Friday, April 28, 2006


سيرك عمار: بسوط : عمار يزلي


بنو نفطويه

أول ما قلت به بسم الله قبل الدخول الاجتماعي، هو "أعوذ بالله" من الخروج السياسي!..الانتخابات على الأبواب،والاستعمار قد يدخل عبر السقف وليس من النوافذ!..فالذين يقاطعون ليسوا أكثر سوءا من القاطعين العهد على الوصول (ية)، وليسوا أكثر ديمقراطية من المتهمين بالأصولية!
أسماء كبيرة (كبرت كلمة في أفواههم) ترشحت "لتاميارت" في المدن الكبرى وحتى في المناطق الجنوبية.. فالجنوب صار ينقل الناس للترشح من الشمال إلى الجنوب..كما تنقل رحلة الشتاء والصيف البضائع..والصنائع..
في هذا الصدد، قلت لنفسي: لماذا لا ألبس حلاسة على وجهي، أتقنع بها مدعيا القناعة في القليل لافتكاك الكثير..فأهل الصحراء أعرف بشعبها، كما أهل مكة أدرى بشعابها،أذهب متسولا متوسلا طالبا من السكان في لباس مجذوب أن يقيموا على الحد بأن يرجموني بأصواتهم كلها،لكي يغفر الله لي ما تقدم من ذنبي وماتأخر..وأموت على الكرسي في خدمة أناسي وطمعا في الجنة.. والناس..وأنسى أني ناسي..يوم كنت راكبا راسي..ضاربا عرض الحائط مصالح الناس أخماسا في أسداسي:
استقبلني سكان البلديات المجاورة بالترحاب..ونباح الكلاب: فقد عرف عني أنه "كان وزير سابق لأخوانه..كان قبل أن يأتي إلينا ..منا وإلينا..مسؤولا عن عدة وزارات فالسة..رئيسا سابقا للأوانه ..تضبط شرا ..وخرج من البذلة الكاكية كعبد… الرحمن ولد كاكي ليلعب مسرحيات وروايات مدنية في ملابس وديكور سياسي أشبه بملابس " أرلوكان "..لم نره يوما إلا في التلفاز.. ويوم فاز..بوزارة الغاز..وزير نفط ..وزفط..وزراعة..وتجارة..وصيد بحري في الصحراء (الجراد محل الكروفيت.. والعقارب محل الآنشوا..!!)..مر على عدة "إضارات" فأضر بناس الصحرا..وناس اللي في الداخل والناس اللي برا..وتربع على ثروة باسم الثورة..وحج عشر مرات بمال الحكومة..وتزوج أربع نساء متعددة الجنسيات مكتبا بذلك لقب "بونسا العالمي"..
هذا من جملة ما قيل عني، لكني الحمد لله جئت لأقنع السكان التابعين لأحدى الزوايا الطرقية أني جئت تائبا نادما ..مقطع الأوصال..قاطع الوعد والعهد أن أتطهر..بعد أن بقيت كل هذه المدة "صال"..بالماء والصلصال والثلج والبرد والعطر وماء الورد..فصدقوني..وبكوا لحالي..وزادوني مالا على مالي (والنيجر)..وامرأة على نسائي..وواعدوني أن سأكون في دار البلدية من القافزين وفي الجنة من الفائزين..ورحت أحلف لهم اليمين الغموس..أني سأحول صحراءهم في 5 سنوات إلى كاليفورنيا (سمعت واحدا من المعلقين يقول تحت أنفه: "ستحول كاليفورنيا في 5 أشهر إلى صحراء!!" وكدت أن أسب له أمه من الرضاعة!)
ودارت الأيام ومرت الأيام ، ووجدت نفسي رئيسا للبلدية بحجم بلد! حفرت عدة آبار نفطية بالتعاون مع شركات أمريكية تخلج في العمل..أقصد "تعمل في الخليج"..وأنقلت سكان البلدية إلى منطقة معزولة عن المناطق الصناعية..مناطق آمنة (منا.!.آمنون نحن منها ومن تخلفها آمنة من كل شئ ..إلا من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات.. فأعطى الله الخير!!). كل هذا في أقل من خمس سنوات..حيث أصبح سكان المنطقة يتحدثون كلهم بالأنجليزية الأمريكية (لأنه لم يعد يوجد بالمنطقة غير الأمريكان!)..وتحقق بذلك حلمي ووعدي بأن أحول الصحراء إلى كاليفورنيا..(صحيح..حدث خلل تقني بسيط ..أننا كولنا التكساس والأريزونا إلى الصحراء الجزائرية الكبرى بدل كاليفورنيا..ولكننا حولنا شيئا ما..هجرنا الشعوب البدائية في حاسي مسعود وتوات وحاسي الرمل..إلى أعالي رمال مالي حيث منحوا الجنسية الطانزانية..كما هجر الأمريكان قبلنا الهنود..واستقدمنا أقواما دينهم الدولار..وديدانهم الويسكي والبار..وثقافتهم الصاروخ والشار..ومصيرهم الثبور والنار..ولا حول ولا قوة إلا بالله الواحر القهار..أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر الأطفال الصغار الذين لا يزالون ينتظرون الذل والعار..ويلعنون فرعون وهامان وجنودهما.. في النار!!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home