Saturday, April 29, 2006



سيرك عمار/ بسوط: عمار يزلي


من أغلق مدرسة..فتح محتشدا!

عندما بدأت أفكر،وهذا نادرا ما أفعله.. لأن هناك من يفكر عوضا عني..! حتى أني أتذكر نكتة قيلت عن الراحل هواري بومدين تقول أن رئيس تحرير جريدة وطنية وقتها كتب مقالا ينتقد فيه سياسة الحكومة..وهو ذنب لا يغتفر!! فاستدعي إلى الرئاسة، فسأله الرئيس عن الأوساط والجهات الأجنبية التي تقف وراء كتابة هذا المقال، فأجابه الصحافي: ليست هناك أية جهة تقف وراء كتابة المقال سيدي الرئيس .. إنما أنا بعدما فكرت قليلا ..فكرت في كتابة هذا المقال!.. فيجيبه الرئيس: المرة القادمة لما تبغيوا تفكروا.. شاورونا!!..
قلت .. أنني عندما بدأت أفكر.. في حل مشكل المدرسة الجزائرية بعد إضراب أساتذة التعليم الثانوي والتقني..لم أجد إلا حلا واحدا: حل جذري لحل كل الأزمات الأخرى المترتبة عن مشكل التعليم عندنا!.. طبعا.. الحكومة هي التي خولتني هذه المرة "مهمة التفكير"، فالمثقفون والمتعلمون عندنا لا يجوز لهم أن يكونوا أنتلجانسيا مستقلة..بل لابد عليهم أن يكونوا "مثقفين موظفين".. الماهية الشهرية وبعض الامتيازات الإدارية في بعض الأحيان كفيلة بأن تحول المثقف إلى عبد للسياسي والإداري الأمي ..!
فكرت في مشروع وقدمته للوصاية التي بدورها قدمته على "جناح الاستعجالات" (لأن القضية قضية مرض مستعجل!) إلى الجهات الوصية عن الوصاية!: المشروع يقضي بماذا؟.. يقضي المشروع ياسيدي أولا بتعويض الأساتذة المتمرسين والقدماء المضربين بأساتذة جدد..خرجوا على التو من الجامعة والمعاهد.. بلسانس أو بمازوت أو بسيرغاز .. لا يهم..!! المهم .. ملء الفراغ .. ولو بالفراغ.. فالتعليم بالنسبة لنا .. للحكومة والسلطة يعني.. كلام فارغ..!
هذا الاقتراح فور ما بدأت الحكومة في تطبيقه، واجه مشكلا لم أتوقعه في دراستي الاستراتيجية..ألا وهي إضراب التلاميذ ورفضهم الدخول والعودة إلا بشرط واحد: عودة أساتذتهم القدماء ..وإلا فإنهم سيقفون صفا واحدا مع أساتذتهم المساكين الذين ضحت بهم وزارة بن بوزيد..!بصراحة، هنا لم أعرف ماذا أفعل مع التلاميذ:ليس لهم راتب فأقطعه، وليس لهم منصب فأنزعه..بقي حل واحد هو جمعية "الألوية الحمراء": أولياء التلاميذ "الصالحين" (أولياء الله!)،حيث اقترحت استعمالهم وتوظيفهم لخدمة سياسة الترهيب ضد الأساتذة..وتخويفهم بعام أبيض لعشرية سوداء..! وهذا ما حدث..! لكن التلامذة "ركبوا رؤوسهم " وقالوا:لا طاعة لولي في معصية أستاذ!واستمروا في الإضراب .. بل وفي التظاهر في الشوراع!.. وعليه، اقترحت على الحكومة المرور إلى المرحلة الرابعة:فصل كل التلامذة المضربين من الفصول..وتعويضهم بتلامذة الإبتدائي والمتوسط..بحيث نتمكن من رفع المستوى وحرق المراحل:تلميذ السنة التاسعة أساسي..هذا العام يفوَت الباك!..ومن التحق لأول مرة بالمدرسة هذه السنة .. هذا العام يفوت السيزيام!!..(وهكذا نطبق برنامج المدرسة الحديثة ونساهم في "فرع" المستوى إلى أعلى درجة!)..المشكل ، هو أن أساتذة الابتدائي والمتوسط .. وحتى الجامعيين ، التحقوا بالإضراب.. ومعهم طلبتهم وتلامذتهم..!! وهنا.. أقول لكم الصح.!!.جن جنوني وقررت أن أغلق كل المدارس والجامعات والثانويات..افتح سجونا..بدلها.. !ولما أن المكان والزمن لم يكونا كافيين لاستيعاب من لم يستوعبوا الدروس من أغبياء 91..فقد حولنا كل المدارس والجامعات والمتوسطات والثاويات وكل المراكز التربوية.. إلى "مراكز لإعادة التربية"..وطبقنا المثل (بالمعكوس):من بنى مدرسة فقد أغلق سجنا.. بالمثل الرائع:من أغلق مدرسة فقد فتح سجنا..!!ومن أغلق مسجدا فقد فتح محتشدا!!
وهكذا لم يعد عندنا أي مشكل في التعليم والتكوين: إذا احتجنا "لواحد قاري"..لكتابة التقارير عن الشعب المسجون..ن"نستورده" ضمن عقد خاص مع منظمة "كتبة بلا حدود"..ندفع لهم رواتبهم..حسب الرتب وبالدولار.. ولكن بدون " شاقلالا.." ولا تكسار الراس!.. والحمد لله..يبدو أن هذا المشروع .. قد قبل..من لدن .. من ليس لديهم رؤوس.. من المتحصلين على الدكتوراه من ..من بلاد..الروس!!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home