Friday, April 28, 2006

سيرك عمار: بسوط: عمار يزلي
تشهير بإشهار
أول ما قرأت بعد سلسلة "الفتوحات الخمرية"، التي باشرتها بعض صحفنا، والطريقة الجديدة في
الإشهار لأنواع جديدة-قديمة من الخمور المستوردة والمصنعة محليا بليسانس أجنبية،أول ما قرأت، الآية الكريمة التي يدعي أهل الفتوى اللآئكيين أنها لم تحرم شاربها بنص صريح، فكيف يحرم الإشهار بها:"..إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون"، ليقول لي أحد المدافعين عن شربها وعرضها وبيعها بسعر مدعم مأخوذ من مال أوقاف الشؤون الدينية، أن هذه الآية أيضا لم تحرم الخمر، إنما تتحدث عن الإجتناب كما تتحدث أيات أخرى عن "الإنتهاء" والكف عن شربها وأخرى عن عدم اقترانها مع الصلاة!لم أقل له شيئا، فالأولى مع غير العقلاء ألا تتحدث إليهم بالعقل،بل بالمصلحة المادية!أعطيت له 10 أمثلة عن مضار أم الخبائث بشربها و20 مثلا عن مضار إنتاجها و30 مثلا عن مضار تسويقها، و40 مثلا سيئا عن الترويج لها.. ونمت تلك الليلة ليقف علي نفس الشخص في شكل صاحب "تانغو"،وقد انتهى على التو من عزومة إقتصادية إعلامية للترويج لمنتوجه الجديد تحت شعار:أشربوا الجديد..حتى تنسوا عهد بن جديد!.. تانغو..إقتصادي..مشروب العائلة الجزائرية المسلمة!..أشربوها..لتروا الديك حمارا..والقط ..فارا..أشربها قيس..!! قيس: هل جئت تبحث عن خمارة أم جئت تشعل الدار نارا؟!..قيس!"..
إعلانات تشهيرية من طرف عشرات الصحفيين الجزائريين الذي أخرجوا من ديارهم مهاجرين إلا أن يقولوا حسبنا عبوة طانغو..ونعيمنا زجاجة جوني والكر..يتذوقون ويذوقون الأنخاب ليكتبوا عن هذا النوع تحت شعار "حصص تذوق الأنواع الرائعة من الخمور االجزائرية"!وصور لعبوات ناسفة للقانون والأخلاق والتحضر،على صفحات إشهارية كاملة!
قلت لصاحبي (لا صاحبني الله وإياه!): صاحبي؟..ألم يكف أنك أدخلت الكوكا..ياخلا دار أمك؟..حتى تفكر في إدخال البيرة..ونحن في عز "القيرّة؟"..والبيبسي..ونحن في وضع أوسخ من الفيسي؟!..أما خشيت القانون قبل أن تخشى الله.؟.وأنت ياناشر الإعلانات..أما فكرت أن الدول المتحضرة التي تخاف على شعوبها (وليس من شعوبها)،قد حرمت كل أشكال الدعاية للخمور وكل أنواع السجائر..ومنظمة الصحة العالمية قد أوصت بهذا..أولم تقرؤوا ماذا حدث في الثلاثينيات بالولايات المتحدة أيام المافيا: ما فيا الخمر ..والزعيم الكابوني؟.. أولم تسمعوا بخبر تقليص الروس من شرب الفودكا..حتى كدنا أن نقول أن الإسلام قد بدأ في هذا البلد بتحريم أمهات الخبائث؟..أولم تسمعوا عن قصة آية تحريم الخمر في الإسلام عندما تحولت مكة إلى شبه سواقي وأنهار بعد قراءة الأية :..فهل أنتم منتهون؟"، أم أنكم مثل صديقي اللآئكي الذي يجادلني يوما في إيجاد نص يحرم الخمر، لا زلتم لا ترون إلا مصالحكم الدنيوية المالية بعيدا عن كل النتائج التي قد تلحق بضحاياكم وضحايا الترف المرجو..والفسوق..والفجور والعصيان..
لم يرد،بل اكتفى بالقول أنه حنفي وأن أحمد (هكذا سماه..كأنه إبن خالته..حتى أني اعتقدت أنه يتحدث عن أويحي وليس على أحمد بن حنبل)هو المتشدد مع مالك والشافعي،ولهذا فهو قد اعتنق هذا المذهب، ثم أن البيرة… والطانغو بيرة..والكرونامبورغ.. بيرة..هي من مادة الشعير..والشعير من مأكولات الدواب..وإذا كان الدواب..لم يعودون بالعدد الكافي لاستهلاك الشعير.. فالأولى أن نعصرها..ونخمرها..أو ندعها لا تتخمر لتشرب حتى في البقاع المقدسة حيث أذهب سنويا للحج والعمرة..ثم أن الخمور هي من منتجات العنب أو من تقطير ماء الفواكه المخمرة بخمرة النشاذر..فأين الحرام؟
تركته وهو يهدي وأنا أهز برأسي أسفا على ما يحدث: فغالبية المسؤولين في الوزارات والحكومة..والأحزب..والنواب..وأفراد من قوات حفظ النظام..والقضاة..والمحامين..والأساتذة والصحافيين وكل الفنانين وأغلب الرياضيين،والموظفين والعمال، وحتى الشبان وبعض اللأطفال..وكثير من النساء والفتيات..يشربن ولا يشترين..ويشربونها بعدشرائها..فأين العلماء والدعاة والتقاة من هذا العدد الضخم من مستهلكيها، وموزعيها؟!..وعندما أراد البعض أن يمنع هذا التوجه العام لإفساد الحياة الإجتماعية ونخرها أخلاقيا، قامت القيامة:هؤلاء..أعداء للحريات العامة والفردية..وأزهق الحق،وجاء الباطل..والرخس!والحمد لله الذي جعل وزارة الصحة تصحو..قبل أن نقول للشعب "نوضوا تروحوا"!! أوت2002

0 Comments:

Post a Comment

<< Home