Friday, April 28, 2006


سيرك عمار / بسوط :عمار يزلي


نتا….إش؟

عندما اختير العاشر من أكتوبر لإجراء امتحان استدراكي للجزائريين،لم يكن التنسيق قائما مع باكستان على أساس:نحن كنا السابقين..وهم إن شاء الله من اللآحقين..فالتشريعيات عندنا التي تجري عندهم،لم تكن بنفس الأهمية للمحليات عندنا والتي ستكون عندهم..فالمحليات كانت في العادة(السنوية) تسبق..لكن أظافر خبراء التزوير السياسي التي حكّت جلد تجارب الماضي لا سيما مع "قاعدة عباسي" وابنه "أسامة".،.أملت للساسة أن الانتخبات لابد أن تأتي من الخلف..أقصد من فوق..وكان أول من قدم هذه الوصفة السياسية النفعية في شكل كتاب..رجل إسلامي بالكلام..تقنوقراطي بالفعل..ظلت "الفاعلية" السياسية البنّابية (مالك بن نبي) تنقصه إلى أن اقترحها على رئيس كان يدعى "زر.."، الرجل الكتاب كان يسمى Book..روح!!(اللهم طولك يا..):خلاصة خلاصة التلخيص كانت تقول:إذا أردتم أن يبقى لكم الأمر والنهي والحل والعقد..والقول الفصل..أبدأوا بالرئاسيات! (فشروط الرئاسة في بلدنا..معروفة..ولا يمكن لمثل العباسي أو المحفوظ..أو العبد الله..أن يمر..)..فهي ضمان للحفاظ على رأس النظام من الأعلى..وهو الذي سيغلب الأغلبية البرلمانية التي حتما ستكون إلى صفّه..فالإدارة..قادرة على "مسؤوليتها"..والشعب..ليس عنده ما يهدر ولا ما يطرطر!!،وبعدها: المحليات..بعد أن يكون عود السلطة المزعزع قد استقام..وعندها فقط يمكن للسلطة القائمة أن تضمن بقاءها وهي قاعدة!!
هذه النظرية قد أتت أكلها..كلها..وباكستان على الأبواب بعد أن استفادت من الدرس الجزائري..!!
..لست أدري لماذا هذا الخلط عندي بين البلدين والتجربتين..رغم شساعة البون بين PAGSتاننا وباكستانهم..!هذا الخلط جعلني أبيت الليل على "الطاوا" حتى أنال به لئيم المأكل:
أكلت ما كان متبقيا في "الطاوا" من بقايا أكل "بايلا" (..فإذا كانت البايلا..هي أصلا مشتقة من كلمة "بقايا" العربية،والتي كانت عبارة عن بقايا أنواع المأكولات المختلفة التي كان ملوك الأندلس يتلذذون بها قبل أن يجمعها الخدم والحشم والعبيد في شكل طاجين واحد سمي بالبقايا..البايلا حاليا!!..معنى هذا، أني قد أكلت بقايا البقايا!!)..لأجد نفسي أغيب عن الوعي..حتى ساعة متأخرة من فجر اليوم الثالث للإنتخابات..
وجدت نفسي، ولا حول ولا قوة إلا بالله..أترأس بلدية مختلطة..Commune mixte، كانت في السابق بلدية كاملة التسيير Commune en plein exercice،أيام الاحتلال الفرنسي..ومعنى هذا أننا تراجعنا إلى الخلف بزاوية قادرية قدرها 180 دراجة نارية..:أميرا على إمارة أمارة بالسوء:70 مليار كريدي..85% من السكان يشتغلون "بطالين"..باطل!!..بلدية غزاها الجراد والقمل والضفادغ.. والدم..فهم سكانها أن يخرجوا منها..لكن التهديد بالتصفية كان يطاردهم:بلدية بحرية..نصف سكانها لا يعرفون ما معنى "السمك"..والثلث منهم لا يعرفون كلمة.."بحر"..ومجموعهم لا يعرف معنى كلمة.."كلمة"!!..لا يفتحون أفواههم إلا للقول "نعم"..قالوا لي : عليك بإخراج هؤلاء من الظلمات إلى النور..قلت لهم:هؤلاء ليسوا بني إسرائيل وأنا لست سيدنا موسي..مر عليهم في 11 سنة كم من فرعون..وفرعون..ولم يتجرأ أحد منهم أن يفتح فمه أو يحاسب.."خوفو".!!.نهبوا الخزائن..وشيدوا وعمروا وباعوكم "مرقاز" لحم الحمير وحللوا لهم أكل كشير الكلاب (كشير باللغة العبرية معناه حلال..لأنه ارتبط تاريخيا بخروج بني إسرائيل من مصر (سفر الخروج)،مع النبي موسي عليه السلام..الذي طلب منهم ألا يأخذوا إلا الخبز بدون خميرة المسمى "الكسير"..أي الكسرة بدون خميرة..التي حللت لهم..ولهذا..الكاشير معناه.. الحلال!)، وعثوا في الأرض وفي المال وفي الأخلاق..وفي العمران فسادا..والله..أنا أشك ..لو أن المسيح عليه السلام عاد اليوم إلى هذه البلدية لقال عنه بوش ما قاله قبل أيام، قبل أن يعتذر لليهود الأمريكان:من لايؤمن بعودة المسيح لن يدخل الجنة..سيقول:من لا يؤمن بأن لهذه البلدية رب يحميها..لما دخل الجنة!..فهذه بلدية ..مثلها مثل باقي معظم البلديات الأخرى..تبدو وكأنما خرجت من تحت معطف قندهار أو قندز..وهؤلاء الأميار الذي خربوها إنما هم قناديز لأقوى عصابات تهريب المخذرات في شمالي أفغانستان قبل وبعد طالبان!!
قلت لهم:لست نبيا أبعث لهذه البلدية،ولست سحار حتى أصلح ما سكتت عنه جماعة بشير عطار..أنا مجرد منتخب لا أعرف من رشحني..ولا من انتخبني..وجدت نفسي هنا غصبا عني..بعد أن كنت ناويا الهروب خارج البلدية..أقطع البحر ..ثم الصحراء..مشيا على الأقدام إلى أن أصل إلى حدود فلسطين..أعفّر رأسي ووجهي بترابها المستباح..وأصرخ في ضمير العالم الاستسلامي:أيها البشر..ممن سكتوا الدهر..عن عتاة الرجس والكفر..نهاب الأموال من الـ Cofre..ألا أخرجوا إلى الله وفي سبيله..أصلحوا الحال والأحوال..وفكوا البلد والبلديات من الرذيلة..ومن السقم الذي فات..تناتسوا الأنا..واقتلوا في أنفسكم حب السلوى والمن..وطالعوا ماذا يجري حولكم من مآسي..ومخططات بوش..وشارون..وكبار أشراف المعاصي..وإلا والله..لن تكون الانتخابات سوى كحل لإثمد في عين عامية..لا تفرق بين بغدادية وشامية.. .
.وعندما أفقت من نومي، كانت زوجتي تقول لي:إنهض مبروك عليك..الماء راهم يقولوا رايح يغلا..الحمد لله راه الفحص يقول بللي راهم وجدوا عندك ..كيس مائي..!! وفين؟..في المخ!!
=========

0 Comments:

Post a Comment

<< Home