Saturday, April 29, 2006


سيرك عمار/ بسوط:عمار يزلي


منا Wellcomيا



قبل أن تحتل فرنسا الجزائر، كانت الحجة اقتصادية،ثم تحولت إلى استراتيجية ثقافية:تطويرر المجتمع البربري المتوحش وتقريبه من الحضارة!وبهذا الشأن، حبرت آلاف الأوراق والكتب والمجلدات الأدبية ..المؤدبة منها قليلا، وقليلة الأدب منها كثيرا..والعديمة الأدب أصلا!
فهذا القس الناقد الجزائري (من أصل فرنسي) Jean Déjeux الذي كتب كتابا حول تاريخ الأدب الجزائري المعاصر،يصف البعض ممن كتبوا عن الجزائر دون سابق معرفة،بأنهم كانوا يرون من السكان المحليين من يشربون الريكار رقم "واحد"!..تماما كما كانوا يتصورون أن الإنسان الجزائري بسرواله العربي العريض، إنما كان يلبس مثل هذه الألبسة المتخلفة قصد إخفاء ذيولهم!..وكانوا يصدقون اعتقادا أن هذه الشعوب لها ذيول..!!ولهذا فإن مهمة الحضارة الفرنسية في هذا البلد كانت تنصب في كيفية تعليم هؤلاء الباربار كيف ينزعون سراويلهم!! سراويلهم تلك، العريضة!.. ويستبدلون هذه الأكياس ببنطلونات!..تماما كما فعلوا مع المرأة بغية البغاء "التحرري" من التخلف المظهري المتمثل في حملة نزع الحايك!!
نفس الشيئ، ترغب فيه أمريكا برئاسة بوش!
الحديث الذي جرى بين بوش وأحد المعارضين العراقيين قبل أيام،والذي تناقلته بعض وسائل الإعلام،يؤكد هذا الاتجاه وهذه النزعة الاستكبارية الاحتقارية للعرب..!
فقد ورد على لسان بوش للمعرض العراقي،أنه يكره طريقة ارتداء الملابس التي يتخذها بعض القادة العرب (وأعطاه بعض الأسماء)،فأجابه المعارض ..المعروض لحفل أمريكي..أن أباه هو الآخر يرتدي نفس اللباس..!فرد عليه بوش:إذن عليكم أن تسارعوا إلى تغيير طريقة اللباس قبل أن يصل الجيش الأمريكي إليكم لكي يغيرها لكم بالقوة!
تصوروا حجم الوقاحة والصلف والتخلف الفكري الذي ينعم بها رئيس دولة عظمى (في الجهل!)،وتصوروا حجم الوهم والوهن الذي انتابنا حتى صرنا نقبل بمثل هذه التصريحات بكل "روح رياضية"!
أمام هذا المشروع وجدت نفسي،أتداخل عبر خيوط الماضي والحاضر والمستقبل وأعيد تشكيل نسيج غريب الأطياف !
نحن الآن في الخمسين سنة بعد الألفين والثلاثة..وقد صار خادم الحرمين الشريفين يرتدي بنطلونا قصيرا (بيرميدا)،ويستقبل وفود الحجيج بلباس رياضي دائم، بعد أن صار الشورت والبيرميدا والكاسكيطا وتريكو لاكوست،اللباس الرسمي لخادم الحرمين!
الحجيج صاروا يحجون بالكوستيم والكرافات أو في أحسن الأحوال وبرخصة من الشؤون الدينية والأوقاف بأقمصة "ديمي مانش"،والدجين وأديداس (آبيبا)!
الإحرام،صار حراما في قانون اللبس الأمريكي!تلبيس إبليس!..روته قناة بليس!هذه دون ذكر ما جد من جديد في شعائر الحج!..حيث لم يعد يقبل من الدول العربية والإسلامية (سابقا) إلا 10 في المليون!مما جعل عدد الحجاج يحدد سنويا بـ 5 ألاف حاج وحاجة!..كأي مؤتمر لحزب وطني من صنف جبهة التحرير الوطني!عوض أن يكون العدد في حدود 7 ملايين كما كان متوقعا بعد 50 سنة!وبذلك انخفضت مداخيل اللملكة إلى حدود الخطورة الاقتصادية لا سيما بعد انهيار سعر النفط بعد أن صار النفط الخليجي في خبر كان !وعادت المملكة كما كانت قبل 100 سنة!إلا اللباس والهندام الذي صار من عهد 2050!
النساء في العالم الإسلامي والعربي،نزعن الحجاب والجلباب والتشادور والبرقع..والحايك..وصار الموديل الأمريكي هو السائد..:الدجين والبيرميدا..وحتى البيكيني يجوب الشوارع نهارا وليلا..:النساء في الشغل وفي العمل وفي قاعات التدريس بنصف متاع!كأنهن في الدوش أو المسبح! ..من غير هدوم!..جمعيات الشواذ، صار يقاس عليها..وصارت الديمقراطية تقاس بمدى تطبيق ونشر وتحليل الحرام..والتشجيع عليه:جمعيات العواهر،والشواذ،والمرضى الجنسيين،وعاشقات معاشرة الكلاب،والسحاقة واللواطة والوفادة والسكاية..وكل أشكال الفسوق والفجور..!!كل هذا لأجل عيون أمريكا ولأن الحكام الذين نصبتهم أمريكا بالقوة والقهر والغصب،إنما طبقوا نهج قرضاي،والحكم المقبل في فلسطين والعراق،وقريبا في سورية..وإيران ..وباقي الدول الخليجية..إلا في الجزائر:فالأمور لم تتغير على الإطلاق!
ولماذا تتغير..مادامت بلادنا سباقة للخير في هذا المجال..تأمر بالفحشاء والمنكر والبغي ..تعضكم لعلكم تتقون! ..تتقون شر الإله بوش عليه أفضل الشلوم.. وأزكى الـويل. com
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي وجميع بقايا المسلمين..إن بقي منهم بعد اليوم باق (بوعلام!)
========

0 Comments:

Post a Comment

<< Home