Friday, April 28, 2006


سيرك عمار / بسوط: عمار يزلي


إرهاب المفاهيم


عندما ننظم ملتقى دوليا حول الإرهاب تحت عنوان " السابقة الجزائرية"،فهذا معناه ضمنيا أننا كنا" نحن السابقين وأنتم إن شاء الله اللآحقون"..وقد لحق بنا بطبيعة الحال الكثير ممن كانوا في مأمن ومكمن..حتى أمريكا المتهمة أصلا بالإرهاب..وكأن المثل القائل :كما تدين تدان، صار "قاعدة"، وبن لادن هو دينها وديدانها.
الإرهاب!..دعوني أنا الذي لا أكتب إلا نائما أكتب وأصيح لأول مرة وأنا صاح..ياصاح:مامعنى الإرهاب؟..ومن هو الإرهابي؟..
أول تعريف قديم (عندنا على الأقل في الجزائر)، هو ذلك التعريف الذي قدمته المحكمة العسكرية التي حاكمت العربي بن مهيدي..وصحافيوها الذين كانوا يعزفون على نفس الوتر والذي جاء في شكل سؤال ردا علىسؤال:
ـ محكمة:..أنت إرهابي!!
ـ بن مهيدي (ساخرا)..هذه مسرحية ساخرة..فعلا..!!أنا بدوري أسألكم:ما معنى كلمة "إرهابي"؟
ـ القاضي (الأعور):إني أراك تستهزئ بالمحكمة قليلا!!
ـ بن مهيدي:..أنت لا ترى شيئا..ثم أني لا أستهزئ بالمحكمة قليلا..بل كثيرا..!!
(الرئيس وهو يدق الطاولة):أجب على السؤال..
بن مهيدي:..بل أنتم الذين عليكم أن تجيبوا على سؤالي: مامعنى "إرهابي"؟
ـ القاضي(الأصم):هو كل شخص يحمل خنجرا أو مسدسا، يخفيهما في قفة ليقتل بها الأبرياء!!
ـ بن مهيدي:..إذن..أعطونا دباباتكم وطائراتكم..وسنتوقف ساعتها عن استعمال الخناجر والمسدسات!
ـ القاضي (الأبكم):(لا يقول شيئا..بطبيعة الحال..لكن الحكم كان:
ـ ..الإعدام!..
هذا سيناريو..قديم..قدم تعريفين مختلفين لكلمة "الإرهاب"، وأعتقد أن نفس الميزان لا يزال صالحا ومعمولا به في تعريف الإرهاب..(واسألوا شارون..وبوش من جهة..واسألوا كل فلسطيني ومسلم وعربي..وإنسان إنساني يختزن في قلبه لحمة!)
التعريف القديم الجديد (في الجزائر طبعا) كان تعريف "علي بن حاج" في رسالته للجماعات المسلحة:أنتم إرهابيون..حقيقة.. ويجب ألا يحز في أنفسكم هذا النعت..فليس الطاغوت من أسماكم إرهابيين..بل الله!!>>..وأعدوا لهم ماستطعتم من قوة ومن لرباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم..<<.. بالمقابل، هناك تعاريف أخرى:الهاشمي شريف، ومجموعة الاستئصال الديني واللغوي والثقافي والحضاري يعرفون الإرهاب على أنه:كل لحية طالت..وكل بسملة قامت..وكل حمدلة حامت..وكل حركة لسان عربي لامت..!! فيما يرى شارون وبوش وجنودهما أن الإرهابي كل من أبى وعصى..وتمرد وخرج عن الطاعة وكفى!! أمام هذا القاموس الذي لا يقف على قرار..وهذه التعاريف التي لا تقوم على جوار..كيف نعرف اللإرهاب في مطلقه؟ أعتقد واثقا أنه لن يوجد تعريف موحد لهذا النعت..تماما كما لن يوجد تعريف موحد لمعايير أساسها الاختلاف والتمايز في المواقف والمصالح والانتماء..وعليه أعرف ألإرهاب بما يحلو لي وليذهب من قال غير ذلك إلى الجحيم (إن وجد مكانا فارغا):الإرهابي، هو من لا رحمة في قلبه..ولا خوف من ربه..سواء كان في السلطة..أو في الكازما أو في بيت أمه!!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home