Friday, April 28, 2006

سيرك عمار:بسوط/عمار يزلي

شركة نفطالي بوشـ ….

أمام قانون المحروقات الذي أحرق فيه البعض أوراقه وأعصابه، في محاولة يائسة لفهم فقه النص الذي لا يفقه فيه الفقهاء شيئا ولا القوانجية ولا القهاوجية..حية..فمن قائل بالخوصصة المقنعة..وقائل آخر مقتنع بخوصصة "توكور"..وقائل بإصلاح التسيير الذي جعل من سوناطراك محمية اقتصادية..ودولة في دولة بعلمها..وعددها وتعدادها..ومالها..وماعليها..دون أن يعرف أحد، حتىالحكومة، كم تصرف هذه الدولة الشركة:فلا حسابات ولا حساب ولاعقاب..
أمام هذا الجدل السياسي..ذي الطابع الاقتصادي، وجدت نفسي..أنا الذي أحاول أن أستقل بموقفي من مصالح المياه التي تتحرش بي منذ مدة لكي أشتري الماء من عندها بدون أن أحصل على الماء..قلت أحفر بئرا..داخل المطبخ..(الحمد لله، ليس لي جيران كثيرين في الأعلى.. جار واحد وجارين فقط في الأسفل..)،استخرج الماء..وإذا كان الماء ليس "مالحا للشرب"،أستطيع أن أبيعه كما أشتريه..وأصبح تاجرا في الماء..كما كل الناس يتاجرون بأشياء أخرى..فأنا لا أملك .."ماء"..أتاجر به..والماء هو الحل..(إذا كان حلوا)..الجيران ثاروا ضدي وضد عملية الدراسة الزلزالية..ولا سيما بعد حدوث الزلزال..عندما حضرت شرطة الحفر للتنقيب عن المياه السطحية المتجوفة..أحدث ثورة، تدخلت فيها كل القوى السياسية والايديولوجية..والمنخبين بلا انتخاب..وأميار زمان..وبديع الزمان ..الذين أجمعوا "أنه من حفر حفرة لأخيه تعوق فيها"..لكن بعد تفاهم وحملة شرح وتوعية للجيران..السفلة..تفهموا واقتنعوا "بلا ماء..يفهموا أصلا.."..
المشروع كان يقضي ببداية عملية الحفر من أعلى العمارة رأسا..بحثا عن الماء في الأعماق..على أساس تقاسم الأسهم..بالتساوي..حسب مستوى كل طابق..وكان مالم يحدث في الحسبان..:بعد شهرين..ينفجر البئر..ولكن ليس بالماء..بالنفط ..وحتى الغاز..سوناطراك عندنا يامرحبا..صاح الجميع.. فيما رحت أصحح لهم الخطأ اللغوي..سوناطراكنا في بيتنا..نفطنا يعود إلينا..بترول العرب للعرب..فبما راح الجيران يرددون الشعارات بطريقة معكوسة:بترول العرب لغير العرب..زيطنا..في بيطنا..وفي ظرف سنتتين..كانت العمارة تتحول إلى "إمارة"..عربية متحدة ..(مع الولايات….)..
رمينا ألبستنا ولبسنا العقال وشماغ البسام بعدما ابتسم لنا الحظ:أحفر تربح… العمارات المجاورة بدورهم سارعوا إلى مغفرة من ربهم..حفروا بعدما كفروا..وتسامحوا.. وتسامعوا..وغفروا..واجتمعوا لأول مرة..وقرروا:النفط لنا.. والبيت لهم..وبأيدينا سنعيد لقدس كلام…كلام..مجرد كلام..
والنفط كان في ظرف سنوات قليلة فوق "العمارات العربية المتحدة"..بعيدا عن دولة "خطر"..التي تملك بحرين..:البحر المتقارب..والبحر الطويل..الدولة لم تتدخل..تدخلت أمريكا لفرض قانون خوصصة قطاع "المحقورات" ولو كان بنا خصاصة..(كما قال أحد المنظمين في تلفزتنا التي أنقلت كلامه بكل أمان..واحترافية قبل أيام..عن فئة المعوقين، فعوض أن يقول: هذه الفئة المحقورة…قال:"هذه الفئة الحقيرة"..)..فلا حق للدولة بعد اليوم أن تدعي أنها المالكة لوحدها..النفط ملكية مشاعة..قالها كلينتون قبل سنةونصف ..وملك للكرة الأرضية..لبعض البلدان والشركات والأفراد حق الاستغلال دون التصرف بأمر صاحب الحيازة والامتياز الأعظم جورج بش..بن الأشرم..رئيس لوبي النفط في الإدارةالأمريكية الحالية (وإلا لماذا قرضاي رئيسا لأفغانسان، لو لم يكن موظفا ساميا في شركات نفط أمريكية..وصاحب جنسية أمريكية..مؤهل لتسوية صفقة بحر قزوين ..وصدام؟..أليس فقط لأنه ينام على أكبر مخزون نفطي وغازي للقرن الجديد..تمهيدا لإهدار دم النفط السعودي والخليجي ثم العربي والاسلامي الذي استعمل لتكوين قوى مناهضة للقطب الربوي المتصهين في نيويورك وواشنطن..وباقي المدن العالمية الكبرى..
صارت الحومة..لها حكومة..وأنا هو قرضايها بعد انقراض كل القوارض ممن اقترضوا من بنك "القرد" الدولي والشامبازي الأوروبي والغوريلا الأمريكي..والبابوان الفرنسي..وتشيطا الياباني..ورضت عني أمريكا لأني بعدها صرت أبيع النفط واللفت ..والأرض والعرض..بالطول والعرض..في الصيف وفي البرد..وكلمتي صارت لا ترد..والحمد لله حين رضيت عني اليهود والنصارى بعد إذ اتبعت والعياد بالله .. ملتهم..
عندما استيقضت من غفوة الظهيرة..كان مؤذن الفجر يعلن: الصلاة خير من النوم..قلت له في نفسي:حتى النوم ماعندك ما تقول فيه..لولاه ما كتبت هذا السيرك..

0 Comments:

Post a Comment

<< Home