Saturday, April 29, 2006



سيرك عمار/ بسوط: عمار يزلي


تحريم الخمار وتحليل الخمور



عندما عرض علي مشروع قانون استيراد الخمور، أول ما فكرت فيه هو تطبيقه بمرسوم..!لكني وبما أني لم أعد أشرب إلا في المناسبات الدينية..قررت أن أترك القانون يأخذ مجراه...فالخمرة إذا سكبتها على الأرض .. لا قدر الله!!(يا ليتني كنت ترابا!)، تحفر طريقها، تماما كما حدث يوم تحريم الخمر إثر نزول آية "النهي"..فصار كل من بيده زق يكسره في الزقاق! حتى أن يثرب عادت وديانا من الخمور! (ذكرني هذا بحاثة وقعت في نواحي تلمسان "بن سكران" ... والاسم يعطيك الخبر!!...عندما أقبل مجاهدو جبهة التحرير على تنفيذ عملية تفجير لمخزن خمور..! تدفقت الخمور بعدها في كل مكان: في الأودية وفي الشعاب وفي الأزقة والسواقي والأرصفة.. حتى أنه شوهد الذئب يجوب شوارع القرية على التاسعة صباحا..والدجاج يقاقي.. بلا سبب!..)/
وهكذا أخذ قانون تحليل استيراد الخمور مجراه غير الطبيعي وصوت ضده أعداء الدين والديون..رغم أننا كنا نتمنى من الله العلي القدير أن يصادق ممثلو الشعب المسلم على هذا القانون مع ليلة "الريفيّون" التي هي خير من ألف شهر!!لكن بعض النواب سامحهم الله،ركبوا رؤوسهم كما تركب الخمرة رأس صاحبها، وصوتوا ضد المشروع.
وزير الديانات (البوذية والمسيحية والكنفوشيوسية والصابئة..عندنا!!)،المسكين لم يستطع أن يقنع بعض المتطرفين الأصوليين الذين رأوا في استيراد الخمر منكرا نهى عنه الدين .. مع أني قرأت خبرا قبل سنة عن الشاب خالد في وهران أنه قال .. قال :صورتي على قنينة خمر أحمر بوهران.. تجارة.. والإسلام لم يحرم التجارة!!!!"!..
حاول وزير الأديان مع وزير المديونية أن يقنعوا هؤلاء النواب أن منظمة التجارة العالمية ستزعل..وأن هذا سيمس مصداقية الجزائر التجارية الدولية وأن ذلك سيضر بالمصلحة العليا للبلاد.. لكنهم ركبوا رؤوسهم كأنهم كانوا سكارى .. وما هم بسكارى ولكن عذاب الدولة شديد!! سنستعمل ضدهم حق الفيتو..ونفوّط ضدهم ولن يفوزوا بعهدة جديدة حتى لو اختارهم الشعب! نحن من سيختار من يختاره الشعب!!..
وزير الدين قال لهم وللناس أجمعين ، وهو فيما أعلم المختص والمخول الوحيد التكلم باسم الدين في الجزائر.. قال لهم:عندنا مسيحيون..والمسيحي لا نفرض عليه ألا يشرب!!.. في الحقيقة تمنيت أن يكون البابا الطنطاوي عندنا مفتيا للديار المصرية بالجزائر نيابة عن الأزهر في المرادية!! لكن.. ماعليهش.. بوش صاحبي وشيرك أبو بكر الصديق وحسني أخي وسأطلب منه أن " يسلّفه" لنا في هذه المسألة.. أعرف أنه سيجد تخريجة من الكتاب والسنة لتحليل ما اعتبره المتعصبون حراما..!

المشكلة التي أتوقع حدوثها ثانية.. هو قانون خوصصة دور البغاء!! فلقد كثر البغاء والحمد لله لأن هذا يذر بأموال على السياحة وعلى خزينة الدولة إذا استطعنا أن ننظم هذا القطاع الحيوي..(لا حياء آوي!!). أخشى أن لا توافق عليه بعض التيارات الدينية في المجلس لكني واثق أنه سيمر بطريقة ما ولو بالتشريع بمرسوم!..سنرسّمه بعد الرئاسيان المقبلة..هكذا سنكون عند حسن ظن الجمعيات النسوية عندنا وفي الخارج.. وكذا مع جمعيات حقوق الإنسان والنساء التي تعمل حاليا على تحرير المرأة عندنا من الحجاب والزوج والبيت والعائلة بسن قانون أسرة جديد متلائم مع المستجدات العالمية والمحلية: قانون لحريم الخمار وتحليل الخمور!
عندما استيقظت من نومي،كان ابني عند رأسي يسألني: أبي سمعت أن الخمر غير محرمة بنص صريح.. هل هذا صحيح؟.. قلت له: وسعني..لا اجتهاد ولا قياس في حضور النص القانوني!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home