Friday, April 28, 2006

سيرك عمار
بسوط: عمار يزلي

قيس يطالب بـ …ليلة


وجدت نفسي أحضر فتح المملكة المغربية للأندلس من جديد، لا بل أكثر! كنت أنا هو طارق بن زياد (ألقب الآن بـ "تارك بن نقاص")،وقد نزلت من بين الجنود المغاربة الـ 12 عند أصول صخرة غير مأهولة تسمى "جزيرة ليلى"،المحتلة من طرف إسبانيا المسيحية.أخرجت جريدة "الوطن" وأحرقتها، ثم أحرقت بها القارب الذي قام بنقل الجيش الفاتح إلى شواطئ هذه الصخرة الصغيرة في عرض بحر الروم،ورحت أخطب في الـ 11 سبتمبر!!..أه..الـ 11 ألف جندي!! (هكذا كان يبدو لي العدد وقد ضربت قارو من عيار ثقيل من مادة الحشيش الكتامي المعتق، تماما مثل الأعداد التي كان المؤرخون العرب والمسلمون بعد الانحطاط يقدمونها كحقائق تاريخية، متحدثين عن عشرات الآلاف من الجنود،فيما لم يكن يتعدى تعدادها بضعة آلاف، حتى أن البعض تحدث عن جهل الناس بالحساب،فكانوا يتحدثون عن ألف ألف (مليون يعني) بما يساوي 100 ألف أو أقل!!)..قلت أنني أحرقت السفينة،ورحت أخطب، خبط عشواء، من تصب تمته ومن تخطأ يعمر فيهرم..:"
أيها الناس، أين المفر؟..الفيس من ورائكم(أقصد حركة الشيخ يا سين)،والحرقة أمامكم، وليس لكم، وحق سيدي زكري،إلا الصبر والسلوان،والتدخين والزطلة،واعتبار أنفسكم في عطلة.فهذا مولانا جلالة الملك، قد أنجز وعده وأعد العدة..وجند جنده ليهزم جيوش دون كيشوت وحده،فإما أنا "تارك بن نقاص"، وإما المغامر دون كيخوتي دي لا مانشا..وكال الدوارة والكرشة..فلقد استقبلكم العدو بقوته وبوارجه وطائراته الحربية..مدعوما بالناتو..ومجموعة الصلبان اللي ماتوا..وأنتم لا وزر لكم إلا أنوفكم وما يسيل منه من خنونتكم وما قد تأخذونه من أيدي عدوكم..فخذوا مواقعكم على رؤوس الصخرة..لا أحد يترك مكانه ليتوضأ..أو يتبول أو..يذهب.. ليقرى..تكيفوا مع الوضع..واستعينوا بالطبسى (الديسك) والسبسي..ولا ينزل أحدكم لجمع الغنائم، أسوة بواقعة جبل أُحد،فإنهم سيأخذونكم والله أسرى..وقد يأكلونكم كما تؤكل الكسرة،وعندها ستصبحون في أحسن الأحوال رعاة للخنازير بعدما كنتم بكل فخر..رعاة شياه تركبون الجنازير..لا تتركوا شجرة ولا حجرة..اقطعوا الرؤوس والطرق واقطعوا السبيل،وانشروا في كل نادى المنكر.. مع الفر والكر..فلقد أمر لوذريق عشيقته فلورندا لتسلب عقولكم.. وتنسي قيس في "ليلى"..ويقضى عليكم وعلى مشروع مولانا..في نهار وليلة..وتنقضي أحلام الفتح للجزيرة ..نكاية في موقف اسبانيا والجزائر.
أيها الناس..أيها الحراقة..من فئة البزناسة والريافة..والسراقة..هذا مولانا السلطان الآمر بالله..الحاكم للمسلمين واليهود.. أعوذ بالله..قد منحكم مفاتيح الجنة وحوريات الجزيرة المفتوحة..وأمر لكم بخمس الغنائم بعد الفتح وتحرير ليلى من ملك القوط..والثمن..بعد أن يفوز الحزب الاشتراكي في الفوط..وإذا فشلتم..فمصيركم السوط واللكوط..والركلة بالبوط..
كنت أخطب فيهم..والسيجارة الكتامية في فمي..كنت أرى في هؤلاء الجنود ال11 البسطاء، جيشا عرمرما، وكنت أرى في الصخرة، جزيرة آهلة بالسكان..وجنة من جنات الخلد.تذكرت ساعتها ماقرأته عن فئة "الحشاشين"(التي اشتقت منها كلمة assasin الفرنسية)،الذين كانوا يخدرون بالحشيش ويؤخذون إلى بساتين وجنات في غاية الروعة، هناك يروا "الجنة" التي تنتظر المجاهد في سبيل الله والذي يقتل في عمليات اغتيال الخلفاء (العباسيين)،ورحت أتساءل ماإذا كنت أتحول إلى عنتر زوابري جديد..وقررت أن أتحكم في عقلي وأفيق من نومي،محاولا إقناع نفسي بأني بصدد حلم..أو بالأحرى..كابوس..
حين أفقت من نومي،وجدت نفسي نائما في عرس وسط مجموعة من الشباب المدعوين من بشار..وهران..مغنية..العاصمة..أدرار..سوق أهراس..وهم يسبحون في سحابة من الدخان الصادرة عن سجائر غريبة الشكل.. والناس غير "فتّت..فتّت..!!"..
جويلية18/2002

0 Comments:

Post a Comment

<< Home