنظم لأي توجه نحو سياسة عربية عربية،ليست حملة وفقط ضد المال العربي والإسلامي،بل هو تحرش ضد المال والدين واللغة والحضارة والثقافة العربية والإسلامية..حملة يقودها حاملو أذيال ثقافة معقوفة من الخلف كخيزرانة جدي..التي مسكها ذات مرة من أسفلها في تجمع سياسي ليقول متسائلا:مااسم هذه؟..خيزرانة..قالوا له!!…من أين هي معقوفة؟؟..من فوق..ردوا عليه جميعا…!!وراح يعيد نفس السؤال..والجمع يردد نفس الجواب..حتى فهموا المقصود.!.عندها..قلب جدي مقبض العصا..وانصرف بلا تعقيب..
الحملة التي قادتها فرقة "منامات الوهراني" التابعة للمسرح الجهوي بوهران،بداية من يوم السبت الماضي إثر الندوة الصحفية التي عقدها أعضاء الفرقة (في غياب مبرر لصاحب النص..)،والتي جعلت منها بعض الصحف الوطنية المعربة وبعض الصحف الناطقة بالفرنسية(حتى لا أقول المفرنسة)..مادة مرجعية لتحميل الزمرة الفرنكوـ شيوعية المتلبسة للمسرح الجزائري تلبس الشيطان لبني أدم، وهذا منذ عصر ماقبل الثورة الزراعية..(حتى أن الصديق الأديب الدكتور أمين الزاوي تساءل ذات مرة في شكل جواب شاف..وحكم كاف:المسرح الذي لا يزال يجعل من التراكتور..والسنبلة (يقصد شعار الثورة الرزراعية الذي كان إلى فترة قصيرة جدا "Logo" المسرح الجهوي بوهران..)..عندي ..ليس مسرحا!!..أمين الزاوي، الذي نصب في نفس اليوم الذي كانت فيه فرقة مسرحية "منامات الوهراني"تجمع أعضاءها تحت قصر الثقافة الذي كان أول من سكنه مديرا..ليحوله إلى قصر ثقافي عامر..نصب مديرا عاما للمكتبة الوطنية في الحامة..كان يتحدث من موقع المبدع والمثقف ..لا من موقع التحزب والتأدلج السخيف الذي جعل من المسرح والرواية والقصة والشعر والسينيما..تحت سلطة اليسار المناضل الهاشمي دينا وعقيدة يحاربون لأجلها كل المارقين عنها ولا يرضون بغير أتباعها قناديز ومريدين أومقاولين)..فإقصار "منامات الوهراني" ليس إقصاء لمؤلف بعينه،الذين يعلمون عنه أنه لا شرقي ولا غربي:ليبيرالي بائس..وديمقراطي يائس..لا متحزب ولا سائس ..يصلي ويصوم..ومعجب بالثقافة الفرنسية والأنكلوساكسونية..يحب شيكسبير كما يحب الشيخ الزبير..ويقدس المسجد كما يقدس حرمة الدير..ويحب أم كلثوم عبد الباسط..والسديس..والغامدي.. ويحب الدف أحيانا مصحوبا بالبندير...يمجد المسرح الفرنسي المتجذر.. ويمج المسرح الأعرج الذي ليس له أي "Racine"!..ولا يبلع ولا يمضغ ثقافة سارحة تحت أي "Canine"..ولا تحت أي "Molière"!!..ولا مسرح الـ Fast food..ولا أدب..الـ Corneille (الكورني دبيف!)..يقرأ..ويبحث بنهم وهم..لا يهتم..لا بهذا الهم..ولا بذاك السم..لم يتحزب يوما..ولن يفعل ذالك دوما..لا لأنه ضد الأحزاب والتحزب..ولكن لأنه جزائري فوق كل تغلب!!..إقصاء "الوهراني" من مناماته، هو إقصاء للتراث..وللثقافة الشفهية العربية الإسلامية..وحتى البربرية من خلال الشاعر سي محند أومحند الحاضر بالمسرحية..ومناصرا للتيار الذي يحاول أن يبقي على الثقافة والمسرح "وقفا"..وحبسا..على من حبسوا الثقافة في شبه ثقافتهم..الصحف المفرنسة، والتي لا تعرف مصالح فرنسا الحقيقية في كون فرنسا تسعى لمعرفة الوجه الآخر للثقافة الجزائرية الأخرى..الثقافة والمسرح والرواية والشعر الذي تناستها ثقافة الطغمة الثقافية المهيمنة..وحصرتها في حفنة من المعاقين لغويا..كان المرحوم مالك حداد يبكي لأجل هذه الإعاقة..أما الإندماجيون الجدد ـ على حد تعبير بلعيد عبد السلام ـ فيبكون من أجلها….
أمام هذا التشظي الثقافي، وجدت نفسي أنا بن محرز الوهراني، صاحب المنامات وقد جئت مسرعا أطلب من زياني شريف عياد أن يترجم لي إلى الفرنسية الدارجة مسرحية أبي حيان التوحيدي لأمين الزاوي (التي لم يكتبها بعد)،فطلب مني مهلة التفكير حتى تأتيه الموافقة من الكيدورسي..فاستدرت إلى النفري..وإلى الشنقيطي..ثم إلى الجاحظ..وإلى جمع من الناس الذين كانوا ينظرون إلى ضاحكين قبل أن يقول لي أحدهم:يارجل: أما تعلم أن الرجل..لا يحب إلا نفسه وجيرانه..أولم تعلم أنه لو اشتم فيك رائحة العروبة والاسلام ولو كان طرقيا..لآدعى أنك إرهابي..وسلمك للـ FBI..قبل أن تقوم من مقامك..؟؟..ألا تعلم أنه الرجل مهوس بأنانية يروي عنها زميله الذي هاجر معه وعمل معه طويلا دون ن يعمل شيئا..من غير عمل عاد به ولم يشاهدها بشر سوي..يقول عنه بن قطاف ما لا يصدق ولا يعقل ولا "ينشاف"..الرجل قالها:لا يوجد مسرح منذ أن ذهب إلى بلد الأجداد..بطل أخاك لا مرغما!!..كل هذا وبن محرز يرى ولا يفهم..عندها أفاق من نومه..واستغفر..وتوضأ الوضوء الأكبر:فمع نوم ممثل هؤلاء البشر..لا حول ولا قوة..إلا أن تغتسل وتستغفر..وإلا فإنك حتما ستحشر غدا مع الأنجاس..والرافضين لعودة الأفافاس والمعارضين لإضراب لكناس..وأعوذ بالله من شر الوسواس الخناس..
===========================================================