Saturday, April 29, 2006


سيرك عمار / بسوط: عمار يزلي


مايطلبه "المجاهدون"!!


منظمة المجاهدين تقرر إيفاد لجنة تحقيق إلى تبسة للتحقق في ملف ما سمي "بمجاهدي طايوان"!! وهو نعت يحمل كثيرا من الدلالات السياسية والاقتصادية، التي تؤكد كلها على بؤس التوجه الاقتصادي والسياسي المنتهج منذ عشرية أو يزيد (بن معاوية!)!!
وجود من المجاهدين مايفوق عدد "القاعدين" (رغم كونهم متقاعدين!!..عن الجهاد إلا في "مال" يرضي الله!!)،وهذا بالنسبة لأغلبية المسجلين ضمن قوائم "المجاهدين وذوي الحقوق" (مع الاعتراف بقلة قليلة من المجاهدين الحقيقيين الذين تدمع أعيننا لذكراهم ولسماع أحاديثهم القليلة عما خاضوه وعملوه، عملا خالصا لوجه الله والوطن والإنسان الأعزل..فلهم كل المجد والتقدير والإجلال..)!..وجود كل هذا العدد من المجاهدين اليوم، بعدد يفوق عددهم قبل أكثر من 40 سنة، يذهب فى الاتجاه المعاكس مع قانون الطبيعة الذي يقول بتناقص العدد البشري المحدد تاريخيا،بمرور الزمن!!إذ يقول القانون غير الطبيعي عندنا:يتضاعف عدد المجاهدين مثل الحسنات بعشرة من أمثالهم قبل 40 سنة!!..وهو قانون كما ترون، محرف عن قانون العدالة والكرم الإلهي، الذي يضاعف الحسنة بعشرة من أمثالها ولا يجازي المذنب إلا بما ارتكب من الإثم..أو يعفو لمن يشاء!!
قد يقول البعض أن المسألة والعيب ليس في تكاثر عدد المجاهدين بعد الاستقلال،وإنما حدث هناك خلط لغوي وانزلاق مفهومي، أو كما يقول الألسنيون والسيميائيون:إنزياح سيميولوجي بين مفردتين متقاربتين في النطق (وفي النقط أيضا!)،بعيدتين في المعنى، بل متعارضتين كلية..كالخطين المتوازين ـ الذي على حسب تعريف أستاذ رياضيات إسلامي ـ لا يلتقيان إلا بإرادة الله سبحانه وتعالى جلت قدرته!!..ويتعلق الأمر بمفردتي: الثورة، والثروة!!..فيما يقول آخرون أن العيب في النظام الذي قنن للرشوة السياسية بجعل المجاهد،بمرتبة " مرسونير"..يحارب مقابل عقد مسبق وبشروط!!(لاننسى أنه خلال الثورة، وربما كان الغرض من هذا الادعاء، تحميس الناس على الثورة،فقد أشيع على أنه بعد الاستقلال، ولفرط ما يوجد في بلادنا من خيرات، سيكون لكل جزائري: فيلا، وسيارة ومليون سنتيم في الشهر!!..ولهذا، لا يزال البعض ينتظر هذه الوعود إلى اليوم!!)!!فقلد منح بعض "المجاهدين" ..بعد الاستقلال حانات وخمارات..!! جزاء لما كانوا يعملون !!(ربما عن اقتناع، أن الاستقلال هو الجنة الموعودة للمتقين حيث فيها من كل ما يشتهون..بما فيها.أنهار من خمر لذة للشاربين!!)..الرشوة السياسية؟!..قد يكون ذلك صحيحا لو كان سؤال "من يرشي من"؟!.. له جواب، لهذا فالأصح أن نقول بنظرية الهاشمي الشريف الريعية!!تقاسم الرعاة للريع!! (والرعاة هنا..ليس بمفهوم رعاة الشياه ـ وإن كان فيه شيء منه ـ! وإنما رعاة البشر!! (كلكم راع، وكل راع مسؤول عن رعيته!!)،الذين تطاولوا في البنيان..
فهذا إبن خلدون يقول في المقدمة أن السلطان يقوم في البداية على العصبية،ويستطيع القائد أو الزعيم ، بفضل قوته وبطشه إخضاع القبائل والأوطان المجاورة ويبني مجدا..لكن بعد أن يحقق ذلك يركن إلى الراحة!ليتمتع بما حصل عليه وهو شاب!..ويضيف ابن خلدون أن السلطان يبقى يعتبر المجد الذي حصل عليه، ليس ثمرة جهد وعمل وجهاد، بل ملكا خاصا به..تحصل عليه بفضل جهده الخاص، فلا يرغب أن يفرط فيه !!..وهكذا الحال عندنا!!
في الوقت الذي قل فيه الاستنفار للجهاد الأكبر:التنمية والدود عن حمى البلد والأمة،كثر فيه "المجاهدون" القاعدون (بعد أن فضل الله المجاهدين على القاعدين درجة!)،وراحوا يتاجرون باسم الجهاد بشهادات لم يعد الحصول عليها سهلا بوزارة المجاهدين (لأنها تباع ب5000 دينار!!)،وصارت شهادة العضوية تباع ب5 ملايين سنتيم..!! وتحول الجهاد إلى مجهود للحصول على الامتيازات،بكل الطرق والأشكال..حتى صار المجاهد الحقيقي لا يكاد يذكر ولا يسمع له ذكر!!(ولعل هذا ما يفسر رعب وخوف الكثير منا من عبارة "المجاهدين"، والجهاد التي صارت من أبجديات المجموعات المسلحة في العالم الإسلامي ضمن ما يسمى بالإسلام السياسي.. أو "الإرهاب" بلغة أمريكا والغرب..ونحن !!)..وعليه، فليس مستبعدا أن يكون بعد 10 سنوات من المجاهدين ما يفوق عدد القاعدين!!..أقصد:" المجاهدين" الجدد!!..لأن الأمور إذا استمرت على هذا النحو من الانسداد والبؤس والتعفن الأخلاقي والسياسي والمالي (والنيجر)..فابشروا بنشيد جديد أكثر دموية لا قدر الله يقول:من جبالنا… !!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home