Friday, April 28, 2006

سيرك عمار
بسوط :عمار يزلي
قرن الـ 14 جويلية

العيد الوطني الفرنسي:عيد بأي حال عدت ياعيد؟بعشرات القتلى ومئات الضحايا من الأبرياء الجدد الذين أضيفوا إلى قائمة المليون والنصف، هذا في الوقت الذي تفتخر الناطقة باسم الحكومة بأن العلاقات بين الجزائر وفرنسا وكذا مع الولايات المتحدة ممتازة!!(وعلاه؟ هل كانت سيئة قبل اليوم؟..العلاقات مع فرنسا والحزب الاشتراكي كانت دوما سمنة على ريجيم!)، حتى أننا خشينا في وقت من الأوقات (اليوم أكثر من أي وقت مضى)، بأننا في زمن نهاية العهد الزياني أيام الشيخ المغيلي بتلمسان، حيث أصبح المسلمون هم "أهل الذمة" بعدما تفرعن اليهود الليفورنيون وطغوا وسيطروا على دواليب التجارة وحتى غدا القرآن يخاف السلطان، ويخشى الناس من سطوة اليهود والنفوذ والنقود !!أو لنقل، صار الوضع كما كان عليه أيام الخليفة المتوكل في نهاية العهد العباسي، حين صار العرب يراسلون خليفة المسلمين يتوسلون له (كما يتوسل وزير خارجية قطر) أن يساوي بينهم وبين الأعاجم الأتراك!!
أقول هذا، لأني إنسان بسيط، لا مقام لي في مجتمع ودولة يعيش "أفرادها" (..وبقراتها..) على ريوع لا يروا المواطن البسيط فيه أهلا لها ولا يرون في السلطة لهم كفؤا أحد ..
رضى فرنسا عنا، يؤكد بالفعل أننا نتجه نحو الهاويه.. (وما أدراك ماهيه!)، أولم يكون الراحل بومدين يقول أنه كان يجعل من رضى فرنسا عنه أو سخطها، مقياسا للتوجه الحسن والأصلح، فلقد كان يفعل بمبدأ الآية الكريمة:".. ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم.."(دون أن يكون آخذا بفلسفة الآية)
14 جويلية لهذه السنة، تختلف عن المناسبات الأخرى: فلأول مرة "نحتفل" بهذه المناسبة في ظل شبح 11 سبتمبر،ولهذا نحن نفتخر بالعلاقات المميزة مع فرنسا وأمريكا، لأننا سرنا في الخط المرسوم: القضاء على قواعد الفكر الإسلامي (وقريبا سندخل مرحلة تأميم المساجد بعد خوصصتها، ليعود "الشيخ أوغسطين بيرك" ،كما كان يسميه الشيخ البشير الإبراهيمي، مفتيا للديار الإسلامية المالكية على الطريقة الحنفية، ثم إن ابنه "جاك بيرك" وليد فرندة بتيارت قد أهدت زوجته الإيطالية التي لاتتعدى ثقافتها ثقافة رئيس حزب البحيرة، كل مكتبته لجمعية تحمل إسم هذا المستعرب الجزائري الفرنسي.. مثله مثل جميع الناس الذين يسبون فرنسا ولكنهم يتنافسون في الجري وراءها ووراء الفيزا(لعلي أنا الوحيد مع آخرين أقلية الذين أقسموا ألا تطأ أقدامهم فرنسا منذ رفعها لشروط الفيزا..)
قريبا إذن سنعود لخطب المساجد التي لا تفرق بينها وبين بيان حكومي أو وزارة الداخلية والمجاعات… قريبا ستشرع قوانين تسمى "تصحيح الصحيحين.."(البخاري ومسلم)، ليصبح القانون المصحح(البخاري مش مسلم)،محرما للحلال ومحللا للحرام، حتى أنه ليلقى لقبض على المصلي، فيضرب بالسياط من سيرك عمار ..بلا عمرة، حتى ينادي في الملأ "أني والمؤمنين بريئ مما يفعلون من دون الشيطان"، ويمسك بالسكير والزديق والديوث والمخنث والداعر، والفاسق والفاسقة والفاجر والفاجرة، فيسأل عن أهله وذويه ، فيقول : أنا من بيوتات أصحاب الشرطة، أو أصحاب المال والجاه والسلطان،فيتبرك به ويطلب له القاضي الشرعي بالبركة بجاه "سيدي بيرك"، ويمسك بشاب يصلي الفجر بمسجد الحي، فيزج به في قناة لصرف المياه (مثل القناة الوطنية)، حتى إذا ما افتكوا منه اعترافات "إرهابية"،رمي به إلى أمه قائلين لها :" .. ربوا أولادكم..ربوا أولادكم.." ، فترد الأم المكوية في فلذة كبدها (كما حدث في قسنطينة):.."..بصح .. ياوليدي.. وليدي هذا اديتوه من الجامع مش من التبرنة.."فيستحيي الشرطي وليد الفاميلية..
هكذا،أخشى من التعفن السياسي والأمني مرة أخرى،لا سيما وأننا ملزمين سياسيا، عوض أن نكون ملتزمين: ملزمين بأجندة أمريكية فرنسية،لا تراعى فيها إلا مصالح هذه القوى التي لن ترضى علينا إلا إذا اتبعنا دينها(بترك ديننا).. ولا حول ولا قوة إلا بالله!!
جويلية2002

0 Comments:

Post a Comment

<< Home