Friday, April 28, 2006


سيرك عمار / بسوط: عمار يزلي

التحلّف مع الحلّوف

الوضع الإسلامي اليوم، أشبه ما يكون بالبارحة البعيد الذي ما برح يؤكد عودته اليوم ولكن في سيناريو آخر مفتوح على احتمالات عدة بعدما كان قبل 500 سنة مفتوحا على احتمال واحد: سقوط وانهيار الحضارة الإسلامية بلا إسلام واستسلام المسالمين (حتى لا نقول المسلمين)،لأعدائهم القدماء الذين راحوا يبسطون إليهم يد المودة ويتحالفون معهم، خشية منهم، ضد أبناء عمومتهم وأبناء دينهم،(ولو كان دينا بالوارثة وبس!).
المناورات التي تجريها "الكيدارة" السياسية في الشرق الأوسط والتي تكلل هذه الأيام بمناورة عسكرية على الأرض في الكويت وعلى الكمبيوتر في قطر، تؤكد ذروة الخطر!..فالمملكة العربية السعودية التي اكتوت بالنار الأمريكية وبقواعدها ضد العراق قبل 10 سنوات،تنصلت من تبعات مسايرة أمريكا في حربها ضد الإسلام هذه المرة بإسم محاربة الإرهاب، وتمكنت بحكمة واستبصار من سحب أراضيها من قواعد أمريكا ضد القاعدة، وهي اليوم تسحب نفسها بمرونة من مسؤولية سفك الدم العراقي..لكن الإدارة الأمريكية ما كانت لتقبل هذا التنصل السعودي لولا السخاء القطري،ولولا وجود "سياسة توسل" ثورية، مناضلة (مقارنة مع "سياسة التسول"، الخاضعة السالبة!)، تزعمتها قطر،جعلت من أمريكا تغض الطرف عن الامتثال السعودي وتنقل مركز الشر إلى قطر!..أما الكويت الذي نتفهم رغبته في إنهاء حكم صدام ولو بالتواطؤ مع الشيطان الأكبر..أبو مرة كبير الفجار،والذي لا نتفهم رفضه اعتذار العراق وعروضه السخية،(كلنا يدرك صعوبة الموقف الكويتي الذي أجبر على توقيع اتفاق إعادة جدولة الحماية العسكرية الأمريكية للإمارة لمدة 10 سنوات أخرى قد تليها عشرات السنين الأخرى!)،فإن مصلحته واضحة في التعاون الاجباري مع عدو الإسلام والمسلمين بامتياز..غير أن موقف قطر، هو الموقف الذي لا يفهم إلا من زاوية واحدة:أمريكيون أكثر من اللآزم!..مزايدة بمجانية أساسها لعب على وتر الوقوف مع الغالب دائما (ولا غالب إلا الله!)
أمام هذا الموقف وجدت نفسي، أعيد التاريخ الإسلامي قبل 5 قرون،الذي أدى إلى سقوط مطلق للخلافة الإسلامية بما فيها الخلافة العثمانية باسم الإسلام بعد إتفاقية سايكس ـ بيكو المشؤومة التي كانت تويجا "للتّحلف" (على رأي قول المرحوم عميرات) الفرنكو ـ إنجليزي الذي أنتج فيما بعد وعد بلفور..
أمام هذا، كان علي أن أعيد التاريخ إلى الأمام وليس إلى الخلف،لأجد نفسي مجبرا على حل معادلات رياضية ذات عدة مجاهيل:
أمراء منطقة الشرق "الأبسط" والمغرب البربري الأوسط والأقصى والأدنى و"الأسمط" (ليبيا)،وأمراء الخليج،يدخلون إجباريا في حلف أمريكا ضد بغداد التي لم يبق أمام رئيسها سوى إعلان الخلافة العباسية بإسم "الانتصار للإمام المختفي"،وإعادة إحياء الصلة بآل البيت التي حوربت أيام الأمويين والعباسيين،ويعلن تحالفه مع دولة الإمامة في بلا فارس، ومع الخلافة الفاطمية في ليبيا، وإمارة الموحدين في شنقيط (موريتانيا) وإمارة الموحدين في توات وقاو وتمبوكتو،..وتبدأ سلسلة التحالفات الاستراتيجية في هذا الاتجاه أو ذاك مع أمريكا.. أو مع بغداد (ويرفع الشعار : الشامي شامي والبغدادي بغدادي)،وتبدأ حكومات دويلات القاعدين في التهاوي أمام حركات المجاهدين (الذين فضلهم الله على القاعدين درجة)..وتسارع حكومة أمريكا التي شعرت ببداية إفلات المسألة من يدها بعد أن آلت الحكومات إلة الشعوب الثائرة (هذا على الرغم من برنامج كولين باول المثمثل فيما أسماه بالشراكة مع دول الشرق الأوسط، هذا البرنامج الرشوي الذي كان من ورائه الإشراك بالوحدة وبواحدية المصير والعقيدة، ليس الشراكة لمساعدة نمو الديمقراطية والتعددية)، تسارع للإنتقال إلى مرحلة معادات الشعوب، لتشن حربا مسمومة على الشعوب الإسلامية،لكن قوة الشعوب كانت أقوى من إدارة الجيوب:مقاطعة لكل أشكال التعاون والتعامل مع أمريكا وحلفائها..فرضت الشعوب على نفسها حصارا اقتصاديا..كان في الواقع حصارا اقتصاديا ضد الجيب اليهودي الأمريكي وليس ضد البطن المسلم الذي تعلم كيف يصوم صوم الزهاد لا صوم الزلابية!:لن نأكل إلا من غللنا على قلتها ولو متنا جوعا..لن نسافر..لن نصرف فرنكا واحدا خارج بلداننا..توحيد كل القوى الاجتماعية والاقتصادية في هيئات موحدة واحدة..جيش واحد، قيادة واحدة,,وخلافة إسلامية واحدة يتزعمها المهدي المنتظر (عجل الله عودته)..
أمريكا، من الداخل كانت بدأت تغلي:الأحرار الأمريكيون يثورون ضد الطغمة اليهودية المسيطرة على القرار السياسي، ويفتون بسيناريو شبيه بسيناريو ما حدث في روسيا خلال القرن الثامن عشر حيث هلك 10 آلاف يهودي بعد انكشاف نوايا اليهود في السيطرة على روسيا،وتبدأ سلسلة الأعمال الماكارثية وسياسة ملاحقة الساحرات في فرنسا..ويبدأ العالم كله في الاستفاقة من الشر الماحق الذي أوصلته الروتشايلدية العالمية إلى العالم..ويشرع العالم في التحول من جديد..
وعندما أفيق من نومي،كان وزير خارجية قطر مع باول في مؤتمر صحفي بعد توقيع على اتفاق حول استغلال إحدى أكبر القواعد العسكرية ضد القاعدة العامة..باسم التعاون الأمني الثنائي!يقول أن الاتفاق هذا لا غلاقة له مع حرب العراق!!..ياسلام؟!..ربما تريد أن تصدق من باول أن الاتفاق هو من أجل تحالف مع صدام ضد أمريكا!؟..

0 Comments:

Post a Comment

<< Home