Friday, April 28, 2006


سيرك عمار : بسوط : عمار يزلي

روراوة..المحامون..وباقلاوة!

بعض اللقاءات ذات الطابع غير السياسي (ولأنها فعلا كذلك) لا تحظى بالرعاية ولا بالاهتمام عندنا، بل أنه يمارس ضدها التعتيم الإعلامي المطلق إما عمدا (وهو الأرجح ) وإما "سهوا" (وهو عذر أشنع من ذنب)!
ما بين 27 و 30 جوان من شهر جوان الأخير،انعقد المؤتمر الدولي الأول للمنظمة العربية للمحامين الشباب بالعاصمة بمشاركة 22 وفدا عربيا وبحضور بعض الهيئات الديبلوماسية منهم سفير اليمن وأمين مكتب الأخوة الليبية سفير ليبيا في الجزائر. اللقاء،انعقد برعاية نقابة المحامين بالبليدة(ولأن الفكرة "بليدة" فيما يبدو ، لم يحضرها رجال " الإعدام" الوطنيين (جدا))،و جمعية المحامين الشباب الجزائريين للبليدة، وهي جمعية ذات طابع اجتماعي، ذات نشاط مشهود برئاسة الأستاذ أحمد بوشيبة.
المؤتمر عرف مشاركة فعالة لجمعية المحامين الشباب بوهران، التي هي جمعية ذات طابع مهني برئاسة المحامية الأستاذة فريح ابراهيم حورية، مما جعل الجمعية تفوز بمقعد مع جمعية بلعباس في مجلس المنظمة الدولية للمحامين الشباب التي يرأسها التونسي المحامي شوقي الطيب.
المؤتمر الذي احتضنته زرالدا، جرى في ظل جو التعتيم الإعلامي المطلق:لا صحافة مكتوبة ولا مسموعة..ولا مرئية..التلفزيون أكبر الغائبين بقنواته الثلاثة (في واحد!).كما أنه لم يحضره أي وجه رسمي ولا منتخب ماعدا النائب بالبرلمان الأستاذ نور الدين لفكاير (التي طاحت عليه فكرة الحضور!)! ماعدا هذا العدد من العدة، لم يحضر لا والي زرالدا..ولا حتى رئيس بلدية زرالدا.. ولا حتى النقيب الوطني للمحامين الجزائريين..(والغائب عذره معه!.. فلربما..يحتمل..ويمكن لا قدر الله أن يكون وقتهم في منتهى ضيق التنفس..بحيث لا يسمح لأحد منهم بالحضور في هذه "المؤامرة" القانونية التي تحاك ضد القانون المعمول به!.. والله أعلم بما لا نعلم!)
كل هذا الكلام، لنقول أن ممثلي الجزائر (وهما محاميان شابان من وهران) الذين تلقيا دعوة للإنخراط في جمعية محامي وحقوقي البحر الأبيض المتوسط، والمشاركة في المؤتمر السادس للجمعية والذي سينعقد بعد أيام (من 28 أوت إلى غاية 5 سبتمبر) بجزيرة مالطا، قد ينسى إعلاميا على المستوى الوطني وإن ذكر فإنما يذكر نقلا عن الوكالات الأجنبية..كعادة ريما التي لم ولن تنسى عادتها الجديدة القديمة!، ذلك لأننا تعودنا على الاهتمام السياسي والاعلامي بكل ما هو سياسي..ولو كان تافها..ولا يزال السياسي والايديولوجي يطغى على كل الحسابات!
من جانب آخر: لا تزال الملتقيات و"المناصبات" الثقافية في بلدنا موضع يناصيب وقسمة ونصيب.. ونصب واحتيال..فقد تسحب منك حقوقك المكتسبة في آخر لحظة دون سابق إنذار!
مدير المسرح الوطني (غفر الله لنا وله ولجميع من دخل في لعبة التصنيفات الثقافية واللغوية والإيديولوجية) من هذا يسار، هذا يمين، هذا فرنكو_شيوعي، هذا عربو فوني..)، يقول أن مسرحية "منامات الوهراني" للمسرح الجهوي بوهران التي كتبها صاحب هذه التفاهات التي يكتبها أسبوعيا بدون خجل ولا وجل،قد ألغيت من المشاركة في السنة الجزائية هذا بفرنسا بسبب رفض الطرف الفرنسي لها!..(رغم أن الفرنسيين هم الذين اختاروها في البداية كأحسن عمل !)،ثم اليست السنة سنة جزائرية بأموال جزائرية؟وما دخل فرنسا في اختيار العمل أو ذاك؟ فرنسا على العكس تريد أن تعرف عن المؤلفين والمبدعين والفنانين غير الفنانين "أنتاعها" الذي تعرفهم أكثر مما يعرفون أنفسهم..(نحن فرنسيون أكثر من الفرنسيين)!.. ثم لماذا يسحب البساط من أعمال تدعو إلى المصالحة الوطنية وإلى الوفاق والعودة إلى الذات والأصالة والهوية الوطنية (وهي أعمال لمؤلفين وليس اقتباسا!كما هو الحال مع مسرحية "نسين والسلاطين" للتركي عزيز نسين (المناضل الشيوعي المعروف) التي تحضر للمشاركة، والتي اقتبسها المرحوم علولة؟ ولم يشارك الراحل علولة بمسرحيتين ولا تشارك مسرحية "معروض الهوى" لبختي رغم أنها تحصلت على جائزة أحسن عرض متكامل بالقاهر؟؟؟ لماذا هذه الوصاية على المسرح والثقافة التي تمنح للجناح الاتئصالي اللغوي الثقافي دائما!! السؤال موجه لروراوة ورئيس الجمهورية الذي عين روراوة الذي عين بدوره زياني الشريف عياد وصيا على المسرح الجزائري..
ياعباد الله..متى نخرج من دائرة الكليانتيزم الإيديولوجي واللغوي والسياسي؟؟ولا حول ولا قوة إلا بالله!
أوت 2002

0 Comments:

Post a Comment

<< Home